نسوة اليمن هل يحيين الأمل في انتصار الثورة؟
هل ستصبح النساء اليمنيات رمز الخلاص للثورة والثوار اليمنيين؟ لم تكد تمر عدة أيام على نشر فيديو يظهر مقتل متظاهرة برصاص قناص إلا وقامت قيامة النساء اليمنيات اللواتي بدأن في الاحتشاد وتعبئة صفوفهن بقوة.
نشرت في: آخر تحديث:
صورة: نساء يمنيات تجمعن في صنعاء بعد الإعلان عن مقتل القذافي، ويتمنين نفس المصير لعلي عبد الله صالح
هل ستصبح النساء اليمنيات رمز الخلاص للثورة والثوار اليمنيين؟ لم تكد تمر عدة أيام على نشر فيديو يظهر مقتل متظاهرة برصاص قناص إلا وقامت قيامة النساء اليمنيات اللواتي بدأن في الاحتشاد وتعبئة صفوفهن بقوة.
كان موت عزيزة عثمان، البالغة من العمر ٥٢ عاما، برصاصة قناص في الرأس أثناء مشاركتها في مسيرة بتعز مناهضة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح في ١٦ أكتوبر الجاري، كان من الممكن أن يمر مرور الكرام في ظل حملة القمع الدموية التي يمارسها النظام اليمني بلا هوادة ضد حركة الاحتجاجات المناوئة له. ولكنه بدلا من ذلك فتح الأبواب لتدفق سيل من النساء اليمنيات إلى الشوارع.
رجاء الانتباه بعض المشاهد قد تكون مؤلمة.
يأتي اغتيال عزيزة عثمان في وقت يشهد فيه الوضع الحالي على الأرض تدهورا وتصاعدا غير مسبوق في درجة العنف الدموي؛ فخمسة وعشرون شخصا على الأقل قد قتلوا على أيدي أتباع صالح منذ ١٥ من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ردة فعل النسوة اليمنيات لم تتأخر كثيرا، ففي ١٧ من أكتوبر خرج الآلاف منهن إلى شوارع العاصمة صنعاء غير آبهات بالتهديدات الحكومية ليتظاهرن أمام مبنى وزارة الخارجية. وفي تلك الأثناء كان طابور طويل من نسوة تعز يجوب الشوارع هناك تحية لذكرى أول امرأة شهيدة في المدينة.
لم يقتصر صدى صرخة النسوة اليمنيات على جنبات بلادهن فتخطى حدود القارات بل وحتى حدود البحار والمحيطات ليسمع في نيويورك. ففي اليوم التالي على خروجهن استغلت الناشطة اليمنية المعروفة توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، مطاردة وسائل الإعلام العالمية لها وشاركت في تجمع مؤيد للنساء اليمنيات ومناهض للرئيس صالح أمام مقر الأمم المتحدة.
"دورنا اليوم لا يقل أهمية عن دور شيوخ القبائل في هذه الثورة"
الدكتورة جميلة الكاملي ناشطة تعيش بالعاصمة صنعاء
كنت واحدة من المشاركات في التظاهرة أمام وزارة الخارجية. نحن المتظاهرات لا نعرف لماذا قتلت عزيزة عثمان؟ وهل قتلت عرضا أم أن القناص كان يريد قتلها بالتحديد؟ لكن ما نحن مقتنعون به هو أنه كان يريد إصابة امرأة … أية امرأة. وحتى نحن عندما خرجنا للتظاهر سلميا لم نسلم من تحرشات بلطجية ومجرمي علي عبد الله صالح.
مطالبنا كانت واضحة ومحددة ولا تختلف عن مطالب المتظاهرين الآخرين: رحيل علي عبد الله صالح ومزيد من حرية التعبير.
وضع المرأة تغير تغيرا ملموسا منذ بدأت حركة الاحتجاجات في فبراير الماضي، فقبل ذلك التاريخ كان من المستحيل علينا أن نخرج بمفردنا لشراء حاجياتنا من المتجر المجاور لمنزلنا، أما اليوم فإننا نمارس دورا لا يقل أهمية عن دور شيوخ القبائل في هذه الثورة. اليوم ينظر إلينا الناس بشكل مختلف فقد أصبحوا واعين بأنه من الصعب جدا أن تصنع ثورة دون مشاركة الجنس اللطيف الذي يمثل نصف السكان فيها.
لقد سمعت أيضا عن التظاهرة التي قادتها توكل كرمان في نيويورك. إنها امرأة عظيمة ونحن نجلها ونقدرها، فهي متعلمة وتضرب لنا مثالا حيا على كيفية تغيير الأوضاع ليس بالأقوال فقط بل بالأفعال أيضا وبشكل سلمي. إن انتشار التظاهرات المؤيدة لنا في جميع أنحاء العالم لهو خير دليل على مشروعية مطالبنا ومشروعية الطريقة السلمية التي نتبعها في نضالنا. فمن السهل على أي يمني أن يحمل السلاح ولكننا اخترنا أن تكون ثورتنا سلمية”.
توكل كرمان أثناء التظاهرة في مدينة نيويورك الأمريكية.
"كلما تشبث صالح أكثر بالسلطة كلما أصبحت وسائله أكثر وحشية"
مريم علي ناشطة نسائية مسلمة من أصل يمني وتقطن في لندن حاليا
عزيزة عثمان امرأة كانت تشارك في تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح عندما تلقت رصاصة في الرأس فسقطت صريعة … في رأيي: هدف القناص كان واضحا ألا وهو تخويف المرأة اليمنية لمنعها من المشاركة في التظاهرات. لقد بات الأمر جليا فكلما تشبث صالح أكثر بالسلطة كلما أصبحت وسائله أكثر وحشية. وهو السبب الذي يعلل لماذا يستهدف النظام مزيدا من النساء والأطفال كل يوم.
ولكن ما حدث كان خلافا لما توقع المخططون، فاغتيال عزيزة دفع بآلاف النسوة اليمنيات للنزول إلى الشوارع. كما أن أثار هذا الخروج بدأت في الانتشار عالميا وسنقوم بتنظيم تظاهرة ضخمة في ٣٠ أكتوبر المقبل بساحة ترافلغار لإدانة اغتيال عزيزة عثمان وإعلان تضامننا مع النسوة اليمنيات“.
تظاهرة نسائية في تعز للتنديد باغتيال عزيزة عثمان.
مجموعة من المتظاهرات اليمنيات بصنعاء بعد إعلان خبر مقتل معمر القذافي. نشرتها منظمة آفاز.