تزايد الدعوات للجهاد بعد تدمير مقام خالد بن الوليد في حمص
تعرض مقام الصحابي خالد بن الوليد للتدمير بقذائف الجيش السوري النظامي في حمص يوم الاثنين مؤديا إلى موجة من الاستياء في المدينة. ويحاول المقاتلون في عين المكان الاستفادة من قصف مقام هذا الصحابي الجليل عند السنة عبر زيادة الدعوات على الإنترنت إلى الجهاد في سوريا.
نشرت في: آخر تحديث:
لقطة من فيديو نشر على يوتيوب يظهر مقام خالد بن الوليد مدمرا.
تعرض مقام الصحابي خالد بن الوليد للتدمير بقذائف الجيش السوري النظامي في حمص يوم الاثنين مؤديا إلى موجة من الاستياء في المدينة. ويحاول المقاتلون في عين المكان الاستفادة من قصف مقام هذا الصحابي الجليل عند السنة عبر زيادة الدعوات على الإنترنت للجهاد في سوريا.
ولد خالد بن الوليد عام 592 ميلادية في مكة وكان قائد جيش في عهد النبي وفي عهد خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب. وبعد وفاة الرسول شارك في فتح الجزيرة العربية وكان قائد جيش المسلمين في فتح العراق وبلاد الشام. وعلى غرار جانكيس خان أو الاسكندر الكبير، لم يعرف خالد بن الوليد الهزيمة أبدا. وقد قال عنه الرسول "سيف الله المسلول". وتوفي عام 642 ميلادية تقريبا ودفن في حمص.
يقع المقام في جامع خالد بن الوليد بحي الخالدية وقد تعرض للتخريب من قبل أثناء عمليات قصف من الجيش السوري النظامي الذي شدد حملته منذ ثلاثة أسابيع لاسترداد هذه المنطقة من يد المقاتلين.
ومنذ تدمير المقام التام يحاول ناشطو المعارضة استغلال مكانة هذا الصحابي الجليل بطل الفتوحات الإسلامية وضاعفوا دعواتهم إلى قتال قوات بشار الأسد، وذلك بواسطة فيديوهات الجامع المدمر.
هذان التسجيلان نشرهما ناشطون من حي الخالدية يوم الاثنين 22 تموز/يوليو، أي يوم قصف المقام.
يظهر في هذه المشاهد ناشط يخاطب العالم والعرب والمسلمين قائلا: "كيف ستواجهون رب العالمين بعدما دمر مقام هذا الصحابي الجليل خالد بن الوليد؟ لماذا هذا التخاذل والصمت عن حمص المحاصرة؟"
ويقول ناشط آخر في الفيديو التالي: "انظروا ماذا فعل أوغاد الشيعة. كلاب نصر الله بمقام خالد بن الوليد. ناشدناكم وقلنا فكوا الحصار عنا لكن لا أحد رد علينا (...)"
حي خالد بن الوليد تحت سيطرة المقاتلين وهو محاصر منذ أكثر من عام من القوات النظامية ويقصف يوميا تقريبا.
وحسب موقع Middle East Monitor (مرصد الشرق الأوسط) فإن قوات بشار الأسد قد دمرت 780 مسجدا في البلد منذ بداية النزاع في مارس 2011. وعدا المساجد دمرت أيضا الكنائس والكُنُس اليهودية والمدارس الدينية.
"صورنا هذه الفيديوهات كي نري العالم والمسلمين كيف تهان رموزهم الدينية"
أبو رامي القصور ناشط في "المكتب الإعلامي الموحد لحمص"، وهو مركز للإعلام تابع للجيش السوري الحر. وثق صور عدة فيديوهات في جامع خالد بن الوليد لدعوة المسلمين إلى الجهاد.
مقام خالد بن الوليد رمز قيّم جدا للمسلمين وخاصة السنة. فقبل الثورة كان الزوار يأتون من كل أنحاء العالم الإسلامي لزيارة المقام لأنه كان أهم قائد جيش في تاريخ الإسلام. اليوم يدنس مقام هذا البطل على يد النظام الفاسق.
لقد قصف المسجد بقذائف الهاون على يد جيش بشار منذ عدة أيام. إنهم يريدون طمس تاريخ السنة وبناء دولة علوية [طائفة بشار الأسد] على أنقاضها. منذ عام وشهرين وحي الخالدية يتعرض للقصف من النظام. صورنا هذه الفيديوهات كي نري العالم والمسلمين كيف تهان رموزهم الدينية. لقد قاتل خالد بن الوليد في سبيل الإسلام حتى آخر رمق. وأنا أقول لشباب المسلمين: ينبغي ألا نخذله.
أبو رامي القصور متحدثا بالإنكليزية في هذا الفيديو متوجها لمقاتلي المستقبل خارج العالم العربي: "العالم العربي والعالم الإسلامي اليوم شهود على الحملة البربرية على المسلمين في سوريا..على المسلمين السنة (...) في سوريا. (...) أين أنتم يا مسلمين؟ هل ستظلون نائمين وما ستقولون يوم القيامة لمّا تسألون لماذا لم تلبوا عندما دعاكم الإسلام إلى أرض الجهاد؟ ستحاسبون عندئذ."
"هذا الكلام ليس استراتيجيا عندما نعرف أن الجهاديين السنة معادون للأضرحة"
توماس بيريه باحث متخصص في الإسلام السني وفي الشأن السوري.
مسجد خالد بن الوليد اكتسب أهمية كبيرة منذ بداية النزاع. وأصبح رمزا للمقاومة السنية في حمص لأنه أهم واحد في المدينة التي وقعت في أيدي المقاتلين. وطبعا يستغل المقاتلون هذا الوضع للفت الانتباه ومحاولة إقناع الشباب في البلدان المسلمة بأن يأتوا للجهاد في سوريا. لكني لست على يقين من أن الرسالة ستصل. لأن مشاهد المساجد المدمرة ليست هي التي تثير حميّة المسلمين للجهاد، بل مشاهد الإنترنت التي تظهر أعمال الاغتصاب والتعذيب وغيرها من الفظاعات. خاصة أن الجهاديين [المتأثرين بالتيار الإسلامي السلفي المتشدد] يعتبرون الأضرحة نوعا من البدع. وحسبنا الأمثلة العديدة لتدمير المقامات والأضرحة على يد عناصر من هذا التيار في ليبيا وتونس وغيرها...
ترجمة: عائشة علون