سوريا

علامات استفهام حول فيديو هواة يصور الأسد وزوجته

 نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه بشار الأسد وزوجته أسماء، وأثار موجة من التعليقات. يظهر الزوجان وهما يخرجان من بيت أحد "الشهداء" في دمشق، لكنهما يظهران مبتسمين ودون أن يبديا أي علامة تأثر. مراقبنا يرى في كون هذا الفيديو مجرد تلاعب مبالغ فيه من طرف مستخدمي الإنترنت.

إعلان

 

نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه بشار الأسد وزوجته أسماء، وأثار موجة من التعليقات. يظهر الزوجان وهما يخرجان من بيت أحد "الشهداء" في دمشق، لكنهما يظهران مبتسمين ودون أن يبديا أي علامة تأثر. مراقبنا يرى في كون هذا الفيديو مجرد تلاعب مبالغ فيه من طرف مستخدمي الإنترنت.

 

نشر هذا الفيديو لأول مرة في 15 مايو/أيار وظهر على عدة صفحات موالية للنظام كانت تشير إلى أن تلك الصور "لبشار وزوجته وهما يغادران بيت أحد الشهداء" دون أية تفاصيل أخرى عن هوية هذا الشهيد. ومن ناحية أخرى، لم تعط أية معلومات عن مكان التصوير ولا عن تاريخه. أما وسائل الإعلام السورية، فلم تشر إلى أي نشاط من هذا النوع للرئيس في الآونة الأخيرة.

 

"المشاهد في هذا الفيديو لا علاقة لها بتاتا بمأتم"

عمر (اسم مستعار) مترجم يعيش في ريف دمشق.

 

أسباب كثيرة تجعلني أرى أن هذا الفيديو لم يصور حديثا، بل لا علاقة له إطلاقا بالغرض المرجو منه.

 

أولا المشاهد لا علاقة لها بمأتم. فالرئيس لا يمكن أن يذهب إلى مأتم بقميص قطني وابتسامة عريضة. أما زوجته فحسب التقاليد العلوية في هذه المناسبات ينبغي أن ترتدي ملابس سوداء وتضع على رأسها وشاحا أبيض، وهذا غير باد في الصور.

 

وأنا أستغرب أمر السيارة الواقفة أمام البيت. فبشار الأسد يستخدم سيارات رياضية لتحركاته غير الرسمية ليظهر بمظهر غير متكلف، ولكنه لا يستخدمها لمناسبات كهذه.

 

علاوة على ذلك، لا تظهر صورة الفقيد معلقة على واجهة البيت كالعادة عندما يكون الميت مقتولا كما يوحي الفيديو. والغريب أيضا عدم وجود أي مصور رسمي حول الرئيس، رغم أنه عادة يسعى النظام إلى إظهار هذا النوع من التحركات. هذا بالإضافة إلى أن بشار الأسد دائما يظهر بطريقة رسمية ويكون عموما بالبذلة الرسمية.

 

أظن أن نشر هذا الفيديو ما هو إلا مبالغة من بعض مستخدمي الإنترنت الموالين للنظام. وقد ظهر بشار الأسد مؤخرا في وسائل الإعلام الرسمية بعد غياب طويل كما أن الصفحة الرسمية للرئاسة على موقع فيس بوك التي أنشئت منذ بضعة شهور صارت تنشر بانتظام صورا وفيدييوهات للرئيس في سياق عام. حتى أنها نشرت صورة أسماء زوجة الرئيس وهي تصطحب أولادها إلى المدرسة. والرسالة واضحة: الأسد وزوجته ما زالا في دمشق [هيئة التحرير: تقول الإشاعات إنهما فرّا خارج البلاد]، بل إنهما لا يخافان من الخروج والظهور أمام الناس ومواصلة الحياة الطبيعية. لا شك إذن أن صفحات الموالاة نشرت هذا التسجييل لتغذية الحملة الإعلامية والأرجح أنه صور منذ فترة.