القوات السورية تستهدف أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا
نشرت في: آخر تحديث:
"معركة دمشق" تمتد منذ يوم الأربعاء إلى أحياء العاصمة التي كانت تبدو بعيدة المنال. ولطالما ظهر آل الأسد بمظهر الحليف الوفي للقضية الفلسطينية، غير أن القوات السورية هاجمت يوم الأربعاء مخيم اليرموك الموجود في العاصمة والذي يضم آلاف اللاجئين الفلسطينيين.
دبابات الجيش النظامي في مخيم اليرموك. لقطة من فيديو نشر على موقع يوتيوب.
"معركة دمشق" تمتد منذ يوم الأربعاء إلى أحياء العاصمة التي كانت تبدو بعيدة المنال. ولطالما ظهر آل الأسد بمظهر الحليف الوفي للقضية الفلسطينية، غير أن القوات السورية هاجمت يوم الأربعاء مخيم اليرموك الموجود في العاصمة والذي يضم آلاف اللاجئين الفلسطينيين.
لم ترد أية معلومات دقيقة عن حصيلة هذا الاستهداف، لكن شبكات الناشطين تتحدث عما لا يقل عن 15 قتيلا في حي الحجر الأسود بمخيم اليرموك. ويوم الخميس على الشبكات الاجتماعية كان مستخدمو انترنت سوريون يترجون البائعين المحليين أن يفتحوا متاجرهم رغم وجود الجيش كي يتيحوا للسكان شراء المؤن.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الجيش السوري مخيما للاجئين الفلسطينيين. ففي آب/أغسطس 2011، هاجم جنود الجيش النظامي لاجئي مخيم الرمل في اللاذقية في الشمال الغربي للبلد. آنذاك لم ينضم إلى الاحتجاجات إلا القليل من الفلسطينيين. وكان معظمهم يتقيدون بأوامر السلطات الفلسطينية التي دعت فلسطينيي سوريا إلى عدم المشاركة في النزاع. ويستهدف تدخل الجيش المحتجين السوريين الذين يقطنون المخيم.
لقد أنشئ مخيم اليرموك عام 1957 ليكون أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا. وهو يقع على بعد 8 كيلومترات من مركز مدينة دمشق ويمتد على مساحة كيلومترين مربعين. يعيش فيه –حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- أكثر من 144 ألف لاجئ. وسكان المخيم ليسوا من الفلسطينيين فقط، إذ يعيش فيه أيضا سوريون من طبقات اجتماعية بسيطة.
"لجأ جنود فلسطينيون منشقون عن جيش التحرير إلى المخيم"
جاهدة (اسم مستعار)، أم في الأربعين من العمر لأسرة فلسطينية في مخيم اليرموك.
بدأ القصف على المخيم يوم الأربعاء نحو الساعة الخامسة مساء وتواصل حتى الساعة العاشرة ليلا. وما هي إلا ساعتان من الهدنة، حتى عاد القصف إلى طلوع الفجر. وزيادة على القصف، نفذ عدد من "الشبيحة" هجوما على الأرض. سمعت أنهم قتلوا الناس في بيوتها بالسلاح الأبيض.
منذ ذلك الوقت ازدادت نداءات أفراد الإغاثة بالتبرع بالدم. ونقل الجرحى إلى أربعة مشاف صغيرة قائمة في المخيم. أحد هذه المشافي موجود على بعد 100 متر من بيتي وقد ذهبت إلى هناك مساء أمس. رأيت العديد من الشبان الذين كانت تبدو إصاباتهم ناتجة عن طعنات بالسكين.
دخان يتصاعد من مختلف المناطق في اليرموك
"حاول العديد الهرب لكن مداخل المخيم تحت مراقبة قوات الأمن"
منذ صباح البارحة وأهالي المخيم يعيشون حالة ارتباك. وهم مصدومون لأنهم لم يتوقعوا تصعيد العنف بهذا الحجم. وقد حاول العديد الهرب لكن مداخل المخيم تحت مراقبة قوات الأمن.
لقد هاجمونا لأن عددا متزايدا من المعارضين تجمعوا في حي الحجر الأسود في الآونة الأخيرة. وفي الأسبوع الماضي خرجت مظاهرات مناهضة لبشار في هذا الحي. وعلمت أمس أن منشقين عن جيش التحرير[وهو جيش مشكل من فلسطينيي سوريا وتسيطر عليه السلطة السورية] لجؤوا أيضا إلى هنا.
أنا وأسرتي قررنا البقاء هنا لأن الخروج مجازفة، لكننا أخذنا كل احتياطاتنا: تم تنظيف الملاجئ التي نلجأ إليها عند القصف، وإذا ساءت الأوضاع سنختبئ فيها [صفحة فيس بوك مخيم اليرموك نشرت قائمة بالملاجئ وأماكن الإيواء المجهزة لاستقبال أسر النازحين].
انشقاق جندي فلسطيني من جيش التحرير.