لبنان - سوريا

مقاتلو المعارضة السورية ينتقمون من مدينة الهرمل في لبنان

 الهرمل مدينة لبنانية قريبة من الحدود السورية باتت هدفا لصواريخ مقاتلي المعارضة المسلحة في سوريا. فإنهم بذلك وبحسب قادة فصائلهم ينتقمون من حزب الله الذي يقاتل جنبا إلى جنب مع نظام بشار الأسد.... 

إعلان

الجزء السفلي لصاروخ غراد الذي سقط في مدينة الهرمل. صورة نشرت على موقع أخبار الهرمل

 

الهرمل مدينة لبنانية قريبة من الحدود السورية باتت هدفا لصواريخ "جهاديي" سوريا. فإنهم بذلك وبحسب قادة فصائلهم ينتقمون من حزب الله الذي يقاتل جنبا إلى جنب مع نظام بشار الأسد.

 

فمشاركة حزب الله في العمليات العسكرية الجارية في مدينة القصير السورية دفع "الجهاديين" إلى الانتقام من الهرمل وهي منطقة معروفة بولائها للحزب اللبناني الشيعي ويجري قصف المدينة وجوارها بصواريخ غراد المعروفة بعدم دقتها. حتى الآن سقط أربعة وثلاثون صاروخا  في المنطقة، ثلاثة عشر منها منذ يوم الأحد الواقع في السادس والعشرين من الشهر الجاري وعدد القتلى ثلاثة.

 

جزء من صاروخ غراد سقط في مدينة الهرمل. صورة نشرت على موقع أخبار الهرمل

 

صاروخان من نفس الطراز أطلقا من قرية في جبل لبنان وسقطا في منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية وهي من مناطق إرتكاز ونفوذ حزب الله. فكما الهرمل كذلك الشياح هي من مناطق سكنية يقطنها عدد كبير من مقاتلي الحزب اللبناني المشاركين في القتال في القصير.

"الهدف زرع الرعب في نفوس السكان"

 

عواد من سكان الهرمل وهو قريب لولو عواد، فتاة السبعة عشر عاما التي قضت بسبب سقوط صاروخ على منزل ذويها الأحد. خلال مكالمتنا معه سقط ثلاثة صواريخ على  المدينة.

 

إنني أشارك في مجلس العزاء كما الكثير من اللبنانيين القادمين من جميع أنحاء البلاد. المشاعر مؤججة خاصة أن الصواريخ ما زالت تنهمر علينا

 

الوضع من سيء إلى أسوأ منذ أن بات "الجهاديون" يمسكون بزمام الأمور في الطرف الآخر من الحدود وخاصة منذ تمركزهم في القصير التي لا تبعد سوى مسافة نصف ساعة عنا. منذ زهاء شهرين كانت الصواريخ تسقط على أطراف المدينة والأضرار كانت تقتصر على الماديات. إنما الآن بات من الواضح أن "الإرهابيين" حسنوا رميهم فهم يقتلون.

 

بالنسبة للصاروخ الذي قتل لولو، فنحن واثقون أنه انطلق من داخل الأراضي اللبنانية لكننا نظن أن الفاعلين هم سوريون لأن الحدود سائبة.

 

بالرغم من الاستفزازات أصر وأقول أننا كعشيرة ومجتمع حريصون على السلم الأهلي والتعايش مع أهلنا وجيراننا السنة. لكن استشهاد لولو يؤزم الأمور، هذا الصباح تم إحراق بعض الخيم التي يقطنها عمال سوريون. استنكرنا الأمر لكننا لا تستطيع أن نضمن ضبط الوضع لأجل غير مسمى.

 

أظن أن الهدف من هذه الاستفزازات هو إخافة الشيعة بسبب دعمهم لحزب الله.

 

إطلاق نار خلال تشييع أحد مقاتلي العشائر من الذين قضوا في القصير. فيديو نشر على موقع أخبار الهرمل

 

"إنني واثق أن عددا كبيرا من الرجال مستعدون لحمل السلاح لحمايتنا"

 

فيديو نادر لمقاتلي حزب الله في القصير

 

سبق لي أن هاجرت إلى فرنسا حيث مكثت أحد عشر عاما وكنت أود أن أرى اللبنانيين والسوريين يعيشون في أجواء التعايش وقبول الآخر السائدة هناك. لكننا ولسوء الحظ نرى أن الجميع يتحضر لليوم الذي ستنتقل فيه الحرب إلى لبنان.

 

حرر هذا المقال بمساهمة وسيم نصر(@SimNasr) ، صحافي في فرانس 24.