شهادة من حمص :"لماذا سقط حي الخالدية بين أيدي الجيش السوري"
بعد حملة عسكرية استمرت أكثر من شهر، تمكن الجيش السوري الاثنين من فرض سيطرته على حي الخالدية المحوري بمدينة حمص والذي كان تحت سيطرة المعارضة منذ عامين. إليكم .
نشرت في: آخر تحديث:
لقطة من فيديو هواة يظهر قصف الجيش السوري لحي الخالدية
بعد حملة عسكرية استمرت أكثر من شهر، تمكن الجيش السوري الاثنين من فرض سيطرته على حي الخالدية المحوري بمدينة حمص والذي كان تحت سيطرة المعارضة منذ عامين. إليكم شهادة مراقبنا في عين المكان.
أعلن النظام السوري الاثنين سيطرته "الكاملة" على حي الخالدية الذي يعتير أهم معاقل مقاتلي المعارضة في حمص. وهو النجاح العسكري الثاني الذي يحققه النظام خلال أقل من شهرين في محافظة حمص الاستراتيجية بعدما سيطر في الخامس من يونيو/حزيران الماضي على منطقة القصير.
كذلك يعتبر هذا الانجاز الأبرز في مدينة حمص منذ سيطرة النظام على حي بابا عمرو في جنوب المدينة في مارس/آذار 2012 ، بعد معارك ضارية دامت لعدة أشهر وأودت بحياة المئات من المدنيين.
وتقدمت القوات النظامية بدءا من السبت داخل الخالدية وسيطرت على مسجد خالد بن الوليد، في وسط الحي، الذي يعتبر رمزا للمقاومة لدى مقاتلي المعارضة. كذلك تعرض مقام الصحابي خالد بن وليد الذي يتواجد بداخل المسجد إلى تدمير كبير في مطلع الأسبوع الماضي.
فيديو يظهر المعرك من وجهة نظر الجيش السوري قام بنشرها إعلامي موالي للنظام على يوتيوب.
"الحملة التي شنها الجيش علينا كانت شرسة إلى درجة أن سقوط حي الخالدية بات أمرا حتميا"
أبو رامي القصور ناشط في "المكتب الإعلامي الموحد لحمص"، وهو مركز إعلامي تابع للجيش السوري الحر.
كان الجيش النظامي تمكن، بدعم من حزب الله، من فرض سيطرته على حوالي 60 في المائة من أحياء الخالدية منذ انطلاق حملته الشرسة على حمص المحاصرة في بداية الشهر الجاري. ويوم السبت شن النظام أعنف هجوم له منذ بداية الحملة تمكن من خلاله من طرد مقاتلي المقاومة من مسجد خالد بن الوليد. هذا المكان كانت له أهمية كبيرة لدينا على الصعيد الاستراتيجي لأنه كان يصل بين الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، أي حي حمص القديمة من جهة، وأحياء جورة الشياح والقرابيص والقصور من جهة أخرى.
فيديو هواة للمعارك في حي الخالدية.
وفي صباح اليوم الاثنين، استأنف الجيش حملته العنيفة للسيطرة على ما تبقى من حي الخالدية. وشن النظام ثلاث غارات جوية على حمص المحاصرة، ثم قام بقصف الأحياء بصواريخ الأرض أرض وقذائف الهاون، وبذلك استطاع التمهيد لاقتحام حي الخالدية. وبفضل هذه الترسانة الهائلة تمكن من السيطرة على 90 بالمئة من الحي وأصبحت كافة الأحياء المتبقية التي يسيطر عليها الجيش الحر، أي أحياء حمص القديمة وحي جورة الشياح والقرابيص والقصور، خط جبهة جديد للقتال.
""لم يبق أمامنا أي خيار سوى البقاء هنا و القتال حتى النهاية
ليست لدينا حصيلة للضحايا حتى الآن نظرا لصعوبة التنقل، لكني قمت مع زملائي بسحب جثة شهيد من الأنقاض هذا الصباح و أخرجنا كذلك شخصا آخر كان لايزال على قيد الحياة.
الحملة التي شنها الجيش علينا كانت شرسة إلى درجة أن سقوط حي الخالدية بات أمرا حتميا. نحن نعتبر الصمود الذي حققناه لمدة سنة وشهرين من الحصار تاريخيا في ظل عدم التوازن في القوى بين الطرفين و للترسانة الضخمة التي يملتكها الجيش النظامي والتي حققت له الأفضلية في القتال.
للأسف، بعض الكتائب المتواجدة في الريف الشمالي خذلتنا حيث أبرمت نوعا من الهدنة غير المعلنة مع النظام منذ ستة أشهر وفضلت البقاء في مناطقها. كما منعت المئات من الثوار من التحرك لنصرة مقاتلي حمص وتزويدهم بالأسلحة.
أما الريف الجنوبي، فمنذ أن استعاد النظام سيطرته على منطقة القصير التي كانت تعد خط امداد استراتيجي لثوار حمص، لم نعد ننتظر أي مساعدة من تلك الجبهة.
رئيس هيئة الأركان التابعة للمعارضة، سليم دريس، كان قد وعدنا كذلك منذ شهر بتزويدنا بأسلحة نوعية لكننا لم نلمس منها شيئا. فلا وجود لأي مساعدات، سواء عسكرية كانت أو طبية.
وأما المعارضة الخارجية فقد فشلت فشلا ذريعا في تقديم الدعم اللازم لقلب موازين القوى على ساحة القتال لصالح الجيش الحر. بل وأصبح الائتلاف الوطني يرضخ لدول الغرب التي تطالب الآن بحل سياسي للأزمة. فلم يبق لدينا خيار آخر سوى المكوث هنا والقتال حتى النهاية.