سوريا

هل فيديو الصحافي الأمريكي الذي وقع رهينة بيد مجموعة جهادية مسلحة مجرد مسرحية؟

 أوستين تايس صحافي أمريكي وقع رهينة في سوريا. هذا الفيديو الذي نشر على الإنترنت والذي يظهر فيه أوستين أحدث جدلا واسعا حول صحته. فالعديد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية وكذلك الخبراء يجزمون أنها مجرد مسرحية من إمضاء السلطات السورية.

إعلان

 

أوستين تايس صحافي أمريكي وقع رهينة في سوريا. هذا الفيديو الذي نشر على الإنترنت والذي يظهر فيه أوستين أحدث جدلا واسعا حول صحته. فالعديد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية وكذلك الخبراء يجزمون أنها مجرد مسرحية من إمضاء السلطات السورية.

 

أوستين تايس صحافي مستقل يعمل مع مختلف الجرائد الأمريكية، من بينها "واشنطن بوست". وقد كان أوستين، إلى حد اختفائه في منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، على علاقة جيدة بالجيش السوري الحر، حتى أن بعض المقاتلين أهدوه قارورة ويسكي بمناسبة عيد ميلاده. إن صح هذا الفيديو، فهذه المشاهد هي الأولى التي يظهر فيها الصحافي منذ اختفائه. ولم تحظ هذه المشاهد بانتباه وسائل الإعلام سوى بعد أسبوع من نشرها على موقع يوتيوب، أي في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول. ويظهر تايس الذي تعرف عليه أقاربه في صحة جيدة لكن لا توجد أي إشارة إلى تاريخ تصوير هذا الفيديو أو ما يمكن أن يبرهن على أن تايس لا يزال على قيد الحياة.

 

 

على غرار الفيديوهات التي تأتي من سوريا، هذه المشاهد غير ثابتة، لكن التسجيل تعرض للمونتاج بطريقة يستحيل من خلالها التعرف على وجوه المختطفين. ويقوم هؤلاء باقتياد الصحافي معصوب العينين إلى رأس هضبة وهم يكبّرون بلا هوادة. فرانس 24 قررت عدم نشر المشاهد الأخيرة من هذا الفيديو التي يظهر فيها أوستين تايس والتي يجبر خلالها على قراءة آيات قرآنية مستطردا من وقت إلى آخر "يا يسوع".

 

المختطفون يظهرون في هذه المشاهد وهم يرتدون ما يعرف بالزي الأفغاني، وهي ملابس من غير المعتاد ارتداؤها في سوريا. ويؤكد أحد المواقع الموالية للنظام السوري والذي كان سباقا في نشر الفيديو أن هؤلاء العناصر ينتمون إلى المجموعة الجهادية التي تدعى "جبهة النصرة".

 

رامي، أحد مراقبينا الذي يعيش في حمص، يشكك في صحة هذا المقطع :

 

صحيح أن جهاديين من خارج سوريا أتوا ليقاتلوا في صفوف الجيش السوري الحر، لكن لا مصلحة لهم في اختطاف صحافيين غربيين أتوا ليظهروا للعالم الجحيم الذي نعانيه. كما أن هؤلاء لا يرتدون هذا الزي "الأفغاني" ولكن بملابس عسكرية مثل بقية المقاتلين. أرى في هذا الفيديو مسرحية من صنع النظام، الهدف منها أن يعدل الصحافيون عن الدخول إلى سوريا أو أن يعدل المقاتلون العرب عن مد يد العون للجيش السوري الحر أو كذلك إقناع العالم بأن الثوار هم مجرد مجموعات إرهابية.

 

رامي ليس الوحيد الذي يشكك في هذه المشاهد، بل هو الحال كذلك بالنسبة لجوزيف هوليداي الذي يعمل في معهد دراسات الحرب في واشنطن والمتخصص حاليا في قضية الثوار السوريين، وقد صرح هوليداي للواشنطن بوست قائلا: "يبدو وكأنها مهزلة يراد بها السخرية من المجموعات الجهادية. وكأن أحدهم شاهد فيديوهات لمجاهدين أفغان على الشبكة ثم أراد تقليدهم. [...] لكني مقتنع أن أفرادا من الأمن السوري خططوا لهذا حتى تخاف الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من حضور تنظيم القاعدة إلى سوريا"، ذلك أن الإعلام الرسمي لم يفتأ يشير إلى المعارضة المسلحة بالإرهابيين.

 

أما على الشبكات الاجتماعية فقد سخر المعارضون من نظافة ثياب هؤلاء المقاتلين.

 

 

 الفيديو يظهر أوستين تايس بين أيدي رجال يلبسون زيا أفغانيا مكويا. 

 

هل أن جميع هؤلاء اشتروا ملابسهم خصيصا لتصوير هذا الفيديو؟

 

 

كما أفاد آخرون أن المجموعات الجهادية عادة ما تصور الفيديوهات أمام الكاميرا وليس بهذه الطريقة وكأن المشاهد مسربة. كما أن لا رموز تظهر على الفيديو للإشارة إلى اسم المجموعة الإرهابية. ومن المفروض أن تنشر هذه الفيديوهات في بادئ الأمر على مواقع المجموعات المسلحة وليس على صفحة فيس بوك موالية لنظام بشار الأسد كما هو الحال هنا.