الولايات المتحدة الأمريكية

"نهر من النفط في شارعي"

 تعكرت أجواء إحدى القرى الصغيرة في ولاية آركانساس بالولايات المتحدة الأمريكية في نهاية هذا الأسبوع، إذ فوجئ أهلها بفيضان... نفطي. والسبب ثقب في أنبوب نفط تملكه شركة إكسون موبيل جعل كميات تقدر بآلاف البراميل من الذهب الأسود تغمر قرية ميفلاور.

إعلان

 

تعكرت أجواء إحدى القرى الصغيرة في ولاية آركانساس بالولايات المتحدة الأمريكية في نهاية هذا الأسبوع، إذ فوجئ أهلها بفيضان... نفطي. والسبب ثقب في أنبوب نفط تملكه شركة إكسون موبيل جعل كميات تقدر بآلاف البراميل من الذهب الأسود تغمر قرية ميفلاور.

 

الفيضان في شوارع ميفلاور إثر ثقب في أنبوب النفط يوم الجمعة. فيديو صوره درو بارنز

 

لقد فتحت سلطات ولاية أركانساس تحقيقا لتحديد أسباب الكارثة وأغلق أنبوب النفط "بيغاسوس" الذي أنشئ منذ 65 عاما ويبلغ طوله 1360 كيلومترا. ورغم أنه حتى الآن لا أحد يعرف بالضبط كمية السائل الذي تدفق، فقد أعلنت الشركة المذكورة يوم الثلاثاء عن استرجاع 12000 برميل من النفط - المخلوط بالمياه المستخدمة في عملية التنظيف.

 

وأخلي ما مجموعه 22 منزلا. وعثر على عدة حيوانات برية مغطاة بالنفط ومنها البط والسلاحف وبعض القوارض. وأعلن مسؤولو شركة إكسون موبيل أنهم حتى الآن قد عثروا على بطتين ميتتان.

 

وأثارت هذه الحادثة جدلا وطنيا في الولايات المتحدة الأمريكية حول الأخطار المحتملة من جراء استيراد كميات أكبر فأكبر من النفط من كندا. وما زاد الوضع تأزما أن حماة البيئة اعترضوا على مشروع مثير للجدل بشأن أنبوب نفط كيستون إكس.إل (KeystoneXL) الذي يرمي إلى نقل النفط الرملي من كندا إلى تيكساس.

"لم أكن أعلم بوجود أنبوب نفط هنا على بعد 100 متر من بيتي"

درو بارنز مهندس يعيش في ميفلاور في أركانساس.

 

يوم الجمعة ذهبت لآخذ ابنتي من المدرسة بالسيارة وعندما وصلنا إلى حيّنا شممت رائحة نفاذة جدا بالكاد يستطيع المرء تنشقها مع أن نوافذ سيارتي كانت مغلقة. وفجأة رأيت نهرا من النفط يجري على طول شارعي. لوهلة ظننت أنها مياه قذرة، لكنها كانت داكنة جدا وكثيفة ورائحتها تبعث على الغثيان حقا. كان المشهد ’سرياليا‘. لم أكن لأعرف أبدا مصدر هذا السائل لأنني لم أكن أعلم بوجود أنبوب نفط هنا على بعد 100 متر من بيتي.

 

وبعد ساعة جاءت الشرطة تدق بابي لتطلب مني إخلاء المكان. شركة إكسون موبيل [هيئة التحرير: صاحبة الأنبوب] عرضت علينا إيواءنا مجانا لكننا فضلنا الذهاب عند بعض أصدقائنا بدل ذلك. أنا محظوظ لأن النفط لم يصل إلى بيتي، لكن العديد من جيراني غمرت منازلهم. ولم يسمح لنا بالعودة إلى بيوتنا إلا لأخذ بعض الأمتعة، غير أننا لا نعرف متى سنستطيع العودة نهائيا.

  

"أشعر بقلق كبير من عواقب ذلك على البيئة"

 

أنا أسكن في ميفلاور منذ ست سنوات ويمكنني القول إنه لا أحد في الحي كان يظن أن أنبوبا كهذا ينقل النفط الخام. كنا نظن أنه ينقل الغاز الطبيعي. وحسب ما أذكر لم يخبرني أحد عندما اشتريت بيتي. أخشى اليوم أن تنهار قيمة بيتي العقارية بسبب هذه الحادثة. وأشعر أيضا بقلق كبير من عواقب ذلك على البيئة لأن النفط تسرب إلى قنوات الصرف الصحي التي تصب في بحيرة غير بعيدة من هنا. ما آثار هذه الكارثة النفطية في البيئة على المدى البعيد؟ لا أحد يعرف بعد. أما السلطات فقد أعلنت أنها تستطيع وقف انتشاره لكن تنظيف المنطقة بكاملها سيستغرق وقتا طويلا.

 

أحد البيوت المغمورة بالنفط. صورة التقطها درو بارنز.

 

حررت هذه المقالة بالتعاون مع غاييل فور(@gjfaure) صحافية في فرانس 24.

 

ترجمة: عائشة علون