الذكرى الأولى للانتفاضة السورية: عام من المظاهرات بتسجيلات الهواة
تحل في 15 آذار/مارس الذكرى الأولى لبداية الاحتجاجات في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد. موقع "مراقبون" قام بتغطية يومية للأحداث بفضل مراقبينا وتسجيلات الهواة، وذلك لاستحالة العمل الصحافي الأجنبي في سوريا. ها نحن اليوم نسترجع أبرز المحطات.
نشرت في: آخر تحديث:
تحل في 15 آذار/مارس الذكرى الأولى لبداية الاحتجاجات في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد. موقع "مراقبون" خص التظاهرات وتسلسل الأحداث تغطية يومية بفضل مراقبينا وتسجيلات الهواة، وذلك لاستحالة العمل الصحافي الأجنبي في سوريا. ها نحن اليوم نسترجع أبرز المحطات.
كل شيء بدأ في 15 آذار/مارس بدرعا...
كل شيء بدأ عندما خرجت حفنة من التلاميذ في درعا وخطّوا على حيطان المدينة شعارات مناهضة للنظام قبل أن يلقى عليهم القبض ويسجنوا لمدة شهر. وأطلق سراحهم وأظافرهم منزوعة وعليهم آثار التعذيب، ما أثار غضب الأهالي. فخرج هؤلاء للتظاهر، لكن لا أحد منهم ردد شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" لكن "الشعب يريد إسقاط المحافظ [محافظ درعا]".
مظاهرة 18 آذار/مارس 2011 في درعا.
مواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن يوم 20 آذار/مارس 2012.
بعد مرور عشرة أيام، نطاق المظاهرات يتسع
موقف السلطات السورية في البداية كان إنكار وقوع أي حادث على أراضيها. لكن عندما اعترفت في نهاية المطاف بحركة الاحتجاج كان السيف قد سبق العذل: فاشتعلت مدن سورية أخرى منها ثلاث مدن رئيسية هي دمشق وحلب وحمص. وكانت مظاهرات أيام الجمعة الأولى التي ميزت الحركة الاحتجاج السورية.
مظاهرة في جامع الرفاعي يوم الجمعة 25/03/2011
نفس اليوم في جامع حلب
بالقرب من الساعة القديمة بحمص
قمع شديد في اللاذقية، مسقط رأس آل الأسد
مظاهرات 25 آذار/مارس قمعت قمعا عنيفا حسب مراقبنا في اللاذقية، أهم معقل للعلويين والتي ينحدر منها آل الأسد. وهذا القمع دفع المتظاهرين في بداية الأمر إلى النزول إلى الشارع. لكن عنف الأمن طغى على تحركهم هذا.
تنبيه: هذه الصور مروّعة.
اللاذقية، 30/03/2012.
من هم الشبيحة؟
ابتداء من نيسان/أبريل 2011، لم يعد مراقبونا يخبروننا عن عنف الجيش أو قوات حفظ النظام فقط، بل أيضا عن القمع الذي يمارسه "الشبيحة"، وهي ميليشيات تابعة للنظام وتلبس لباسا مدنيا لكنها مسلحة. وفيما يلي أول التسجيلات التي تظهر ساحة الساعة ليل 18-19 نيسان/أبريل:
بداية حرب الصور
فيديو صور في البياضة قرب بانياس في الشمال في 12 نيسان/أبريل 2011 ويظهر قوات حفظ النظام تهين معتقلين ملقين على الأرض وتضربهم. ويجبر الضحايا على ترديد شعارات مؤيدة للنظام السوري.
وقد شكك التلفزيون السوري في صحة هذا الفيديو مؤكدا أنها مشاهد مصورة في العراق. لكن سوريين اثنين من مستخدمي الإنترنت ذهبا إلى عين المكان لتصوير مكان الأحداث. وكانت هذه بداية حرب الصور.
المتظاهرون السوريون يساعدوننا على التحقق من صحة تسجيلاتهم
في غياب الصحافة الدولية ولإضفاء مصداقية على الأخبار التي يرسلها المتظاهرون السوريون، شرعوا في تزويد الصحفيين بالمعلومات اللازمة لتمكينهم من التحقق من صحة التسجيلات سواء من ناحية التواريخ والعناوين ومعالم المدن وغير ذلك. وسرعان ما أصبحت هذه الأمور دارجة عند الناشطين السوريين.
المصورون يذكرون اسم المكان والتاريخ الذي تجري فيه المظاهرات.
ناشرو التسجيلات يبرزون ملامح تشهد على أصلية المكان الذي يتم التصوير فيه.
