سوريا

لم اختار تنظيم القاعدة هذا التوقيت لانغماسه في الصراع السوري ؟

 قائد تنظيم القاعدة في العراق الثلاثاء أن جبهة النصرة منبثقة عن تنظيمه أعلن .في المقابل، رد مسؤول جبهة النصرة وأعلن مبايعة أيمن الظواهري خليفة بن لادن على رأس القاعدة. علماً أن الظواهري كان قد دعا المسلمين إلى الجهاد في سوريا في تسجيل صوتي في السابع من الشهر الجاري أي قبل هذه المبايعة. مراقبان، أحدهما قائد جهادي يفسر إستراتجية التنظيم الإرهابي من وراء هذا الإعلان....  

إعلان

لقطة من فيديو لمقاتلان من جبهة النصرة

 

أعلن قائد تنظيم القاعدة في العراق يوم الثلاثاء أن جبهة النصرة منبثقة عن تنظيمه. في المقابل، رد مسؤول جبهة النصرة في سوريا بمبايعة أيمن الظواهري خليفة بن لادن على رأس القاعدة. وكان الظواهري قد دعا المسلمين إلى الجهاد في سوريا في إصدار صوتي بتاريخ السابع من الشهر الجاري أي قبل هذه المبايعة. اثنين من مراقبينا، أحدهما قائد جهادي، يفسر استراتجية التنظيم الإرهابي وراء هذا الإعلان

 

في آخر تسجيل صوتي له، أعلن أبو بكر البغدادي رسمياً، وهو قائد تنظيم القاعدة في العراق أو دولة العراق الإسلامية، أن جبهة النصرة امتداد لتنظيمه.

ظهرت الجبهة إلى الملأ أوائل العام الفائت وإحتلت منذ ذلك الوقت الصدارة في قتال النظام السوري كونها من الفصائل الأكثر تنظيماً وتدريباً ضمن الحراك السوري. في نفس التسجيل أعلن البغدادي إلغاء تسمية دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة وضمهما تحت لواء الـدولة الإسلامـية في العراق والشام.

 

هجوم جبهة النصرة على وزارة الداخلية السورية في دمشق في ١٢ ديسمبر

 

في إصدار صوتي على يوتيوب، يؤكد أبو محمد الجولاني أنه لم يستشر في هذا الأمر. لكنه "يستجيب لدعوة البغدادي في الارتقاء" ويبايع أيمن الظواهري ومن غير أن يرفض الانخراط في التنظيم الجديد يؤكد على بقاء جبهة النصرة على ما هي عليه.

 

الناطق الرسمي باسم الجيش الحر، لؤي المقداد، أكد أن الجيش الحر لا يؤيد فكر القاعدة وأن التنسيق مع جبهة النصرة فرضته الظروف الميدانية .علماً أنه منذ بضعة أسابيع كان رياض الأسعد، قائد الجيش الحر سابقا، قد أعلن دعمه لجبهة النصرة ورفضه وضعها على لائحة التنظيمات الإرهابية من قبل واشنطن.

 

السلطات السورية لم تأخذ موقفاً رسمياً حتى الساعة، لكن جريدة الوطن السورية القريبة من النظام أصدرت مقالاً شرحت من خلاله أن هذا الأمر يؤكد أن الجيش السوري يقاتل التنظيمات الإرهابية."

"الدولة الإسلامية تكملة منطقية لصراعنا"

 

محمد، قائد أنصار الشريعة،وهي كتيبة جهادية مقربة من جبهة النصرة.

 

في العمق نحن نؤيد أجمعين دعوة البغدادي ونحتفي بها لكننا أيضاً نتفهم تريث الجولاني ودعوته إلى الشورى بين المجاهدين في سوريا لتبيان حيثيات هذا الإعلان ولماذا لم تستشر الجبهة.

 

الجميع يعرف ويعي توجهات جبهة النصرة وصلاتها بدولة العراق الإسلامية، فهذا ليس بسر.. لا أظن أن هذا الإعلان سيكون له وقع سلبي على أرض الواقع، لأنه حتى الآن لم تصلنا أية مساعدة من المجتمع الدولي على الرغم من القتل الذي يتعرض له الشعب السوري منذ سنتين.

في جميع الأحوال الدولة الإسلامية هي في سياق وتكملة منطقية لصراعنا.

 

خرجت للتو من شورى (10 أبريل) مع الإخوة المجاهدين من مختلف الفصائل الجهادية بما فيها الجيش الحر ويجب أن يعي العالم أن الجميع يصبون ويعملون لإقامة الدولة الإسلامية.

فهل قدمنا كل هذه التضحيات من أجل أن ننصاع ونعطي السلطة لأشخاص معينين من قبل قوى خارجية؟ أو حتى من أجل إقامة الديمقراطية؟ فقد رأينا ما آلت إليه الأمور في الدول التي عرفت الثورات العربية والنتيجة ليست بمشجعة البتة.

 

كثيرون هم من يعتبرون أن هذا الإعلان جاء متسرعاً بعض الشيء، لكنه يجب أن نأخذ أمران بعين الاعتبار.

أولاً نحن نعلم أن هنالك بعض المجموعات التي تظهر في الغوطة الشرقية وفي درعا وهي على الرغم من أسمائها الإسلامية فهي مدعومة من قبل واشنطن لإيقاف مد جبهة النصرة.

لذا قادة القاعدة قرروا، من خلال هذا الإعلان، أن يدعوا جميع المجاهدين للقتال تحت رايتهم تفادياً للضلال والتشرذم.

 

الشق الثاني هو سياسي بامتياز، نعلم أن مجموعات كألوية الفرقان، على سبيل المثال وهي مدعومة مباشرة من قبل قطر وآخرون من قبل المملكة العربية السعودية.

وبان لنا أن هذه المجموعات كانت تحضر لإعلان دولة إسلامية تتناسق ومصالح أسيادهم.

علماً أنه كان سيكون من الصعب على جبهة النصرة معارضة هكذا مشروع دون أن يعتبر ذلك خروجاً وأن يعتبر مجاهدو الجبهة من الخوارج.

ما دفع البغدادي إلى إعلان دولته قبل الآخرين قاطعاً بذلك عليهم الطريق.

"هذا الإعلان هو بمثابة هدية لبشار الأسد ولدعايته"

 

سلام محمد، ناشط وناطق باسم شبكة شام الإخبارية وهي أولى الشبكات المنظمة على مواقع التواصل لنقل الحراك السوري.

 

إعلان البغدادي لا يخص إلا قلة قليلة من الثوار و جزء بسيطا من الحراك الثوري. هدفنا منذ بدء الثورة هو إقامة دولة ديمقراطية وعادلة تتسع للجميع بمختلف طوائفهم ومشاربهم.

 

هذا تشويه للواقع السوري ولإرادة الشعب السوري. علينا أن نتقبل أن هذا الإعلان أدى إلى تخبط وضياع في صفوف الثوار وهو بمثابة هدية لبشار الأسد ولدعايته. فالمجتمع الدولي، الذي هو أساساً متلكئ في مساعدتنا، سوف يصبح أكثر ترددا بعد هذا الإعلان والأمور من الأرجح أن تسير نحو الأسوأ. لكنه مهما حصل، فإن مستقبل سوريا لا محالة سيكون من خلال دولة مدنية وديمقراطية للجميع.

 

 

 

حرر هذا المقال بالتعاون مع وسيم نصر (@SimNasr)، صحافي في فرانس 24