هل يملك الثوار السوريون صواريخ ستينغر الأمريكية؟

لقطة من فيديو يظهر أحد الثوار السوريين مسلحا بقاذفة صواريخ محمولة SA-7. لم يظهر في المشاهد القادمة من سوريا أي أثر لصاروخ من نوع ستينغر.

هل يملك الثوار السوريون صواريخ ستينغر المضادة للطائرات؟ هذا على كل حال ما أكده يوم الأربعاء مسؤول عسكري روسي رفيع المستوى. وتعرف هذه الأسلحة الأمريكية الصنع بفعاليتها في القتال الجوي ويمكنها أن تقلب معادلة الحرب في سوريا إنْ وقعت في يد الثوار.

"يملك الناشطون الذين يحاربون القوات النظامية السورية صواريخ محمولة قادمة من بلدان مختلفة منها صواريخ ستينغر الأمريكية. ولا يعرف بعد من زودهم بها" هذا ما أعلنه يوم الأربعاء الجنرال نيكولاي ماكاروف رئيس أركان الجيش الروسي. لكن الخارجية الأمريكية ما لبثت أن نفت أي تورط في هذا الشأن مذكرة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزود الثورة السورية بأي مساعدة عسكرية.

وحسب مدير حملة "التسلح والإفلات من العقاب" الخاصة بمنظمة العفو الدولية، إيمريك إلوين الذي اتصلت به فرانس 24، فإن واشنطن إذا كانت لا ترغب في انتشار أسلحتها في سوريا فلأنها تخشى تكرار السيناريو الأفغاني: "في الثمانينات، زودت السلطات الأمريكية المقاومة الأفغانية بصواريخ ستينغر فسهل عليها ذلك أن تكبد الطيران الروسي خسائر بالغة. واليوم كثير من هذه الأسلحة واقعة بين أيدي طالبان و"القاعدة". ومخافة أن تستخدم الجماعات المسلحة هذه الصواريخ ضد الطيران المدني، قررت مجموعة الثماني خلال اجتماع القمة لعام 2003 فرض ضوابط صارمة على صفقات تبادل هذا النوع من الأسلحة".

"ثلاثة أو أربعة صواريخ ستينغر في طور التجريب عند الثوار حسب مراقبنا في حمص"

وفي حلب قرب الحدود مع تركيا، نفى ناشطون سوريون اتصلت بهم فرانس 24 امتلاكهم أسلحة من هذا النوع. لكن رامي، وهو ناشط سوري في حمص أكد لنا "أنه يعلم بوجود ثلاثة أو أربعة نماذج من صواريخ ستينغر في طور التجريب عند الثوار السوريين". وعلى حد قوله فهذه الأسلحة من شحنة موجهة إلى الجيش السوري الحر وهي منذ أسابيع في تركيا بسبب الممانعة الأمريكية: "الحكومة الأمريكية تمارس ضغوطا على تركيا كي لا تسلمنا هذه الأسلحة. وأثناء ذلك، يتواصل سقوط المدنيين السوريين بالقنابل. ومن شأن صواريخ ستينغر أن تساعد في قلب موازين القوى لصالحنا ضد الجيش".

وفي آب/أغسطس الماضي، نقلت قناة العربية عن معارض سوري مقيم في الولايات المتحدة أن الجيش السوري الحر يملك صواريخ ستينغر. لكنه أكد أن الثوار لم يستخدموها بعد.

صواريخ أرض-جو SA-7 في أيدي الثوار والدليل بالصور

استطاع الثوار السوريون في الأسابيع الأخيرة إسقاط عدة طائرات. لكن الفيديوهات التي ينشرها الثوار لا يظهر فيها أي أثر لأي صاروخ ستينغر أمريكي. غير أنه لا يندر أن نجد مشاهد تظهر الثوار وهم يعلنون امتلاكهم لصواريخ أرض-جو SA-7 السوفييتية الصنع الخاصة بالجيش السوري. وهذه الأسلحة لا تقل نجاعة عن أسلحة ستينغر، لكنها تتيح أيضا إصابة الطائرات على ارتفاع منخفض والتعامل معها سهل. 

هذا الفيديو المنشور في 2 أيلول/سبتمبر يظهر جماعة من الثوار في بلدة حران العواميد الواقعة على بعد 25 كيلومترا جنوب دمشق، وهم يحتفلون بأخذ شاحنتين من حاملات الصواريخ المملوكة من جيش الموالاة. ويؤكدون أنهما محملتان بصواريخ SA-7.

هذا الفيديو المنشور في 15 تشرين الأول/أكتوبر يظهر شخصان من الثوار من كتائب السلام في حلب وهما يرقبان مرور طائرة خلف إحدى البنايات. أحدهما يحمل قاذفة صواريخ. أرينا هذه المشاهد لخبير الدفاع وسيم نصر الذي أكد لنا أنها صواريخ SA-7.

هل هذه أسلحة مهربة من ليبيا؟

على حد قوله هناك شكوك قوية بتهريبSA-7 من ليبيا التي تحتوي على مخزون كبير من هذه الأسلحة.

وفي نهاية نيسان/أبريل ضبط الجيش اللبناني على متن باخرة راسية شمال البلد ثلاث حاويات أسلحة قادمة من ليبيا. وحسب مصدر من المخابرات، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، تضم هذه الحمولة رشاشات من العيار الثقيل وقذائف وصواريخ وقاذفات صواريخ ومتفجرات.