اليمن

اليمن من الأزمة السياسية إلى الأزمة الغذائية

 بينما تشهد العاصمة صنعاء قمعا لم يسبق لسكانها بمثله منذ بداية الاحتجاجات في اليمن، هاهي الأزمة الغذائية ترصد بقية البلد إذ أعلنت مؤخرا المنظمات غير الحكومية أن ثلث اليمنيين لا يجدون قوت يومهم.

إعلان

صنعاء سنة 2009. الصورة من التقاط Alexbip

 

بينما تشهد العاصمة صنعاء قمعا لم يسبق لسكانها بمثله منذ بداية الاحتجاجات في اليمن، هاهي الأزمة الغذائية ترصد بقية البلد إذ أعلنت مؤخرا المنظمات غير الحكومية أن ثلث اليمنيين لا يجدون قوت يومهم.

 

لم يكن الوضع الاقتصادي لليمن مستقرا حتى قبل بداية الاحتجاجات ضد نظام علي عبد الله صالح في يناير/ كانون الثاني المنصرم. فاليمن يعد من أفقر بلدان العالم العربي وقد أعرب النظام الغذائي العالمي عن قلقه بشأن الوضع في البلاد حيث كان ثلث السكان يشكو من سوء التغذية سنة 2010.

 

تطورت الحالة من سيء إلى أسوأ خلال الأشهر الستة الأخيرة في ظل الأزمة السياسية التي يعيشها اليمن، فارتفعت أسعار البنزين والمواد الغذائية –علاوة عن الارتفاع الذي شهدته مؤخرا بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. كما علقت منظمات عديدة مساعداتها بسبب خطورة الوضع الأمني والفساد المالي المنتشر في المنطقة.

 

في ظل هذه الظروف، أطلقت المنظمة العالمية أوكسفام إشارة إنذار حول خطر أزمة غذائية وخصت بالذكر مدينة الحديدة غرب البلاد حيث تعيش العائلات على الخبز والأرز ولا يحظى السكان بثلاث وجبات في اليوم. تقييم صادقت عليه منظمة الأمم المتحدة للأطفال اليونيسف التي قارنت الكارثة التي تهدد اليمن بتلك التي يعيشها الصومال حاليا.

 

اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن يوم الأحد 18 سبتمبر/أيلول في صنعاء.

"الأطفال باتوا يعملون عوض الذهاب إلى المدرسة"

مريم حسين أبو بكر العطاف، 40 سنة، أستاذة في معهد بالحديدة انضمت إلى الاحتجاجات.

 

 

إن أسعار مواد الغذائية ارتفعت بشكل خيالي فمثلا ارتفع سعر نصف كيلوغرام من الحليب المجفف من 1500 ريال [5 يورو] إلى 2500 ريال [8.5 يورو]. أما الخبز، فإن لم يزدد سعره فقد قل وزنه.

ارتفاع مستوى العيش هنا دفع بعائلات كثيرة إلى إخراج أطفالهم من المدرسة لإرسالهم إلى العمل: الأولاد يقومون بأعمال صغيرة بينما الفتيات يتسولن فقد أضحت ظاهرة التسول آفة في المدينة.

 

مدينة الحديدة تشكو كذلك أزمة كهرباء وماء. لم نعد نتمتع بالماء الصالح للشرب في بيوتنا ما يجبرنا على اقتناء خزانات ماء يبلغ سعر الواحد منها خمسة آلاف ريال [17 يورو] مقابل 3 متر مكعب من الماء.

 

ارتفعت كذلك أسعار البنزين ما زاد الطين بلة [أعلنت السلطات اليمنية في مايو/ أيار الماضي أنها ستعلق إنتاج النفط بسبب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وبما أن اليمن يستورد 90 بالمئة من استهلاكه الغذائي فإن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار النقل]. حتى الشباب الذي كان في الماضي ينقل البضاعة على دراجات نارية أصبح يواجه صعوبات كبيرة في العمل.

 

مدينة الحديدة تعاني أكثر من غيرها جراء هذه الأزمة، ذلك أن السكان هنا كانوا يعانون من الفقر والبطالة قبل بداية الاحتجاجات.

 

سكان المدن المجاورة يقدمون لنا يد المساعدة قدر المستطاع لكننا لم نتلق أي مساعدة من طرف المجتمع الدولي ولا من طرف جامعة الدول العربية [نددت الجامعة في مارس/ آذار المنصرم بمقتل المدنيين في اليمن لكن اليمنيين يرونها اليوم تركز أكثر على ما يجري في ليبيا وسوريا]. وكأننا غير موجودين على الخريطة.

 

من البديهي أن تصعيد العنف في صنعاء والمدن الأخرى يزيد الأمر تعقيدا بالنسبة لنا لكن لا بديل لنا اليوم في الوضع الراهن، من مواصلة ثورتنا حتى النهاية."

 

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة وغاييل فور، صحافيتان في فرانس 24.