سوريا

مراقبنا من سوريا يروي لنا كيف نجا من الموت

 رامي (اسم مستعار) من مراقبينا الأكثر انتظاما وموثوقية في سوريا منذ بداية الأزمة ونحن نتواصل معه يوميا عبر سكايب. بفضله استطعنا أن نروي على هذا الموقع معاناة سكان حمص، المدينة المحاصرة والمعرضة بصفة دائمة لقصف الجيش السوري. في 11 حزيران/يونيو، أصيب رامي بشظايا إحدى القذائف فيما كان يحاول نجدة أخيه الجريح من جراء قصف حمص. وقد تلقى العلاج بواسطة وسائل بدائية في مستشفى غير نظامي حيث يتراكم عشرات الجرحى، وبعد أن نجا، روى لنا رامي تلك الساعات التي شارف فيها على الموت.

إعلان

صورة من الشاشة التقطت خلال مكالمتنا مع رامي عبر سكايب.

 

رامي (اسم مستعار) من مراقبينا الأكثر انتظاما وموثوقية في سوريا منذ بداية الأزمة ونحن نتواصل معه يوميا عبر سكايب. بفضله استطعنا أن نروي على هذا الموقع معاناة سكان حمص، المدينة المحاصرة والمعرضة بصفة دائمة لقصف الجيش السوري. في 11 حزيران/يونيو، أصيب رامي بشظايا إحدى القذائف فيما كان يحاول نجدة أخيه الجريح من جراء قصف حمص. وقد تلقى العلاج بواسطة وسائل بدائية في مستشفى غير نظامي حيث يتراكم عشرات الجرحى، وبعد أن نجا، روى لنا رامي تلك الساعات التي شارف فيها على الموت.

 

 المستشفى الميداني حيث تلقى رامي العلاج.

 

حدث ذلك منذ أسبوع في عز الظهر. كان بيتي قد أصيب للتو بقذيفة هاون فيما كان أخي في الداخل. كنت عند أحد أصدقائي عندما علمت بأن أخي أصيب، فخرجت بالسيارة صحبة ثلاثة من أصدقائي بحثا عن طبيب جراح لكي ينقذه. بحثت في المنازل والمشافي والمستوصفات لكن لم أجد أحدا. لذلك ذهبت إلى منزل تحوّل إلى مستشفى ميداني حيث يعمل متطوعون -معظمهم لم يتلق أي تدريب طبي- ويحاولون قدر المستطاع إنقاذ الجرحى بوسائل بدائية. وما كدنا ننزل من السيارة وقد كنا أمام المنزل المذكور حتى نزلت قذيفة على السيارة.

 

أصبت أنا وأصدقائي الثلاثة بشظايا القذيفة. كان شيئا مروعا: كنت أبحث عمن ينجد أخي وإذ بي أسقط جريحا بدوري. سُحبنا إلى داخل المستشفى الميداني. في البداية هالني منظر الدم الغزير الذي كان يسيل على وجهي. لكن المتطوعين شرعوا في فحصي وطمأنوني. كانوا يقولون لي ألا أقلق على وجهي لأنها مجرد خدوش. لكنهم أخبروني أنه يجب إخراج الشظايا التي استقرت في بطني وأن الجرح في خطورة ويقتضي تدخلا سريعا. وقد أصبت أيضا في ركبتي. كان أحد المتطوعين الذين تكفل بحالتي نجارا والثاني لاعب كرة قدم والثالث متخرجا من المعهد الطبي لا خبرة له قبل الثورة. لكن العملية نجحت والحمد لله. استطاع الطاقم إخراج الشظايا ووضع الضمادات على جروحي. لكن أحد الجرحى الذي كان معنا لم يحالفه الحظ. فقد اضطر المتدخل جراحيا لبتر ساقه لأنه لم يستطع خياطة الأوردة. ثلاثون شخصا تقريبا كانوا متراكمين في قاعة الإسعافات حيث كنت ممددا على الأرض حتى بلا وسادة. الحيطان كانت مخربة والمكان غير معقم. لم أستطع أن أواصل البحث عن إسعاف لأخي. لكن بعض معارفي استطاعوا الاتصال ببعثة الأمم المتحدة التي بعثت له طبيبا لكنه لم يتمكن من الوصول إلى حمص بسبب الحواجز التي تحيط بالمدينة. وأخيرا استطعنا إحضار طبيب بطريقة سرية وأجرى له العملية حيث هو. أخي ما يزال الآن في وضع حرج.

 

حاليا أنا على ما يرام. والمتطوعون يزورونني يوميا لتغيير الضمادات. استطعت منذ يومين الخروج والمشي قليلا في الشارع وهو نشاط لم أستطع القيام به لمدة طويلة لشعوري بآلام في بطني وساقي. ثم إن الخروج قد لا يخلو من التعرض إلى قذيفة أو رصاص أحد القناصة.