لأول مرة طالب شاب يتحدى الدكتاتورية بتصوير نفسه مكشوف الوجه
اسمه عادل وهو طالب أصله من بانياس. وفي 26 نيسان/أبريل صور هذا الشاب في الشارع في قلب مظاهرة جرت في المدينة. وتحدث بالإنكليزية لأنه كان يبلغ رسالته إلى "الرأي الدولي" ليشرح سبب حركة الاحتجاج السوري. وهذا تصرف انتحاري قياسا بما يمكن أن يفعله النظام لمن يجرؤ على تحديه.
وغداة هذا التسجيل، استطعنا الاتصال بعادل عبر كاميرا الويب. وأكد بطل بانياس قائلا "أنا غير نادم على ما فعلته ولست خائفا. المهم هو أن تظهر الحقيقة".
اكتشاف أول مقبرة
اكتشفت لأول مرة ضحايا مجزرة في درعا. وأظهرت التسجيلات جثثا تستخرج بالجرّافات. وتلى ذلك اكتشاف مقابر أخرى.
أول جندي هارب يعلن انشقاقه أمام الكاميرا
وذلك قبل ثلاثة أشهر من تشكيل الجيش الحر السوري الحر. آنذاك، أثار هذا الفيديو جدلا حول مدى صحته أو ما إذا كان تلفيقا لحث الجيش على العصيان؟
حمزة الخطيب، الطفل الشهيد
في مظاهرات درعا ألقي القبض على حمزة الخطيب، 13 عاما، وعذب حتى الموت. ثم سلمت جثته إلى والديه بعد شهر. وأصبح واحدا من الأبطال الشهداء رموز هذه الثورة.
أهالي القرى هربوا من دبابات الجيش للجوء إلى تركيا
عندما دخل الجيش السوري قريتي خربة الجوز وجسر الشغور ونواحيها، هرب آلاف اللاجئين إلى تركيا حيث تجمعوا في مخيمات مؤقتة في المنطقة الحدودية ريثما يتمكنوا من العبور.
الجمعة 1 تموز/يوليو في حماه، نصف مليون متظاهر في الشارع
مدينة حماه في الوسط الغربي للبلاد وهي معروفة بماضيها الأليم بسبب المجزرة التي ارتكبها حافظ الأسد عام 1982. وفي تموز/يوليو الماضي، "حطم الرقم القياسي" لحجم المظاهرات، إذ تحرك السكان بكثافة...ودفعوا الثمن غاليا.
4 تشرين الثاني/نوفمبر اعتمدت المعارضة السورية علمها الجديد
اعتُمد علم سوريا عام 1980 عندما كان حافظ الأسد في الحكم. واختارت المعارضة، على غرار ليبيا، التخلي عن هذا العلم لأنها لم تعد ترى فيه إلا رمزا لنظام الحكم القمعي. فعادت إلى العلم السابق الذي يعود تاريخه إلى عام 1932.
مراقبو الجامعة العربية يصلون إلى سوريا
في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2011 وبعد محادثات طويلة، قبلت السلطات السورية استقبال مراقبي الجامعة العربية على أراضيها. وقد هرع المعارضون، غير مصدقين وصول المراقبين، لكي يخبروهم عن معاناتهم اليومية.
الزبداني، أول مدينة "محررة"
في 19 كانون الثاني/يناير ولأول مرة استطاع جنود الجيش السوري الحر المنشقون وبعتادهم القليل دحر دبابات الجيش النظامي. وكان هذا انتصارا رمزيا، لكنه لم يدم طويلا. وبعد مرور شهر، أخبرنا مراقبونا ميدانيا بعودة جيش بشار.
مواطنو حمص يتحولون إلى صحفيين
بين نهاية كانون الأول/ديسمبر 2011 ونهاية شباط/فبراير 2012 قتل ثلاثة ناشطين سوريين من حمص عندما كانوا يصورون مشاهد القمع. وهم باسل السيد ورامي أحمد السيد ومظهر طيارة، وهؤلاء الأشهر لكنهم ليسوا الوحيدين من خاطروا بحياتهم لتبليغ صور ما يجري في مدينتهم.
آخر تسجيل لباسل السيد.
الهجوم على حمص، مدينة شبه مقطوعة عن العالم
ما زالت حمص ثالث مدينة في البلاد الأكثر استهدافا من النظام القائم، ولا سيما أشهر أحيائها، بابا عمرو. ومنذ 4 شباط/فبراير، يعيش السكان على وقع التفجيرات اليومية الذي تبدأ في الفجر وتتواصل حتى وقت متأخر من الليل. تفجيرات سقط بسببها كثيرون من بينهم الصحفيان ماري كولفين وريمي أوشليك.
بداية القصف على بابا عمرو على الساعة السادسة فجرا.