"براءة المسلمين": مسلمو لندن يوزعون المصاحف
فيما تجري مظاهرات عنيفة في العالم كله أثارها شريط "براءة المسلمين"، قررت جمعية لندنية الرد على هذا الجدال بطريقة مختلفة: قررت توزيع مصاحف باللغة الإنكليزية مجانا على غير المسلمين لمحاربة الأحكام المسبقة على الإسلام.
نشرت في: آخر تحديث:
عضو في جمعية "اكتشف الإسلام" يتحدث إلى إحدى زبونات مركز تجاري في لندن.
فيما تجري مظاهرات عنيفة في العالم كله أثارها شريط "براءة المسلمين"، قررت جمعية لندنية الرد على هذا الجدال بطريقة مختلفة: قررت توزيع مصاحف باللغة الإنكليزية مجانا على غير المسلمين لمحاربة الأحكام المسبقة على الإسلام.
وشتان بين الصور المتداولة على شبكات التواصل والمظاهرات العنيفة التي جرت في الأيام الأخيرة: نرى شبابا مسلمين يعرضون نسخا مجانية من القرآن على زبائن مركز تجاري في لندن.
وهذا التوزيع المجاني مبادرة من "اكتشف الإسلام"، وهي جمعية هدفها مساعدة غير المسلمين في المملكة المتحدة على فهم الإسلام فهما أفضل. وتعمل الجمعية أساسا في المؤسسات التعليمية (المدارس والإعداديات والثانويات والجامعات) والمكتبات حيث تقدم قراءات ومعارض ترمي إلى عرض صورة إيجابية عن الدين الإسلامي.
"هدفنا ليس أن ندفع الناس إلى اعتناق الإسلام ولكن أن نقول لهم : "اقرؤوا بأنفسكم""
نايف شيخ عضو متطوع في جمعية "اكتشفوا الاسلام".
شرعنا في هذه المبادرة في منتصف شهر أغسطس، أي بعد وقت قصير من نشر شريط "براءة المسلمين" على الإنترنت وقبل اندلاع كل هذا الجدال. ولقد وزعنا عشرات الآلاف من الكتب، إما مصاحف قرآن أو كتب عن سيرة الرسول والتعاليم الإسلامية وكلها باللغة الإنكليزية.
ونظمنا هذه التظاهرات في لندن وضاحيتها وفي كامبردج ومدن أخرى في المملكة المتحدة وحتى في آيرلندا. ونحن نوزع هذه الكتب في الأماكن العامة كالمراكز التجارية والمكتبات. لسنا نفعل هذا بمنطق الدعوة، فهدفنا ليس دفع الناس إلى اعتناق الإسلام ولكن أن نقول لهم: بدل أن تسمعوا كل ما يروى عن هذا الدين، اقرؤوا بأنفسكم. مبادرتنا تثقيفية. وهذا يجعل التواصل مع المارة يسيرا ولطيفا. والناس يتقبلون الأمر بصدر رحب ونادرا ما يرفضون الكتب التي نعرضها عليهم.
"الصمت يعني الرضا عما أشاعه الشريط المذكور حتى لو كان سخيفا"
عندما نحث غير المسلمين على قراءة كتب عن الإسلام فنحن نأمل أن يتم دحض بعض الأفكار الشائعة التي يتداولها بعضهم والتي يروجها للأسف هذا الشريط. أذكر مثلا ما ينسب إلى المسلمين من عداء تجاه الديانات التوحيدية الأخرى في الوقت الذي يأتي فيه ديننا تتمة لرسالة إلهية واحدة: المسلمون يؤمنون بجميع الرسل والأنبياء. فمثلا عيسى وموسى نبيان مقامهما من مقام الرسول محمد ومن ثم فهما محل احترام المسلمين [هيئة التحرير: الشريط المذكور يظهر المسلمين وهم يقتلون المسيحيين باسم الإسلام]. ومن ناحية أخرى، يظهر هذا الشريط النبي محمد على أنه زير نساء وفتيات صغيرات [هيئة التحرير: يقول الشريط إنه تزوج 61 امرأة]. لكن يكفي أن نقرأ سيرة نبينا كي نعرف أن هذا غير صحيح وحتى عندما تزوج السيدة عائشة [وهي في سن التاسعة] فلم يدخل بها إلا بعد سنوات.
أرى أن معظم الغربيين من غير المسلمين عندهم صورة سلبية أو خاطئة عن الإسلام، ولكن يجدر بنا أن نتحرك وندافع عن ديننا لأن الصمت يعني الرضا عما أشاعه الشريط المذكور حتى لو كان سخيفا.
ونحن نعمل أيضا على توعية الجالية المسلمة في بريطانيا. أفهم أن الشريط صدم المسلمين وخدش شعورهم، لكن الرد الذي شاهدناه في الأيام الأخيرة غير سليم. أولا القتل والعنف أمران محرمان في الإسلام. فالمسلم لا يمكنه أن يستخدم القوة وهو يدعي الدفاع عن دينه. ثم إنني إذا صرخت فلن تصغوا إلي. لذلك، نعقد مؤتمرات في مقر جمعيتنا وفي بعض الجوامع في لندن كي نبيّن للمسلمين وجود وسائل سلمية لإسماع صوتنا مثل حملتنا هذه. وفي الوقت نفسه نطلب من غير المسلمين قراءة سيرة الرسول ومن المسلمين الاقتداء به وألا يجنحوا إلى العنف وألا يكون ردهم على مثل هذه الأعمال الاستفزازية ردا غير متناسب.
تحضير نسخ من القرآن.
التوزيع في شارع لندني.
فيديو ترويجي لحملة "اكتشفوا الاسلام".