سوريا

في مناطق النظام: "السكان يخافون من هجمات المعارضة المسلحة التي يمكن أن تلي الضربات الغربية"

 مع مرور الساعات يزداد احتمال توجيه ضربات عسكرية على سوريا. ثلاثة مراقبين من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري يفسرون لنا رؤيتهم لهذا التطور في النزاع السوري.

إعلان

صورة لمنطقة السبع بحرات في دمشق

 

مع مرور الساعات يزداد احتمال توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا. ثلاثة مراقبين من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري يفسرون لنا رؤيتهم لهذا التطور في النزاع السوري.

 

تقرع العواصم الغربية طبول الحرب على النظام السوري بعد أيام معدودة على شبهات استخدام "السلاح الكيميائي" في منطقة الغوطة القريبة من دمشق، مع العلم أنه لم يتم تحديد المسؤول عن هذا العمل حتى الآن. وبحسب عدد من الخبراء من المرجح أن يتم ضرب بعض المواقع والمنشآت العسكرية فضلا عن ثكنات للقوات الخاصة والحرس الجمهوري.

"نفضل أن نموت بسبب الصواريخ على أن تقطع رؤوسنا بحد السيف"

أبو غازي، من سكان أحد أحياء حمص المؤيدة للنظام 

 

معظم السكان هنا لا يظنون أن ضربة من هذا النوع يمكن أن تقع وحتى من يظن ذلك لم يغير شيئا في نمط حياته.

 

الخوف الوحيد يكمن في محاولة المجموعات المسلحة من استغلال ذلك وأن تحاول الانقضاض على أحيائنا. الجدير بالذكر أن القصف من الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة باتجاه أحيائنا بات خفيفا ونادرا، وهذا ما يثير ريبتنا فهل يهيؤون لعمل ما؟.

 

لكن في جميع الأحوال نحن جاهزون لكل الاحتمالات ومستعدون للدفاع عن أنفسنا حتى النهاية. وفي حال حصول الضربات، سنعرف مصدرها. بينما في حياتنا اليومية نحن معرضون لرصاص القناصة وللسيارات المفخخة. لذا نفضل أن نموت بسبب الصواريخ على أن تقطع رؤوسنا بحد السيف

"بعض العائلات تحاول أن تبتعد عن المواقع الحساسة"

عمر، معارض سلمي من سكان دمشق

 

سكان العاصمة السورية يرون أنفسهم في حلقة الاستهداف الأولى للضربات التي من الممكن أن تستهدف سوريا. لكننا نعيش في خضم حرب أهلية منذ أكثر من سنتين، لذا لم ولن يتغير علينا شيء.

 

لا يوجد أية إجراءات جديدة فيما يخص الضربات المتوقعة، غير أن بعض العائلات تحاول أن تبتعد عن المواقع الحساسة. لكن في الحقيقة هذه هي الحال منذ وصول الحرب إلى أبواب العاصمة منذ حوالي السنة وتفجير السيارات المفخخة. بالرغم من ذلك جهز بعض الأشخاص سياراتهم ليتمكنوا من مغادرة المدينة سريعا إن توجب ذلك .

 

في جميع الأحوال وحتى إن أراد الدمشقيون أن يتزودوا بالمؤونة كالمواد الغذائية وما إلى ذلك من ضروريات الحياة اليومية أو حتى الأدوية، فلا إمكانية لذلك لأن كل هذه المواد نادرة وغالية الثمن فهم بالكاد يؤمنون حاجياتهم اليومية.

 

أما بالنسبة للدولة فلا يوجد أية خطة طوارىء أو خطة إخلاء. نحن نسمع صفارات الإنذار التي تطلق في حال التعرض لهجوم بالطائرات في كل أول يوم سبت من الشهر لا أكثر كما هي العادة منذ سنوات

 

"السكان يخافون من هجمات المعارضة المسلحة التي يمكن أن تلي الضربات الغربية"

  

يوجد بعض الملاجىء في المدينة لكنها مصادرة من قبل الجيش أو من قبل لجان الدفاع الوطني المؤيدة للنظام، وقد فعل الثوار الأمر نفسه في مناطقهم. لذا أشك أن يسمحوا للمدنيين باللجوء لهذه الأماكن، لابل أن بعضها تحول إلى مخازن أسلحة أو إلى معتقلات.

 

أظن أن جو الحرب العام السائد هو الذي فرض نفسه على البلاد والأذهان، فضلا عن الاعتقاد أنه إن حدثت الضربات فستكون قصيرة ومحدودة، ما يفسر تصرفات السكان.

 

في آخر عملياته أحرز الجيش السوري النظامي تقدما ملحوظا في ضواحي العاصمة، كجوبر مثلا، ما يطمئن السكان. حتى تصريحات وزير الخارجية وليد المعلم الأخيرة ساهمت في طمأنة الناس من ناحية قدرة الجيش على حماية العاصمة من أي هجوم للثوار، فهذا هو خوف السكان الأكبر اليوم 

"لقد عدنا للتو من رحلة إلى شاطىء طرطوس الذي كان مكتظا بالناس"

إبتسام، طالبة طب تسكن أحد الأحياء الموالية للنظام في حمص 

 

لقد توجهنا مع العائلة بأكملها إلى شاطىء طرطوس للاستجمام خلال عطلة نهاية الأسبوع

لقد عدنا للتو من الشاطىء الذي كان مكتظا بالناس. فالناس يواصلون حياتهم بطريقة طبيعية كأن شيئا لم يكن.

 

لم نلاحظ أية تحركات عسكرية غير مألوفة خلال رحلتنا إن كان على الطريق أو في مدينة طرطوس. يخرج السكان في المساء يسهرون ويمرحون وأبواب جميع المطاعم والمنتزهات مفتوحة.

حررهذا المقال بمشاركة وسيم نصر صحافي في فرانس24  (@SimNasr)