سوريا

"سبب تأييدي لبشار"

 رغم اشتداد النزاع في سوريا وفيما يزداد عدد الضحايا المدنيين بلا هوادة، يبدو أن بشار الأسد ما زال يحظى بموالاة من السكان. أعطينا الكلمة لمواطنين ما زالوا يؤيدون الرئيس رغم كل شيء.

إعلان

لقطة من فيديو هواة لمظاهرة تأييد لبشار الأسد. نشر الفيديو على يوتيوب في 19 أيلول/سبتمبر 2011.

 

رغم اشتداد النزاع في سوريا وفيما يزداد عدد الضحايا المدنيين بلا هوادة، يبدو أن بشار الأسد ما زال يحظى بموالاة من السكان. أعطينا الكلمة لمواطنين ما زالوا يؤيدون الرئيس رغم كل شيء.

 

لا يلوح في الأفق أي حل للنزاع السوري بسبب الانقسامات العميقة في المجتمع الدولي ومطالبة البلدان الغربية برحيل بشار الأسد، لكن روسيا والصين وإيران، حلفاء دمشق، يكتفون بالدعوة إلى حوار بين النظام الحاكم والمعارضة. ومنذ بداية الثورة في آذار/مارس 2011 قتل أكثر من 000 25 سوري أغلبهم مدنيون، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وحسب هذا المرصد اضطر مليونا شخص للهروب من منازلهم ولجأ مئات الآلاف إلى البلدان المجاورة.

 

وفي تقرير نشر في 15 آب/أغسطس، اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحملته أيضا مسؤولية مجزرة الحولة، وهي قرية تقع قرب حمص سقط فيها 108 قتلى منهم 49 طفلا في 25 أيار/مايو 2012. كما أن المعارضة متهمة بدورها بارتكابها لجرائم حرب، لكن بصفة أقل.

 

وفيما يخص مراقبينا، أعطينا الكلمة مرارا لناشطين نددوا بفظاعات النظام السوري. وبدا لنا ضروريا أن نفسح مجال التعبير أيضا لمواطنين ما زالوا يدافعون عن بشار الأسد.

"أفضل الأسد على الجهاديين"

لؤي، 40 سنة، اختصاصي مونتاج.

 

أؤيد بشار الأسد لأنني ضد المعارضة المسلحة. الأمل الوحيد لإخراج البلد من هذه الأزمة هو أن تتخلى المعارضة عن العنف وأن تقبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات بلا شروط مسبقة [هيئة التحرير: المجلس الوطني السوري يشترط رحيل الرئيس قبل أي مفاوضات]. لست ضد فكرة نقل السلطة لكن لا يمكن أن يكون ذلك دون بشار الأسد. فهو من في يده الحل. الأشخاص الذين يحاربون النظام لم يحملوا السلاح من أجل المُثُل الديمقراطية ولكن لمجرد الاستحواذ على الحكم. والجيش السوري الحر المؤلف من جهاديين سلفيين كثير منهم أتوا من الخارج لزرع الفتنة في البلد.

 

"عندما أرى ما يجري اليوم في البلدان التي قامت فيها الثورات أشعر بالقلق"

 

شخصيا عندما أرى ما يجري اليوم في البلدان التي تغيرت فيها الحكومة بعد الثورات كما في تونس حيث يفرض السلفيون قانونهم بالقوة، فإنني أشعر بالقلق من احتمال انتصار المعارضة في سوريا.

 

جرمانا حيث أعيش [هيئة التحرير: مدينة على بعد 10 كم من دمشق] كانت أهدأ مكان في سوريا ومنذ ثلاثة أيام انفجرت سيارة مفخخة قرب جنازة. هنا كانت دائما تعيش العديد من الطوائف –مسيحية وسنة وعلوية وشيعة- في وئام تام. أنا شخصيا شيعي وزوجتي مسيحية. وهذا التعايش السلمي معرض اليوم للخطر. أشك أن الجهاديين، إن هم استطاعوا الإطاحة بالنظام، سيقبلون الدخول في لعبة الديمقراطية ولن يتعرضوا بسوء للسوريين من ديانات أخرى.

"لقد أجرى الأسد إصلاحات ديمقراطية"

نوران، 30 سنة، تعيش في دمشق.

 

يجب ألا ننسى أن بشار الأسد قد أجرى إصلاحات ديمقراطية: فقد ألغى حالة الطوارئ [هيئة التحرير: بغرض تهدئة الاحتجاج، اعتمدت الحكومة في 21 نيسان/أبريل 2011 مسودات قوانين لرفع حالة الطوارئ وإلغاء المحكمة العليا لأمن الدولة، وهي هيئة قضائية استثنائية، وتنظيم الحق في التظاهر] واعتمد دستورا جديدا قائما على التعددية السياسية [هيئة التحرير: 26 شباط/فبراير 2012].

 

لقد صوتت بديمقراطية لإعادة انتخابه [هيئة التحرير: أعيد انتخاب بشار الأسد لرئاسة الجمهورية بنسبة 97.62% من الأصوات في إطار استفتاء رئاسي نظم في 27 أيار/مايو 2007، ويعتبر هذا الاقتراع مغشوشا] وصوتت أيضا للدستور الجديد. بأي حق أمنع من رئيس اخترته؟

 

لا يمكن تحميل بشار الأسد المسؤولية عن جميع مشاكل سوريا. الأخطاء غالبا يرتكبها المسؤولون المحليون والرئيس لا يمكنه أن يكون في كل مكان. تذكروا أن شرارة الأزمة في سوريا كانت هي المظاهرات التي انطلقت في آذار/مارس 2011 في درعا. أطلقت آنذاك قوات حفظ النظام النار على متظاهرين نزلوا إلى الشارع للمطالبة بالإفراج عن المراهقين الذين اعتقلوا وأساءت قوات حفظ النظام معاملتهم قبل أيام لأنهم كتبوا على الحيطان شعارات الثورة المصرية. وهذا ما صب الزيت على النار. وما لا يذكر هو أنه بعد هذه المأساة أقال الرئيس فيصل كلثوم، محافظ درعا، وعاقبه لأنه اتخذ القرار من نفسه بحبس المراهقين وإطلاق النار على المتظاهرين. وقد استقبل الرئيس وجهاء القبائل في درعا لتهدئة النفوس.

 

كلنا ضد الفساد والبيروقراطية ومن أجل الحرية في سوريا. لكننا لا نريد هؤلاء الأشخاص الذين يُصَفُّون الشعب السوري باسم الحرية. وهذه بالذات فحوى الإصلاحات التي أطلقها الرئيس [هيئة التحرير: في محاولة للتهدئة أعلن بشار الأسد في شباط/فبراير 2011 عن تخفيض الضريبة على القيمة المضافة وتوظيف 000 67 شخصا في القطاع العام وتسريح نحو مئة موظف متهم بالفساد].