اليمن

هدى وعرفات: قصة حب مستحيل تحرك مشاعر اليمنيين

 هدى النيران شابة سعودية عمرها 22 سنة وهي محتجزة في مركز بصنعاء وقد تتعرض للترحيل. وجرمها أنها لجأت إلى اليمن هربا من زواج قسري ولكي تستطيع الزواج من محبوبها اليمني. هذه هي قصة الحب التي أثارت مشاعر تضامن لا مثيل لها في هذا البلد المحافظ رغم كل شيء.  

إعلان

هدى (الفتاة) وعرفات (الثاني من اليمين إلى اليسار) أثناء مثولهما مؤخرا أمام محكمة صنعاء. صورة نشرت على تويتر.

 

هدى آل نيران شابة سعودية عمرها 22 سنة وهي محتجزة في مركز بصنعاء وقد تتعرض للترحيل. وجرمها أنها لجأت إلى اليمن هربا من زواج قسري ولكي تستطيع الزواج من محبوبها اليمني. هذه هي قصة الحب التي أثارت مشاعر تضامن لا مثيل لها في هذا البلد المحافظ رغم كل شيء.

 

وستحاكم هدى يوم الأحد في محكمة صنعاء بتهمة عبور الحدود بطريقة غير شرعية. وقد تتعرض للترحيل إلى المملكة العربية السعودية وتقول إنها تخشى على حياتها. أما محبوبها فاعتبر شريكها في الجرم.

 

صورة مركبة لهدى وعرفات أنجزها ناشطون وتشاركوها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأوضحت الشابة في مقابلة مع التلفزيون السعودي أنها تعرفت على عرفات محمد طاهر، وهو شاب مهاجر يمني عمره 25 سنة، منذ ثلاث سنوات في متجر للهواتف المحمولة في عسير (مدينة جنوب العربية السعودية) حيث كان يعمل. وقد طلب عرفات يدها من والديها لكنهما رفضا. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، هربت الفتاة في عز الليل. واستقلت سيارة أولا، ومن ثم أخذت الحافلة حتى الحدود اليمنية حيث اتصلت بمحبوبها وطلبت أن يلتحق بها. ويوضح بأنه آنذاك لم يكن يعلم ما حدث وأنها وضعته أمام الأمر الواقع لأنها كانت تعرف أنه لو علم سيمنعها من الهروب.

 

ومنذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، أكد والد هدى للإعلام السعودي أن اليمنيين "سحروا" و"خطفوا" ابنته.

 

"الموت ولا البعد عنه"

 

كذّبت هدى ما قيل عنها في تسجيل إذاعي وأكدت أنها هربت من بيتها لتجنب الزواج القسري بأحد الأقارب ولكي تتزوج الرجل الذي تحبه.

 

 

وتقول في هذا التسجيل إن ما سحرها هو حب عرفات لا غير وإن أهلها يريدون أن يقرروا لها حياتها، لكنها لا تريد أن يكون مصيرها كما أختيها الكبيرتين المطلقتين اليوم واللتين أجبرتا على الزواج (...) وتقول إنها تحب عرفات بجنون وتفضل الموت على البعد عنه.

 

يمني مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية يحمل لافتة تظهر تضامنه مع هدى وعرفات. صورة نشرها على تويتر.

 

لقد مثلت هدى حتى الآن مرتين أمام المحكمة. ويوم الأحد الماضي، أرسلت سفارة السعودية بصنعاء محام طلب ترحيل الفتاة إلى المملكة مؤكدا أنها "مغرر بها نظرا لصغر سنها". وأكد أيضا أن هدى متزوجة من ابن عمها منذ ثلاثة أشهر ولذلك فلا يمكنها الزواج من شخص آخر.

 

لكن جرأة الفتاة وتصميمها أثار موجة من التعاطف في اليمن. وقد انهالت على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا فيس بوك رسائل الدعم والدعوات للتظاهر.

 

توكل كرمان (الأولى من اليسار إلى اليمين) التي نالت جائزة نوبل للسلام رفقة هدى في مركز الاحتجاز بصنعاء. صورة نشرت على صفحة فيس بوك الخاصة بالناشطة اليمنية في مجال حقوق الإنسان.

 

وقد سمحت المحكمة يوم الأحد لممثلين من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بزيارة الفتاة في مركز الاحتجاز. وتود الفتاة الحصول على اللجوء الإنساني لدى هذه المفوضية لأنها تخشى الانتقام في حال عودتها إلى العربية السعودية. وقد تلقت هدى دعما كبيرا من الناشطة اليمنية في حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان التي زارتها يوم الأربعاء ووجهت دعوة على صفحتها على فيس بوك تقول: "لقد وجدتُ فيها قوة المرأة العربية (...) تحدثت هدى بثقة عن حقها في اختيار الزواج ممن أرادت أن يكون شريك حياتها (...) تحدثت بثقة أكبر أنها لم تفرط في عرضها .. وأنها لن تتنازل عن عفتها وشرفها (...) أدعو حكومـ[تا] البلدين الشقيقين أن تتوجا قصة هدى وعرفات بمباركة الزواج وتيسيره."

 

عشرات الناشطين اليمنيين عازمون أيضا على التجمع يوم الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني أمام محكمة صنعاء لدعم الفتاة أثناء محاكمتها.

 

 

 

ترجمة: عائشة علون