طرابلس: طفلة ورشاش لإغضاب العلويين
نشرت في: آخر تحديث:
رجل يعطي رشاشه لطفلة عمرها يتراوح بين 7 و8 سنوات وسألها :"هل تريدين تجريبها؟". وأخذ يعلمها كيفية استخدام هذا السلاح وأطلقت الطفلة عدة طلقات، ثم ابتسمت بافتخار. تشهد هذه الصور على الحرب الدعائية الدائرة بين العلويين والسنة في طرابلس بلبنان.
صورة عن شاشة الفيديو.
رجل يعطي رشاشه لطفلة عمرها يتراوح بين 7 و8 سنوات وسألها :"هل تريدين تجريبها؟". وأخذ يعلمها كيفية استخدام هذا السلاح وأطلقت الطفلة عدة طلقات، ثم ابتسمت بافتخار. تشهد هذه الصور على الحرب الدعائية الدائرة بين العلويين والسنة في طرابلس بلبنان.
حسب مراقبينا، هذا الفيديو صور يوم السبت 25 مايو/أيار في حي باب التبانة في طرابلس ونشرت في اليوم التالي. والسنة المقيمون في هذا الحي يتواجهون بانتظام مع العلويين في الحي المجاور جبل محسن. لكن العمليات القتالية تكثفت في ظل النزاع في سوريا الذي زاد من حدة التوترات بين الطائفة العلوية المنتمي إليها بشار الأسد والطائفة السنية التي ينتمي إليها معظم الثوار السوريين.
وقد اندلعت أعمال عنف جديدة في طرابلس الأسبوع الماضي، سقط خلالها 28 قتيلا و200 مصاب، مما جعل العديد من العائلات تهرب من هذين الحيّين.
وجه الطفلة وقد أخفته فرانس 24.
"الفريقان يتحاربان أيضا بواسطة الفيديوهات"
عمر السيد صحافي محلي يدير صفحة فيس بوك North Lebanon News (أخبار شمال لبنان).
هذا الفيديو صوره أحد أصدقائي في شارع صغير مواز لشارع سوريا. وهذا الشارع هو خط التماس بين حي باب التبانة وجبل محسن. عندما تندلع الأعمال القتالية هناك كما جرى يوم السبت الماضي، يتمركز القناصة على الأسطح. وهذا يعني أنه عندما تضع طفلة قدميها في هذا الشارع لإطلاق عدة طلقات فهي معرضة لرصاص القناصة. لذلك فوجود هذه الطفلة هناك هو الجنون بعينه!
"من الواضح أنها حرب دعائية"
في رأيي من الواضح أن هذا الفيديو يندرج ضمن حرب دعائية. وخلال إعداد تقاريري عن القتال في طرابلس، لم أر طفلا يشارك حقيقة في القتال [بخلاف الوضع في سوريا المجاورة حيث يتضح أن القاصرين يجندون في الحرب]. وعموما، يحافظ المقاتلون على أطفالهم بعيدا عن الأماكن التي يمكن أن يطالهم فيها الرصاص. أرى أن هذا الفيديو ربما صوّر ردا على فيديو آخر من النوعية نفسها نشره الأسبوع الماضي الفريق الخصم ويظهر مقاتلا مع طفله. وعلى هذا الفيديو كان الرجل يقول إنه يدرب ابنه على قتال العدو وأنه لا يكترث إذا كان الطفل سيموت في القتال من أجل العلويين [العام الماضي صوّر التلفزيون اللبناني أيضا طفلين مسلحين برشاشين يؤكدان أنهما يقاتلان إلى جانب الكبار].
إن استخدام الأطفال في الحرب الدعائية عمل شنيع. فالأهل يربونهم من الصغر على كره الآخر. وكلما ساء الوضع في سوريا، يتدهور الوضع أيضا في لبنان. وطرابلس أداة لتوجيه الرسائل الدموية بين الفريقين السوريين المتناحرين. والمعارك تدور منذ مدة طويلة الآن لدرجة تطير معها ألباب الناس يوما عن يوم.
ترجمة: عائشة علون