شهادة حصرية من الزبداني "كيف ردعنا جيش بشار الأسد"
بعد أكثر من أسبوع من المعارك، انسحبت دبابات الجيش السوري من مدينة الزبداني الواقعة على الحدود السورية-اللبنانية. وصف لنا مراقبنا هناك أن جنودا منشقين ومسلحين تمكنوا من ردع دبابات الجيش السوري، ولكنهم لن يستطيعوا المحافظة طويلا على مواقعهم.
نشرت في: آخر تحديث:
بعد أكثر من أسبوع من المعارك، انسحبت دبابات الجيش السوري من مدينة الزبداني الواقعة على الحدود السورية-اللبنانية. وصف لنا مراقبنا هناك أن جنودا منشقين ومسلحين تمكنوا من ردع دبابات الجيش السوري، ولكنهم لن يستطيعوا المحافظة طويلا على مواقعهم.
الزبداني مدينة واقعة على ارتفاع نحو 1200 متر وعلى بعد 45 كم غربي دمشق. وكانت المدينة منذ أكثر من أسبوع ميدانا لمواجهات دامية بين الجيش السوري والمنشقين الذين احتموا بالمدينة، بعضهم أتى منذ أشهر.
وخلافا لكل ما كان متوقعا، أعلن ناشطون مساء الخميس أن دبابات الجيش السوري والعربات المدرعة التابعة لجنود بشار الأسد بدأت في الانسحاب إلى ثكنات تبعد عشرات الكيلومترات عن المدينة. ويبدو أن بضع نقاط فقط للمراقبة حول الزبداني لا تزال تحت سيطرة الجيش السوري. وهو أول انسحاب للجيش السوري منذ بداية الاحتجاجات في مارس/آذار 2011. ويصفها الناشطون اليوم كـ"أول مدينة حرة في سوريا".
نشاهد من خلال هذه الصور التي نشرت على موقع "يوتيوب" في 19 يناير انسحاب قوات بشار الأسد من مدينة الزبداني.
"قوتنا تكمن في الجنود المستعدين للموت في سبيل الدفاع عن قضيتهم"
محمد علي هو أحد مؤسسي لجنة الثورة السورية في الزبداني. اتصلنا به أثناء تظاهره في وسط المدينة للاحتفال برحيل القوات.
خلال الأيام العشرة الأخيرة تحولت المدينة إلى ميدان معارك ضارية. لقد تم قصف العديد من الأحياء. قال البعض إن انسحاب الوحدات جاء بعد مفاوضات بين الجيشين لكن هذا غير صحيح، فإن قوة ومقاومة مقاتلينا والجنود المنشقين هي التي ردعت دبابات الجيش السوري.
وصل الجنود المنشقون مجموعات مجموعات، وبالخصوص خلال الشهرين الماضيين. واختاروا الزبداني لأنهم يعلمون أن أغلب الناس هنا يمتلكون الأسلحة وأن المدينة قادرة بالتالي على الدفاع عن نفسها في حال أي هجوم. إن الأسلحة متواجدة هنا بكثرة لأننا على بعد بعض كيلومترات فقط عن الحدود اللبنانية والعديد من الأسلحة وصلت إلى هنا خلال الحرب الإسرائيلية اللبنانية في 2006. وبما أن المنطقة حدودية فهي نقطة عبور لتجارة متنوعة. ولكننا في النهاية لا نملك سوى مسدسات وبنادق من نوع أ.ك.47.
والسبب الإضافي الذي أتاح لجنودنا ردع الجيش السوري هو أننا في منطقة جبلية فيها غابات كثيرة، على عكس درعا التي يسهل على القوات العسكرية اقتحامها. أما هنا ففي وسع الجنود المنشقين الاختباء بفضل تضاريس المدينة وتحضير هجومهم المضاد. وفي إمكاننا تزويدهم بانتظام بالأكل واللباس.
"دون مساعدة دولية لن نستطيع الصمود طويلا في وجه دبابات الأسد"
نحن لا نملك رشاشة ولا دبابات ولكن المنشقين كلهم مستعدون للموت دفاعا عن قضيتهم، في حين تواصل في المقابل عديد العناصر من الجيش السوري القتال لأنها تعرف أنها إذا انشقت سينتقم الجيش من عائلاتها، ولكنهم لا يملكون مثل تلك العزيمة التي يتحلى بها أولئك الذين يقاومون من أجل الحرية.
ولكننا رغم ذلك لن نستطيع الصمود طويلا، ربما أسبوع آخر فقط لا أكثر. فجنود بشار الأسد لا يبعدون كثيرا عن هنا وفي حال هاجمونا ثانية ستنفذ ذخيرتنا وسيستعيدون السيطرة على المدينة.
وإذا صوت المجتمع الدولي من أجل منطقة حظر جوي، سيتيح ذلك لجزء من جنود الجيش السوري الانشقاق والالتحاق بنا في الزبداني. أما اليوم يرغب العديد منهم في الانضمام إلينا لكنهم يعلمون جيدا أن الجيش السوري سيقصف حينها المدينة. لذلك فإن المساعدة الدولية هي اليوم أملنا الوحيد".