سوريا

في شمال سوريا، الأكراد يطردون الجهاديين

طرد أكراد قرية رأس العين السورية قرب الحدود التركية الجهاديين بقوة السلاح، بعد أن ظلوا يتعايشون معهم منذ شهر فبراير/شباط. وبعد أن انتهى وجود "الدوريات الإسلامية"، عادت المعارك بين الطرفين مع تصميم "المقاتلين في سبيل الله" على العودة إلى القرية.

إعلان

صورة مقاتلين أكراد من وحدة حماية الشعب أثناء مواجهات في رأس العين يوم الثلاثاء 16 يوليو/تموز. صفحةPydrojava.

 

طرد أكراد قرية رأس العين السورية قرب الحدود التركية الجهاديين بقوة السلاح، بعد أن ظلوا يتعايشون معهم منذ شهر فبراير/شباط. وبعد أن انتهى وجود "الدوريات الإسلامية"، عادت المعارك بين الطرفين مع تصميم "المقاتلين في سبيل الله" على العودة إلى القرية.

 

بدأ القتال يوم الثلاثاء 16 يوليو/تموز في حي برأس العين على الحدود بين منطقة نفوذ الجهاديين ومنطقة نفوذ الأكراد من حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه المسلحة: لجان حماية الشعب الكردي.

 

مدينة رأس العين على الخريطة بين تركيا شمالا والعراق شرقا.

 

لقد بدأ الأكراد القتال بعد أن أقدمت "الشرطة الإسلامية" التي وضعها الجهاديون على اعتقال أحد الأكراد وصادرت إحدى سياراتهم. فسيطروا في ذلك اليوم على مواقع مختلف الجماعات الجهادية الناشطة في المدينة -خصوصا جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، وكلا الجماعتين تابعتين للقاعدة.

 

وبعد أن طرد الأكراد الجهاديين من القرية، عاد هؤلاء للقتال مند يوم 17 يوليو/تموز لاسترجاع أمكنتهم.

إن أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي والجهاديين يختلفون في كل شيء تقريبا. فالجهاديون يحاولون إرساء دولة إسلامية في مناطق نفوذهم والحزب الكردي حركة شيوعية. والجهاديون -كما الجيش السوري الحر- مقبولون، بل ومدعومون من العدو التاريخي للأكراد: تركيا. وهؤلاء الجهاديون يتحالفون باستمرار كما حصل في حلب حيث قاتلوا معا القوات السورية النظامية. لكن هذه الاتفاقات لا يمكن أن تكون إلا ظرفية.

"كانوا يقومون بدوريات بحثا عمن لا يصومون رمضان"

ريدور خليل ناشط كردي ومتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي في رأس العين.

 

كان في السيارة التي أوقفها الجهاديون رجل وسيدتان [مقاتلات من وحدة حماية الشعب]. وسيارة الدفع الرباعي هذه كانت تحمل علمنا، لذلك كان من السهل معرفة تمييزها. وقد استطاعت السيدتان الهرب والإبلاغ عن الأمر.

 

فيديو نساء مقاتلات من وحدة حماية الشعب أثناء مواجهات مع الجهاديين يوم الثلاثاء 16 يوليو/تموز.

 

وكان الجهاديون يتذرعون بسوء التقدير لكننا لم نقتنع وبدأنا الهجوم على المواقع التي كانوا يحتلونها في المدينة.

 

فيديو يظهر عليه قناص من وحدة حماية الشعب أثناء مواجهات يوم الثلاثاء 16 يوليو/تموز في رأس العين.

 

سارعنا بالسيطرة على جميع مواقعهم. حتى أن جهاديي جماعة "غرباء الشام" استسلموا بلا قتال. وهم حاليا في حمايتنا. وقد فر جهاديون آخرون نحو الحدود التركية.  

فقدنا في المجموع مقاتلين أثناء المواجهات [عدد غير مؤكد. ولا وجود لأعداد مؤكدة فيما يخص خسائر الجهاديين]. في اللحظة التي أحدثكم فيها لم يعد في رأس العين أي قتال.

 

لكن الوضع يظل مشحونا في "كردستان سوريا" خاصة قرب الحدود العراقية حيث يملك الجهاديون قوة الرجال والعتاد. وفي تلك المنطقة يتواجه الأكراد والجهاديون حاليا. الجهاديون غير مرغوب فيهم عند السكان. وقد فقدوا القدر البسيط من الاستلطاف الذي لقوه في القتال بسبب تصرفاتهم في قريتنا.

 

لقد كانوا يقومون بدوريات بحثا عمن لا يراعون الشريعة الإسلامية أو مؤخرا عمن لا يصومون رمضان. ويقولون إنهم لا يستهدفون إلا السكان العرب والمسلمين في المدينة. لكن في الحقيقة كل السكان معرضون لعمليات الاعتقال الاعتباطي والتعسفي. ويرى الأكراد ذلك استفزازا في مدينة يعيش فيها الأكراد والعرب والآشوريون والمسيحيون والمسلمون. 

 

فيديو المواجهات في شوارع رأس العين يوم الثلاثاء 16 يوليو/تموز.

"سيستأنف القتال بسرعة"

محمد، قائد جهادي بجماعة أنصار الشريعة. وهو ليس في "كردستان سوريا" لكنه على اتصال بقادة الجماعات الجهادية في المنطقة.

 

سيستأنف القتال بسرعة. الأكراد أقوى منا في منطقتهم لكن المقاتلين يتجمعون حاليا لرد الهجوم. وإذا لم يحدث أي اتفاق مع الأكراد سيرسل أكثر من 400 مقاتل إلى دير الزور ونحو ثلاثين مقاتلا إلى رأس العين.

 

لا مفر من المواجهة بيننا والأكراد. وحدة حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي منبثقان عن حزب العمال الكردستاني [وهو حزب طالما خاض كفاحا مسلحا ضد الدولة التركية]. إنهم حلفاء نظام بشار الأسد. وأبوه حافظ الأسد هو من ساعد في إنشاء هذا الحزب مع عبد الله أوجلان [زعيم الحزب الحالي المعتقل في تركيا]. وقد أخلت القوات السورية المناطق الكردية منذ شهور لتتركها لحزب الاتحاد الديمقراطي!

حررت هذه المقالة بالتعاون مع وسيم نصر (@SimNasr)، صحافي في فرانس 24.

 

ترجمة: عائشة علون