السعودية: المطوعون بالمرصاد لأي "أحضان مجانية"

الأخلاق خط أحمر في المملكة العربية السعودية، فقد ألقى المطوعون القبض على شاب سعودي ليلة الخميس الماضي لأنه دعا الناس في أحد شوارع الرياض لمعانقته وكان يحمل لافتة كتب عليها "حضن مجاني".

وقبل أن يعتقل بندر السويد نشر فيديو على يوتيوب يظهر فيه وهو يحضن الناس مجانا في شارع ’التحلية‘، وهو من الشوارع الرئيسية بالعاصمة السعودية الرياض. وسرعان ما انتشر الفيديو بعد أن شاهده أكثر من مليون ونصف شخص خلال يومين فقط وصار له مناهضين. وقد قام شباب سعوديون آخرون يوم الخميس بحملات "أحضان مجانية" في العديد من المدن الكبرى، ولا سيما في الجبيل (شرقا) وفي المدينة المنورة.

وأطلقت طالبات في جامعة الرياض دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم حملة مشابهة يوم الأحد في سكنهن الجامعي.

طالبة سعودية تحمل لافتة كتب عليها "حضن مجاني"

وقد أثارت هذه المبادرة جدلا محتدما على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يرون في ذلك طريقة لكسر رتابة الحياة اليومية ومن ينددون بذلك لأنهم يرون فيه محاولة لجلب القيم الغربية للبلد.

"كل ما هنالك أنه أراد رسم البسمة على وجوه المارة"

عبد الله من المؤيدين لمبادرة بندر السويد وقد شاهد لحظة اعتقاله مساء الخميس.

ألقت شرطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض على بندر السويد وهو يتجول في شارع ’التحلية‘ الراقي. واقتادوه إلى مركز الشرطة لاستجوابه وكأنه مجرم. وحسب آخر الأخبار فهو ما يزال محتجزا. أتمنى ألا يدان لأنه لم يقترف أي ذنب.

 

شاهدت الفيديو على يوتيوب مثل الكثير من السعوديين وأعجبني. ولا أفهم ردة الفعل هذه لأن الصور ليس فيها ما يخدش الحياء. فهو لم يتصرف أي تصرف غير لائق ولم يعرض معانقة النساء. كل ما هنالك أنه أراد رسم البسمة على وجوه المارة. أخشى أن تكون السلطات تنوي جعله عبرة فتعاقبه لتثبيط أي محاولات من هذا النوع لأن الكثير من الشباب تحمسوا لهذا الفيديو.

ولقد أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوم الجمعة أنها ألقت القبض على شابين كانا يعرضان "أحضانا مجانية" في الرياض. ولكنها أكدت أنها أفرجت عنهما في اليوم نفسه لصغر سنهما.

أصحاب فكرة "أحضان مجانية" هم أشخاص يعرضون هذه الأحضان عفويا على المارة في الأماكن العامة. ولقد أطلقت هذه الحركة عام 2004 وكانت تهدف إلى كسر الرتابة السائدة تحديدا في المدن الكبرى، ومنذ ذلك الحين أصبحت شعبية جدا في العديد من المدن الكبرى في العالم.

ترجمة: عائشة علون