سوريا

مراقبو الأمم المتحدة يمنحون سكان حمص بصيصا من الأمل

 رغم فشل قرار وقف إطلاق النار الذي كان من المفترض تطبيقه بداية من 12 أبريل/نيسان، شرعت الأمم المتحدة في تطبيق المرحلة الثانية من خطة عنان للخروج من الأزمة والتي تتمثل في إرسال بعثة مراقبين إلى سوريا. مبادرة قد تبدو لأول وهلة دون جدوى أمام تجاهل دمشق إلى حد الآن للاستنكارات الدولية، بيد أن مراقبنا من حمص يؤكد لنا أن قدوم هذا الوفد الأممي كان سببا في إيقاف القصف على مدينته.

إعلان

لقطة من فيديو يظهر مراقبي الأمم المتحدة رفقة أهالي حمص.

 

رغم فشل قرار وقف إطلاق النار الذي كان من المفترض تطبيقه بداية من 12 أبريل/نيسان، شرعت الأمم المتحدة في تطبيق المرحلة الثانية من خطة عنان للخروج من الأزمة والتي تتمثل في إرسال بعثة مراقبين إلى سوريا. مبادرة قد تبدو لأول وهلة دون جدوى أمام تجاهل دمشق إلى حد الآن للاستنكارات الدولية، بيد أن مراقبنا من حمص يؤكد لنا أن قدوم هذا الوفد الأممي كان سببا في إيقاف القصف على مدينته. اقرؤوا المزيد...

 

وصل مراقبو الأمم المتحدة إلى سوريا يوم 15 أبريل/نيسان ليديروا عملية تمتد طوال ثلاثة أشهر. وإن لم يتجاوز عددهم أول الأمر عشرة أشخاص فهم اليوم ثلاثون مراقبا ومن المفترض أن يصلوا إلى 300 شخص خلال الأسابيع المقبلة، كما ينص على ذلك القرار رقم 2043 الذي صادق عليه بالإجماع أعضاء المجلس الأمني للأمم المتحدة.

 

تتمثل مهمة المراقبين في السهر على وقف إطلاق النار الذي لم يحترم البتة منذ 12 أبريل/نيسان المنصرم، وكذلك الحرص على تطبيق النقاط الستة لخطة عنان وهي: وقف العنف، مباشرة الحوار السياسي، الإغاثة الإنسانية، وقف الاعتقالات الاعتباطية، السماح بدخول الصحافيين واحترام جميع الحقوق المدنية للمواطنين.

 

لكن تواجد هذه البعثة لم يوقف أعمال العنف حيث قُتل اليوم أكثر من 30 شخصا حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بل تزامنت مهمة المراقبين مع سلسلة من التفجيرات آخرها كان بادلب صباح يوم الاثنين وأودى بحياة أكثر من عشرين شخصا. من جهته، طلب العماد مود، رئيس البعثة، يوم الاثنين من "جميع الجهات" وقف أعمال العنف.

 

منذ 15 مارس/آذار2011، سقط في سوريا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 100 11 قتيل، أغلبهم من المدنيين.

 

مراقب عربي تابع للأمم المتحدة وسط أهالي حمص.

"منذ قدوم المراقبين، توقف القصف في حمص"

يزن عضو في مجلس الثورة بحمص.

 

التقيت ببعثة الأمم المتحدة ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي في حي الخالدية. بعض المراقبين عربي، أما الآخرون، فيرافقهم مترجم حتى يتمكنوا من التواصل مع السكان. تحدثت إليهم مع زملائي وأخبرناهم أن الأمم المتحدة فقدت مصداقيتها بالنسبة لنا لأنها لم تفعل شيئا لوقف المجزرة التي يتعرض إليها الشعب السوري.

 

لقد زار المراقبون الأحياء المعارضة كما الأحياء المساندة لبشار الأسد. كأعضاء مجلس الثورة، نمدهم يوميا بتقارير مفصلة، تختلف عما نرسله لوسائل الإعلام عادة. فمثلا حدثناهم عن الجثث المتواجدة في بعض الأحياء والتي لا نستطيع الاقتراب منها بسبب القناصة، على أمل أن يتمكن المراقبون من تأمين المكان حتى يتسنى لنا دفن موتانا. وذكرنا لهم كذلك ما حل بالأهالي الذين هُجروا جراء القصف، عسى أن يخدمهم تواجد المراقبين ويتمكنوا من العودة إلى منازلهم. أعضاء البعثة يقرؤون تقاريرنا بانتباه وحدث أن طلبوا منا أن نرافقهم إلى الأماكن التي تحدثنا عنها حتى يتأكدوا بأنفسهم مما يجري.

 

تواجد المراقبين الأمميين كان له أثر إيجابي على مدينة حمص، إذ توقف القصف منذ حلولهم بيننا. أما إطلاق النار، فلا يزال متواصلا. في الأيام الأولى، كان الجيش النظامي يطلق النار علينا حتى عندما نكون رفقة البعثة الأممية. أما الآن، فصار الجنود ينتظرون ابتعاد المراقبين قبل أن يصوبوا إلينا رشاشاتهم.

 

رغم كل ما انتابني من إحباط إلى حد الآن، إلا أنني شعرت بشيء من التفاؤل عندما رأيت الجيش النظامي يغير تصرفه بسبب تواجد المراقبين. إن استطاع هؤلاء أن يوقفوا القصف، فقد ينجحون في تطبيق النقاط الستة لخطة عنان. إن استعاد السوريون حقوقهم المدنية، ومنها حق التظاهر، فسنحتج ليلا نهارا أمام القصر الرئاسي حتى يرحل بشار.

في هذا الفيديو، يخاطب أحد سكان حي الخالدية مراقبي الأمم المتحدة بالإنكليزية ويطلب منهم البقاء حتى لا يعود القصف على حمص.

 

إطلاق نار على سكان حمص ومعهم وفد من المراقبين الأمميين.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في فرانس 24.