سوري يعبر عن غضبه: "في ظل الأسد، نرى التطاول على الدين كل يوم"
تتواصل في العديد من مدن العالم الإسلامي المظاهرات احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام "براءة المسلمين"، ومراقبنا يعبر عن ذهوله من كون العديد من الأعمال المسيئة للإسلام التي ينفذها النظام السوري لم تلهب المشاعر كما فعل هذا الفيلم.
نشرت في: آخر تحديث:
تتواصل في العديد من مدن العالم الإسلامي المظاهرات احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام "براءة المسلمين"، ومراقبنا يعبر عن ذهوله من كون العديد من الأعمال المسيئة للإسلام التي ينفذها النظام السوري لم تلهب المشاعر كما فعل هذا الفيلم.
لقد جعل حزب البعث الحاكم في سورية منذ 1963 من العلمانية أحد أركانه. وليس من النادر أن تقدم عناصر الجيش على تحريف بعض العبارات الدينية مفضلة بذلك تأليه شخص الرئيس أو صورة الحزب. فعام 1982، ارتكب جنود حافظ الأسد مجازر في حماه وكتبوا على الحيطان: "لا إله إلا الوطن ولا رسول إلا البعث"، وهذا تحريف لشهادة ’’لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله‘‘.
فيديو جامع قصفه الجيش السوري في حي حلبي. نشر في 5 أيلول/سبتمبر 2012 على يوتيوب
"كم عدد حيطان المدن السورية التي كتبت عليها عبارات مثل ’لا إله إلا بشار‘"
محمد انشق عن الجيش وانضم إلى الثورة.
في سوريا يسب نظام بشار الأسد الله والرسول محمد كل يوم دون أن تتحرك جماهير العالم الإسلامي. لا أستوعب كيف لا يثير التهجم على الإسلام في سورية غضب إخواننا بالقدر نفسه. منذ بداية الثورة والجوامع تهدم ونسخ مصاحف القرآن تحرق بانتظام دون أن تخرج لذلك مظاهرات غاضبة وعارمة أمام السفارات السورية في المنطقة. رغم أن فيديوهات هذا التطاول على الدين عديدة على الإنترنت.
كتب على أحد الجدران : "يسقط ربك ولا يسقط بشار"
كم عدد حيطان المدن السورية التي كتبت عليها عبارات مثل ’’لا إله إلا بشار‘‘ أو ’’حتى إذا سقط الله لن يسقط بشار‘‘. والغرض من هذه العبارات ليس خدش مشاعر المؤمنين فقط. وفي سجون النظام، ليس من النادر أن يجبر السجناء على الركوع أمام صور الرئيس. وهذا أيضا تطاول على الدين في نظر المؤمنين.
هذه الإهانات لا تستهدف الإسلام فقط. فجميع الديانات في سورية معنية. وتخريب الرموز الدينية أسلوب من أساليب زعزعة الثوار وتوجيه رسالة إليهم مفادها "نحن أقوى من الله". وفي آذار/مارس الماضي، عندما كنت ما أزال جنديا كنت أرافق وحدة من وحدات الجيش النظامي التي كانت تقصف حي الحميدية في حمص. وطلب الضابط المسؤول عن الوحدة من أحد الجنود أن يقصف كنيسة أم الزنار الواقعة في ذلك الحي. لكن الجندي احتج معللا باحتمال وجود أحد ما في الكنيسة. لكن الضابط أصر. وأمره "أطلق القذيفة أطلقها علينا تدمير الحي". بعدها بأقل من شهر أخذت قرار انشقاقي.
لست ضد المظاهرات الاحتجاجية على الفيلم المسيء طبعا للإسلام. لكني أود أن يدين العالم العربي الإساءات بحق الإسلام في سورية بالشدة نفسها التي يدينون بها الإساءة في البلدان الغربية البعيدة.
فيديو يظهر كنيسة أم الزنار مدمرة جزئيا بقذائف الهاون التي أطلقها الجيش السوري. نشر على يوتيوب في 20 آذار/مارس 2012.