الطائفة السيخية في حداد وبعض أعضائها قلقون من ردة فعل "نحن لسنا مسلمين"
تأجج قلق الطائفة السيخية من أن تصبح مستهدفة من قبل المتطرفين الأمريكيين الذين يخلطون بين السيخ والمسلمين، وذلك على إثر إغتيال ستة أشخاص من طائفة السيخ، قتلوا ببرودة داخل معبدهم في ولاية ويسكنسن الأمريكية من قبل عنصري أبيض. وبينما يقف البعض عند هذا التفسير للحدث، يؤكد مراقبنا على ضرورة التجمع في جبهة موحدة ضد هذه الجرائم العنصرية.
نشرت في: آخر تحديث:
مأتم نظم ليلة الأحد وسط ساحة كنيسة ميلووكي صورة تم نشرها على فيس بوك من قبلOverpass Light Brigade.
تأجج قلق الطائفة السيخية من أن تصبح مستهدفة من قبل المتطرفين الأمريكيين الذين يخلطون بين السيخ والمسلمين، وذلك على إثر اغتيال ستة أشخاص من طائفة السيخ، قتلوا ببرودة داخل معبدهم في ولاية ويسكنسن الأمريكية من قبل عنصري أبيض. وبينما يقف البعض عند هذا التفسير للحدث، يؤكد مراقبنا على ضرورة التجمع في جبهة موحدة ضد هذه الجرائم العنصرية.
داخل معبد السيخ في أوك كريك من ولاية ويسكنسن الأمريكية، صوب رجل حليق الرأس يحمل وشم "9-11" على ساعده، مسدسا نصف أوتوماتيكي من عيار 9 مليمتر نحو الأشخاص المجتمعين، مخلفا ستة قتلى وثلاثة جرحى، قبل أن يقتل بدوره خلال تبادل إطلاق النار مع الشرطة.وايد مايكل بيج في الأربعين من عمره، رقيب سابق في الجيش الأمريكي، كان مراقبا من قبل "ساوثترن بوفرتي لو سنتر" (منظمة أمريكية مكلفة بمراقبة الأوساط اليمينية المتطرفة) بسبب انتمائه لحركة تنادى بتميُز البيض.
منذ مدة طويلة كان العديد من أعضاء الطائفة السيخية يخشون هجمة مشابهة لتلك التي أضفت الحداد على معبد أوك كريك، فبحكم لحيهم وعمائمهم، كثيرا ما يقع الخلط بين الرجال السيخ والمسلمين المتطرفين، في حين أن السيخية ديانة مختلفة ظهرت خلال القرن الخامس عشرفي شمال القارة الهندية.
منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، تم استهداف الطائفة السيخية مرات عديدة من قبل أمريكيين يخلطون بين الإسلام والسيخية، حيث أنه بعد انهيار بنايتي وورلد تراد سنتر في نويورك بأربعة أيام، تم اغتيال سيخي قرب محطة بنزين في ولاية أريزونا.
وإن لم يتم بعد تحديد دوافع فعلة القاتل في أوك كريك، يظل من البديهي أن الضحايا استهدفوا بسبب وجودهم في مكان عبادة سيخي وأعضاء الطائفة يجمعون بين هذا الهجوم وأعمال العنف التي سجلت ضدهم في السنوات الأخيرة. "وقعت عدة عمليات اعتداء بطلق النار ضد المجموعة السيخية ولأسباب عنصرية خلال السنوات الأخيرة ومن الطبيعي مع الأسف أن تفكر طائفتنا أنها جريمة جديدة من النوع نفسه"، هذا ما صرح به سابريت كاور مدير الائتلاف السيخي في أمريكا بعد حادثة أوك كريك.
وقد تم بعد حادثة يوم الأحد تنظيم العديد من التجمعات والسهرات المأتمية من ويسكنسن إلى نيودلهي عاصمة الهند.
مأتم نظم ليلة الأحد وسط ساحة كنيسة ميلووكي صورة تم نشرها على فيس بوك من قبلOverpass Light Brigade.
مأتم في بلانفيو قردوارا (القردوارا هو معبد سيخي) مساء يوم الإثنين في لونغ أيلاند بنويورك – تم نشرها على فيس بوك من قبلSupreet Singh Bedi.
مأتم مساء يوم الأحد في دولورس بارك بسان فرانسيسكو – تم نشرها على فيس بوك من قبلMade bu KG.
"ليس الحل أن نقول "لست مسلما فلا تكرهوني"
أمرديب سنخ سيخي في الثامنة والثلاثين من عمره وهو حاليا أستاذ لغة إنكليزية بجامعة ليهاي في فيلادلفيا بالولايات المتحدة.
بعد هجمات 11 سبتمبر كنا نرى في كل وسائل الإعلام الأمريكية تلك الصورة النمطية للطالبان بلحيهم وعمائمهم. وسريعا ما تم الجمع بين تلك الصورة والسيخ وهو بالفعل مشكل كثيرا ما يتعرض له أعضاء طائفتنا في الولايات المتحدة لأن العديد من الأمريكيين يظنون أن كل الرجال المتعممين مسلمون.
حتى لو أني شخصيا لم أتعرض قط لاعتداء عنيف إلا أنني واجهت إحساسا عدوانيا قويا فقد تم عدة مرات التوجه إلي في الشارع من قبل مجهولين قائلين لي بابتسامة ساخرة "أهلا بن لادن".
وقد أجبرت الطائفة السيخية أن تتأقلم مع الوضع بعد هجمات 11 سبتمبر فتم القيام بجهد كبير لإعلام الجمهور بمعتقداتنا لكن الأمر صعب الإنجاز دون أن نبدو كمن يوافق على العدوان تجاه مجموعات دينية أخرى. والحل لا يوجد في قول شيء مثل "لست مسلما فلا تكرهوني".
وقد أكدت عدة جمعيات سيخية أنشئت مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر، منها بالخصوص الائتلاف السيخي، على أنها تعارض أي جريمة تقترف بدافع الكره الديني أو العنصري.
نحن لا نعرف إلى حد الآن ما هي دوافع ذلك الذي اقترف الجريمة، لكني شاهدت العديد من أصدقائي ومن أفراد عائلتي يدعون الكل إلى عدم التوقف عند فكرة أن الطائفة السيخية مستهدفة بسبب الخلط بينها وبين المسلمين [منبريت سنغ بدال رئيس وباعث الحزب الشعبي في البنجاب كان قد صرح لوكالة فرانس براس أنه يعتقد أن مقتل السيخ هو نتيجة خلط في ذهن القاتل "غالبا ما يبدو السيخ وكأنهم من الشرق الأوسط"]. إحساسنا بأننا لم نقترف ما يبرر ما نتعرض له حاليا مفهوم بعد هجمة فظيعة كهذه، لكن علينا ألا نعبر عن شيء من هذا القبيل.