اليمن

250 كيلومترا سيرا على الأقدام للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح

 عشرات الآلاف من اليمنيين خرجوا من مدينة تعز جنوبي البلاد يوم الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول ليصلوا اليوم إلى العاصمة صنعاء. هؤلاء لم يحيدوا عن هدفهم الأول رغم توقيع اتفاق انتقالي بين الرئاسة والمعارضة، فهم لا يطالبون فقط بالإطاحة الكاملة بالنظام ولكن كذلك محاكمة المسؤولين عن إراقة دماء المتظاهرين.

إعلان

عشرات الآلاف من اليمنيين يتوجهون إلى صنعاء حاملين لافتة "مسيرة الحياة".

 

عشرات الآلاف من اليمنيين خرجوا من مدينة تعز جنوبي البلاد يوم الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول ليصلوا اليوم إلى العاصمة صنعاء. هؤلاء لم يحيدوا عن هدفهم الأول رغم توقيع اتفاق انتقالي بين الرئاسة والمعارضة، فهم لا يطالبون فقط بالإطاحة الكاملة بالنظام ولكن كذلك محاكمة المسؤولين عن إراقة دماء المتظاهرين.

 

250 كيلومترا يقطعها المتظاهرون سيرا على الأقدام في ظرف أربعة أيام، في إطار ما سموه "مسيرة الحياة"، مسيرة تنظم بعد مرور قرابة شهر على توقيع اتفاق الرياض من قبل الرئيس علي عبد الله صالح. وتبعا لهذا المبادرة، فإن الرئيس علي عبد الله صالح سيحافظ على منصبه الرئاسي بصفة شرفية لمدة 90 يوما قبل تسليم السلطة لنائبه. وسيتولى نائب الرئيس السلطة طوال سنتين حتى انعقاد الانتخابات التشريعية والرئاسية. وقد ندد عدد كبير من المتظاهرين بهذا الاتفاق، خاصة وأنه يسمح للرئيس علي عبد الله صالح وأفراد عائلته الذين يمسكون بزمام السلطة من الإفلات من المحاكمة.

 

المشاركون يؤدون القسم ويعدون بالوفاء للثورة قبل انطلاق المسيرة.

"لن نعود إلى تعز دون تحقيق أهداف المسيرة"

باسل السقف من شباب الثورة في تعز ومن المشاركين في مسيرة الحياة.

 

شباب الثورة في تعز هم من نادوا بهذه المسيرة لأنهم رفضوا مبادرة الخليج منذ البداية. لم نفتأ نتطرق إلى الأمر حولنا بشتى الطرق، فكنا نحدث زملاءنا عنه، أو نرفع شعارات بهذه المسيرة، أو نتواصل مع بقية سكان المدينة بهذا الشأن. المشاركون في هذه المسيرة هم أساسا من شباب الثورة، رجالا ونساء، وكذلك منهم حقوقيون وأطباء. انضم إلينا أيضا شباب من أحزاب المعارضة قد انفصلوا عن القيادات [وذلك بعد أن وافقت معظم أحزاب المعارضة على إمضاء اتفاقية الخليج]. بيد أن انقطاع الكهرباء حال دون قدرتنا على نشر الخبر في المحافظات الأخرى. عدد قليل من شباب الثورة في هذه المحافظات كان يعلم بقبولنا لكن أغلب الأهالي كانوا يفاجؤون بذلك، فالخبر ينتشر يوما بيوم.

 

انطلاق المسيرة من تعز ليس من قبيل الصدفة فمدينتنا كانت سباقة في الالتحاق بالمتظاهرين منذ بداية الاحتجاجات نهاية يناير/كانون الثاني. ناهيك عن عدد الشهداء الذين سقطوا في صفوفنا.

 

 

انطلقت المسيرة يوم الثلاثاء من ساحة الحرية في تعز وقد قررنا قطع هذه المسافة الهائلة سيرا على الأقدام ليكون للمبادرة بعد رمزي أكبر، أما السيارات التي ترافقنا فهي مخصصة للنساء. حططنا الرحال أول الأمر بمدينة القاعدة ومنها إلى مدينة إب حيث قضينا الليلة. وفي يوم الأربعاء، توقفنا في مدينة اليريم. أما البارحة، الخميس، فقد قضينا الليل في زمار وها نحن اليوم في صنعاء. في كل مدينة، ننام في المساجد وفي قاعات الأفراح وننصب الخيام في الساحات. أما من ناحية الأكل والشرب، فلم نثقل كاهلنا كثيرا بهذه المسألة لثقتنا بحس التعاون والتآزر الذي يتسم به المجتمع اليمني. فكل ما توقفنا في مكان ما، استقبلنا الأهالي بصدر رحب [ونحن نهاتف مراقبنا، كنا نسمع صرخات الفرح وإطلاق النار في الهواء ترحابا بحلول المتظاهرين]. وفي كل مدينة، كان الأهالي ينضمون إلى صفوفنا، حتى أن وفودا خرجت من الحديدة والبيضاء على متن سيارات وانضموا كذلك من صنعاء.

 

 

"هدفنا اليوم وخلال الأيام القادمة هو الاعتصام أمام المباني الحكومية المهمة كمجلس الوزراء أو القصر الجمهوري وشل حركة المدينة. وسنطالب مع متظاهري صنعاء بالإطاحة الكاملة بهذا النظام وبناء دولة مدنية عصرية. لم نأت هنا لمجرد التظاهر فبوسعنا أن نقوم بذلك في تعز. لكننا مصممون ألا نعود أدراجنا دون تحقيق أهداف المسيرة."