ناشط من حمص: "سأروي لمراقبي الجامعة العربية ما رأيته من تعذيب خلال فترة اعتقالي"
تبعا لما جاء به اتفاق الجامعة العربية فإن السلطات السورية ستسمح لمراقبين الدخول إلى ترابها ابتداء من يوم الخميس ولمدة شهر. مراقبون لن يسمح لهم بزيارة المواقع الحساسة كالمراكز العسكرية. إلا أن المعارضة لا ترى في هذه التحركات سوى محاولة لربح الوقت. رغم ذلك، فإن مراقبنا مصمم على أن يفعل ما بوسعه للقاء هذه البعثة.
نشرت في: آخر تحديث:
متظاهرون في دمشق يوم الإثنين، بعيد الإعلان عن إمضاء سوريا لاتفاق الجامعة العربية.
تبعا لما جاء به اتفاق الجامعة العربية فإن السلطات السورية ستسمح لمراقبين بالدخول إلى ترابها ابتداء من يوم الخميس ولمدة شهر. مراقبون لن يسمح لهم بزيارة المواقع الحساسة كالمراكز العسكرية. إلا أن المعارضة لا ترى في هذه التحركات سوى محاولة لربح الوقت. رغم ذلك، فإن مراقبنا مصمم على أن يفعل ما بوسعه للقاء هذه البعثة.
وقد تزامن إمضاء هذا الاتفاق مع سقوط عدد كبير من الشهداء يوم الإثنين إذ قتل خلال ذلك اليوم حسب المعارضة أكثر من 100 شخص، من بينهم أكثر من 60 جندي منشق شمالي البلاد.
من جهتها أكدت الجامعة العربية أن مراقبيها سيتمتعون بحرية التنقل التامة ولكنهم سيكونون "تحت حماية النظام السوري". والهدف من هذه العملية هو التثبت من أن مبادرة السلام التي وضعتها الجامعة تم احترامها. وقد طالبت المنظمة بإيقاف القمع وإجلاء الشوارع من الجيش والسماح للصحافيين والعاملين لدى المنظمات الإنسانية بالدخول للبلاد. وبعد شهر من حضور المراقبين، يمكن تجديد الاتفاق لمدة شهر آخر شرط مصادقة الطرفين. وينتظر قدوم الوفد الأول يوم الخميس تأهبا لقدوم المراقبين مع نهاية ديسمبر/كانون الأول.
في بادئ الأمر، ماطل النظام السوري طوال أسابيع على إمضاء هذا الاتفاق. ولكنه وافق أخيرا بعد أن هددت المنظمة العربية بنقل المسألة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد أفاد مسؤولون سوريون أن روسيا التي تعد في سجل حلفاء الأسد قد حثت النظام السوري على إمضاء هذا الاتفاق.
متظاهرون في دمشق يوم الإثنين، بعيد الإعلان عن إمضاء سوريا لاتفاق الجامعة العربية.
"أخشى أن لا يسمح النظام للمراقبين إلا بزيارة الأماكن التي لم يطلها قمع السلطات"
رامي ناشط حمصي.
شخصيا لا أثق في النظام للوفاء بالوعود التي قدمها للجامعة العربية، كما أنني متأكد أنه سيماطل في كل مرحلة عساه يعرقل مجرى الاتفاق. أهالي حمص يكادون يجزمون أن كل ما تسعى إليه السلطات هو ربح الوقت حتى تنجح في قمع الاحتجاجات قبل أن أي تدخل أجنبي فعلي، وهو ما يفسر مواصلة القتل حتى بعد إمضاء الاتفاق، ناهيك عن تواجد القناصة. إننا لا ننتظر أي تغيير.
من الجيد أن يتمكن مراقبون دوليون من القدوم إلى سوريا لكنني أخشى أن يتم التلاعب بهم وأن لا يسمح النظام للمراقبين إلا بزيارة الأماكن التي لم يطلها قمع السلطات. هناك إشاعات تكاد ترنو إلى الخبر المؤكد مفادها أنه سيتم نقل المعتقلين من السجون إلى المواقع العسكرية حيث لن يتمكن المراقبون من التواصل معهم.
أما في حالة تمكن وفد الجامعة العربية من الوصول إلى حمص، فإننا مستعدون لاستقبالهم. ففي بداية الأسبوع، قمنا بتشكيل لجنة للتواصل معهم وهدفنا هو تمكينهم من لقاء معتقلين تم الإفراج عنهم وكذلك مصابين من كبار وأطفال وعائلات الضحايا. نريدهم أن يحصلوا على شهادتهم. سأروي لهم بدوري ما رأيته من تعذيب خلال فترة اعتقالي.
إذا سمح للمنظمات الإنسانية كذلك الدخول، فعليهم أن يذهبوا أولا إلى حمص وحماة ودرعا وإدلب وريف دمشق، لكونها أكثر المدن التي عانت من القمع. الأولوية الآن هي للنجدة الطبية ثم يأتي بعد ذلك الغذاء والمحروقات، التي عانينا من قلتها في المدة الأخيرة."
متظاهرون يضرمون النار في شوارع دمشق يوم الإثنين بعيد الإعلان عن إمضاء الاتفاق.