في ظرف ثلاثة أيام، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حدثين مروعين. الأول كان تفجيرات ماراتون بوسطن والثاني انفجار مصنع ويست قرب مدينة واكو في تكساس حيث مات سبعة عشر شخصا. حادثان أثرا كثيرا في نفسية العديد من المصابين. وللتخفيف عنهم، عمدت إحدى المؤسسات إلى إحضار كلاب لتكون سلوانا للأشخاص المتضررين.
في ظرف ثلاثة أيام، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حدثين مروعين. الأول كان تفجيرات ماراتون بوسطن والثاني انفجار مصنع ويست قرب مدينة واكو في تكساس حيث مات سبعة عشر شخصا. حادثان أثرا كثيرا في نفسية العديد من المصابين. وللتخفيف عنهم، عمدت إحدى المؤسسات إلى إحضار كلاب لتكون سلوانا للأشخاص المتضررين.
لقد أطلقت المؤسسة الخيرية للكنيسة اللوثرية مشروع "K-9 Comfort Dogs" (كلاب السلوان) في أغسطس/آب 2008. ويستخدم في هذا المشروع ستة وسبعون كلبا مدربا خصيصا في سبع ولايات أمريكية. وهم عادة يزورون المدارس بغرض تربوي أو يحضرون إلى الكنائس والمناسبات الخيرية. لكن المؤسسة ترى أنه في وقت الأزمات يمكن لهذا الصديق المفضل للإنسان أن يساعد الضحايا على نسيان الحادث الذي أثر فيه.
هذه ليست أول بعثة لهذه الكلاب فقد سبق أن زاروا المستشفيات للتخفيف عن جرحى مجزرة نيوتاون في ديسمبر/كانون الأول الماضي وتدخلوا أيضا عندما ضرب إعصارا ساندي وكاثرينا. ولقد قضى فريق الكلاب ستة أيام في بوسطن، ثم ذهب يوم الاثنين إلى واكو حيث سقط 160 جريحا.
"بعد أي صدمة، يتصرف المصابون بأريَحية أكبر مع الحيوان"
تيم هيتزنر، رئيس المؤسسة الخيرية للكنيسة اللوثرية ويعيش في شيكاغو، لكنه تحرك للذهاب إلى بوسطن ثم واكو مع كلابه الخمسة.
بعد إعصار كاثرينا، اكتشفنا إلى أي حد يرتبط الناس بالحيوانات وإلى حد لا يمكن لهم التخلي عنهم، حتى لو كان ذلك على حساب حياتهم. ساعتها عرفت إلى أي حد يمكن للحيوانات أن تخفف آلام الناس. فالاهتمام بكلب يفيد في التخفيف من المعاناة وقد أظهرت دراسات في هذا المجال أن وجود الحيوانات يخفف من الشعور بالتوتر.
جميع كلابنا من سلالة "لابرادور" ومدربة خصيصا لكي تظل هادئة عندما تستقل الطائرة أو تكون في وسط الضجيج. من المهم تربيتها على أن تكون لطيفة مع طفل أو شخص مسنّ. [حسب الكنيسة المذكورة، ليست جميع الكلاب قادرة على أن تكون "كلب سلوان" فمثلا سلالة كلاب "ريتريفر الذهبي" يتكيفون مع هذا النوع من المهمات، بشرط أن يدربوا منذ الصغر -من أربعة إلى ستة أسابيع- على عدم النباح أو الانقضاض على الإنسان].
مجموعة من الناس تتوقف عند الكنيسة اللوثرية في بوسطن لرؤية الكلاب.
بعد أي صدمة، من المدهش أن نرى المصابين يتصرفون بأريّحية أكبر مع البشر بعد أن يمروا بمرحلة الاستئناس بالحيوان. وكأن الكلاب عندها حاسة سادسة وهي استشعار أحاسيس الآخر وعندها القدرة على علاج الآلام. غير أنه لا يمكننا مساعدة الجميع. [المؤسسة تقول إنها تتلقى عدة طلبات وتضطر للاختيار بطريقة اعتباطية : قساوسة الكنيسة اللوثرية هم من يقررون البعثات حسب الاحتياجات].
صعب جدا أن نحصي الأشخاص الذين ساعدناهم بواسطة الكلاب، لكن على كل حال ففي بوسطن مئات الأشخاص من الجرحى أو غيرهم التقوا بالكلاب وشعروا بالسلوان في وجودهم. عندما كنت أزور أحد المستشفيات يوم الخميس الماضي، كان هناك سيدة خرجت لتوها من عملية جراحية في ساقها وما إن رأت الكلب حتى قامت من السرير لكي تربت على رأسه! كأن آلامها خفت بمجرد التواصل مع الكلب.