سوريا

المعارضة السورية تمضي قدما في الإضراب

 منذ يوم الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول وبعض المدن السورية في إضراب عام. بعد المظاهرات والاعتصامات، هاهي طريقة جديدة للضغط على النظام وذلك بأمل أن يطال الحراك كامل أنحاء البلاد.

إعلان

لقطة من تسجيل يظهر الإضراب في الحولة، على بعد 20 كيلومترا من حمص.

 

منذ يوم الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول وبعض المدن السورية في إضراب عام. بعد المظاهرات والاعتصامات، هاهي طريقة جديدة للضغط على النظام وذلك بأمل أن يطال الحراك كامل أنحاء البلاد.

 

وقد قامت بالإضراب مدن حمص ودرعا وحماه وإدلب كما انضم عدد من تجار وطلبة دمشق الإضراب حيث أفاد شهود عيون أن عناصر من الأمن حاولوا كسر أقفال المتاجر.

 

وتواصل المعارضة السورية محاولة الضغط على نظام بشار الأسد. وقد أكد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا لحقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة أن عدد ضحايا القمع في سوريا قد تجاوز 5000 قتيل.

 

 

"هذا الإضراب آخر فرصة للتحرك السلمي"

زياد معارض من مدينة حمص وهو يدير صفحة قناة حمص الحرة.

 

أعلن عن الإضراب خلال يوم الجمعة المنصرم تحت اسم "جمعة إضراب الكرامة". وقد كانت المبادرة من اقتراح شباب الهيئة العامة وهو تجمع شباب جميع التنسيقيات بسوريا. كما أيدت ذلك صفحات الثورة على الانترنت والمجلس الوطني.

 

هذا الإضراب آخر فرصة للتحرك السلمي إذ لا أظن الشعب لا يزال قادرا على تقديم عمل سلمي بعد هذا وقد استنفذ جميع الوسائل من مظاهرات واعتصامات وإضرابات. خاصة وأن قوات الجيش تسعى لمحاصرة الأحياء وقطع التواصل بين الحارات حتى استعصى على المتظاهرين أن يجتمعوا بأعداد هائلة في الساحات الرئيسية للمدينة كتلك المظاهرات التي شهدناها في الأشهر الأولى. وعلاوة على كل هذا، فإن المواطنين الذين يخرجون للتظاهر يخاطرون بأنفسهم ويسعون إلى موت شبه محقق. أما الإضراب فيمكن من ضم الخائفين وبذلك توسيع الحراك.

 

الدعوة إلى الإضراب قبل أيام مكنتنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة حيث أمنا مثلا في بيتنا مؤونة تكفي لعشرة أيام. أما في الأحياء الشعبية، فإن السوبر ماركت يفتح لمد الأهالي بالمواد الأساسية لا غير التي نكتفي بها. كما أن المخابز تفتح هناك نصف دوام. وقد سهر شباب من الناشطين على تخصيص مستودع للطحين والأرز والماء الصالح للشرب والأدوية الأساسية لكل عائلة والإسعافات الأولية وذلك في حالة استمرار الإضراب أياما عديدة.

 

قد يستغرب البعض من تمتعنا بما يكفي من المال والموارد والحال أننا نعاني من حضور وقمع قوات الأمن منذ أشهر. في الحقيقة، هناك من أصدقائنا ومن أبناء المدينة من يعمل في بلدان الخليج كالمملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة وهم يرسلون إلينا بطريقة منتظمة بعض المال من خلال مكاتب التحويل.

 

من الطبيعي أن مبادرة كهذه استشاطت غضب الجيش الذي خرج يأمرنا بمكبرات الصوت بفتح المحلات وإلا كسروا أقفالها كما فعلوا في مدن أخرى مثل حماه. حتى الآن، لم نعرف أعمالا مشابهة في حمص ولكننا مصممون على المضي قدما في الإضراب."

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحفية في قناة فرانس 24.