سوريا

حمص المدينة الشهيدة

 أمس وعدت دمشق الجامعة العربية بوقف القمع والإفراج عن المعتقلين. مراقبونا في حمص، في الوسط الغربي للبلاد، يقولون إن هذه الوعود لم تغير شيئا على الأرض، بل على العكس. فقد فجرت أحياء كاملة بالقنابل البارحة وانتشر الجنود في كل مكان.

إعلان

 

أمس وعدت دمشق الجامعة العربية بوقف القمع والإفراج عن المعتقلين. مراقبونا في حمص، في الوسط الغربي للبلاد، يقولون إن هذه الوعود لم تغير شيئا على الأرض، بل على العكس. فقد فجرت أحياء كاملة بالقنابل البارحة وانتشر الجنود في كل مكان.

 

وفق التقارير الأخيرة سقط 20 مدنيا يوم الخميس في حمص. وتظهر التسجيلات التي صورها أهالي حمص دبابات تستهدف بنايات سكنية، كما يسمع بوضوح دوي الانفجارات.

 

قصف لحي بابا عمرو.

"الجنود يقومون بدوريات ويقصفون واجهات المساكن"

منى (اسم مستعار) طالبة من حمص.

 

منذ ثلاثة أيام تتعرض مدينتي للعنف بلا هوادة على يد الجيش. الحياة مشلولة هنا. منذ يوم الأربعاء، أرى دخانا أسود يعكر صفو السماء. ومنذ مطلع فجر اليوم عاد الدخان من جديد. أما حي بابا عمرو فقد دكته الدبابات. وهذا الحي مستهدف لأنه كان نقطة الانطلاقة لمعظم المظاهرات ولأن العديد من الجنود المنشقين اتخذوه ملاذا.

 

دبابة تقصف مبنى سكنيا في حمص.

 

 

ولم تسلم أحياء أخرى، مثل البياضة والخالدية، من القصف. فالجنود يقومون بدوريات ويقصفون واجهات المساكن أو السيارات التي تحاول مغادرة الأحياء المستهدفة.

 

صباح البارحة، أقام الجيش حواجز تفتيش جديدة. ودخلت المدينة أيضا مركبات نقل الجنود مثل مدرعات "بي تي آر". إن هدفهم دفع السكان إلى مغادرة حمص، لكن قليلون هم من يستسلمون لهذه الضغوط.

 

الحقيقة أن وعود بشار بسحب الجيش من المدن والأحياء السكنية ليست سوى ذر الرماد في العيون. ففي حمص لم يتغير شيء. أظن أن قبوله باقتراحات الجامعة العربية لا يعدو أن يكون محاولةً لربح الوقت. لأن انسحاب الجيش من حمص، يعني نهاية النظام حقا. فإذا حدث ذلك فسينزل الجميع إلى الشارع، إذ لن يعود هناك مجال للخوف."

 

 

قصف على بابا عمرو.