سوريا-تركيا

اللاجئون السوريون يصارعون قساوة الثلوج ويطالبون بتأمين وسائل للتدفئة

 شهد جنوب تركيا في الأيام الماضية تساقطا للثلوج غير مسبوق. قساوة الطقس شددت الخناق على اللاجئين السوريين في مخيماتهم، وفيما يؤكد الهلال الأحمر التركي أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لمساعدة هؤلاء اللاجئين، فإن مراقبنا يبرز عكس ذلك.

إعلان

يايلاداغي، أحد المخيمات الستة جنوب تركيا وهو مغطى بالثلوج.

 

شهد جنوب تركيا في الأيام الماضية تساقطا للثلوج غير مسبوق. قساوة الطقس شددت الخناق على اللاجئين السوريين في مخيماتهم، وفيما يؤكد الهلال الأحمر التركي أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لمساعدة هؤلاء اللاجئين، فإن مراقبنا يبرز عكس ذلك.

 

نشر بعض اللاجئيين السوريين في تركيا مؤخرا مقاطع فيديو لمخيماتهم التي غمرتها الثلوج، وذلك لإلقاء الضوء على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها. تظهر إحدى اللقطات بضعة أشخاص متجمعين حول تنكة أشعلوا فيها الحطب ليتدفؤوا، فيما غطت الثلوج أقدامهم.

 

يشار إلى أن تركيا لعبت مؤخرا دورا بارزا في استقبال آلاف اللاجئين السوريين الفارين إثر الوضع الأمني المتردي في بلادهم. تشير إحصاءات الهلال الأحمر التركي إلى أن ٩٤٥٠ لاجئا يعيشون في الوقت الحالي في ستة مخيمات في محافظة هاتاي التركية الواقعة على الحدود السورية.

 

 

جولة في مخيم الريحاني.

 

تتحمل السلطات التركية مسؤولية إدارة المخيمات، لكن الهلال الأحمر التركي هو المسؤول عن تأمين اللوازم الضرورية كالغذاء. وخلافا لما تبرزه هذه المقاطع، يشير أحد المسؤولين الميدانيين في الهلال الأحمر إلى أن التيار الكهربائي انقطع فقط لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، وهو الوقت اللازم لإعادة تشغيل مولدات الكهرباء، كما أكد أنه تم توزيع البطانيات على الأشخاص الذين يحتاجون إليها.

"طالبنا الهلال الأحمر التركي ببطانيات لكنه كرر أنها غير متوفرة لديه"

محمد لاجئ سوري، يعيش مع عائلته تحت خيمة في مخيم يلادا٢ في محافظة هاتاي في جنوب تركيا.

 

منذ خمسة أشهر، اضطررت أنا وعائلتي إلى ترك منزلنا للتوجه إلى تركيا. بعد أن اشتدت المعارك بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر، لم نعد نعيش بأمان.

 

لكن قضاء فصل الشتاء هنا ليس بالأمر السهل. فيوم الأحد، كان البرد قارسا وقد تراوحت سماكة الثلوج بين 40 و60 سنتيمترا. الظروف المعيشية أصبحت أكثر من صعبة، فالخيم مصنوعة من مواد تسمح بتسرب المياه. أما التيار الكهربائي، فقد انقطع لمدة أيام، ما منعنا من التمتع بأية وسيلة للتدفئة وقد كان ذلك جراء سقوط كميات كبيرة من الثلوج في الأيام الماضية.

 

طالبنا الهلال الأحمر التركي بأغطية، لكنه كرر أنها غير متوفرة لديه. هذه المنظمة أمنت لنا مساعدة كبيرة حتى الوقت الحالي، فقد وزعت علينا السكر والشاي والحليب، كما يتخذ مسؤولوها الإجراءات اللازمة للاهتمام بالمرضى حتى أنهم أمنوا حافلات نقل صغيرة بين المخيمات كي يتمكن اللاجئون من زيارة أقاربهم.

 

رغم ذلك، تصبح الأمور أكثر تعقيدا كلما طالبنا بأغطية أو ما يلزم للتدفئة. إذ من المحال أن نقوم بإشعال النار وسط الخيمة وإلا احترق كل شيء."