بوادر "جهاد العائلات المهاجرة" إلى سوريا
مئات الآلاف من العائلات السورية تهرب من الحرب، وغيرها يسعى بكل جهده للالتحاق بساحات الحرب في سورية. لقد هاجر نحو 150 كازاخيا من أطفال صغار وشباب ونساء ورجال من العائلة نفسها من بلدهم كازاخستان "لأداء واجبهم بالجهاد في بلاد الشام". وتتناقل مواقع التواصل الجهادية بكل اعتزاز صور مواقعهم في سوريا.
نشرت في: آخر تحديث:
صورة "عائلية" لرجال وأطفال كازاخيين مسلحين.
مئات الآلاف من العائلات السورية تهرب من الحرب، وغيرها يسعى بكل جهده للالتحاق بساحات الحرب في سوريا. لقد هاجر نحو 150 كازاخيا من أطفال صغار وشباب ونساء ورجال من العائلة نفسها من بلدهم كازاخستان "لأداء واجبهم بالجهاد في بلاد الشام". وتتناقل مواقع التواصل الجهادية بكل اعتزاز صور مواقعهم في سوريا.
ومنذ يوم الاثنين يروج على مواقع التواصل الجهادية فيديو دعائي للدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي جماعة مرتبطة بالقاعدة، بعنوان ملحمي: "رسائل من أرض الملاحم" [...] في ضيافة عائلة مهاجرة" ومحتوى غير مسبوق. إنها أول مرة نرى فيها جهاد "العائلات".
"رسائل من أرض الملاحم" في ضيافة عائلة مهاجرة للجهاد يجري تداوله ومشاركته على مواقع التواصل الجهادية.
يبدأ الفيديو باستعراض عسكري، ثم تصل ثلاث سيارات عليها أعلام سوداء من أعلام القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام عند بوابة إحدى البيوت الكبيرة. وبعد لحظات تظهر بوضوح عبارة "مؤسسة الفرقان مكتوبة بالأبيض [وهي الجهاز الإعلامي للدولة الإسلامية في العراق والشام] في ضيافة عائلة مهاجرة للجهاد. مئة وخمسون مسلما في ثلاثة أجيال من عائلة واحدة قطعوا آلاف الأميال وبذلوا أموالا طائلة للهجرة إلى الشام على عدة دفعات". ثم تسمع آيات قرآنية يتلوها طفل صغير، وبعدها نرى نحو عشرين طفلا، بمن فيهم رضّع، جالسين على الأرض أمام مجاهدين مراهقين. ونرى أيضا في الفيديو طفلات محجبات وبعضهن منقبات بالكامل. ثم نكتشف بعد ذلك أن الطفل الذي كان يتلو القرآن لم يتجاوز الست سنوات.
وفي التوقيت 02:57 من الفيديو أعلاه، نرى شابا اسمه الحركي "عبد الرحمن الكازاخي" وهو يوضح دوافع هجرة عائلته إلى سوريا. ويقول إنه أتى "للجهاد..الله تعالى أخبرنا أن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام". ثم يتلو الآية 169 من سورة آل عمران التي تتحدث عن الشهداء ويعرب عن أمله في أن يكون في زمرة من مصيرهم الجنة. وفي التوقيت 05:07 يظهر "أبو خالد الكازاخي، وهو شاب مجاهد آخر يبدو أنه أكبر من الأول بقليل يقول إنه توّاق للشهادة.
لقد جرت العادة عند المجاهدين أن يلحقوا بأسمائهم الحركية اسم النسبة إلى بلدهم. فمن المرجح جدا أن يأتي هؤلاء الرجال من كازاخستان، وهي من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا بآسيا الوسطى وتقع على بعد نحو 5000 كيلومتر من سوريا.
ونسمع فيما بعد بالفيديو شعارا جهاديا دوليا يعدد ساحات "الجهاد" من الفيليبين إلى الساحل مرورا بأفغانستان وباكستان والقوقاز والبوسنة وطبعا الشام.
ويستمر الفيديو مع مجاهد ثالث اسمه "سيف الدين الكازاخي" الذي يوضح بأن "الجهاد فرض عين على المسلمين إذا داهم العدو شبرا من أراضي المسلمين".
وفي التوقيت 13:22 يتحدث مجاهد خامس اسمه "أبو حافظ الكازاخي" ويقول "الحمد لله [...] وأنعم عليه بنعمة الجهاد [...] فهاجرنا بإخواننا وأهلينا وأقاربنا لكي نجاهد في سبيل الله".
وهذا أول فيديو ينشر عن عائلة بكاملها تهاجر لجهاد. فعادة، يهاجر المجاهدون إلى أرض النزاع بمفردهم، أو بصفة استثنائية أزواجا. وهؤلاء المقاتلون يقدمون أنفسهم على أنهم مقبلون على الشهادة، أو ربما الهجمات الانتحارية، كما يظهر من الإشارة إلى الانتحاري السعودي أبو الزبير المدني @halb_1 على تويتر، في التوقيت 15:39 من الفيديو. هذا الشاب فجر نفسه في منتصف شهر أيلول/سبتمبر في هجوم انتحاري في النبك بالقلمون غرب دمشق.
حرر هذه المقالة وسيم نصر (@SimNasr)، صحافي في فرانس 24.
ترجمة: عائشة علون