سوريا

على أعتاب دمشق ... دوما البلدة التي لا تقهر

 بينما يتصاعد قمع السلطات السورية المنصب خاصة على المدن الكبيرة يوما وراء آخر، تعيش العاصمة السورية وضعا هادئا لا يعكره صفو التظاهرات. النظام استطاع خنق الثورة هناك في مهدها لكن ذلك لم يتخط بالفعل حدود المدينة لأنه على بعد بضعة كيلومترات وبالتحديد في بلدة دوما، لا تتوقف وتيرة التظاهرات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد عن التسارع. اقرؤوا المزيد...

إعلان

لقطة من مظاهرة في دوما.

 

بينما يتصاعد قمع السلطات السورية المنصب خاصة على المدن الكبيرة يوما وراء آخر، تعيش العاصمة السورية وضعا هادئا لا يعكره صفو التظاهرات. النظام استطاع خنق الثورة هناك في مهدها لكن ذلك لم يتخط بالفعل حدود المدينة لأنه على بعد بضعة كيلومترات وبالتحديد في بلدة دوما، لا تتوقف وتيرة التظاهرات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد عن التسارع.

 

كانت بلدة دوما الزراعية الصغيرة، والواقعة على بعد خمسة عشر كيلو مترا من العاصمة دمشق، واحدة من أوائل المدن التي انتفضت ونظمت التظاهرات في بداية الحركة الاحتجاجية منذ ستة شهور. وحسبما يقول سكانها فإن 300 مدني و45 عسكريا سقطوا قتلى فيها منذ مارس الماضي.

 

وضع البلدة اليوم معقد، فهي محاطة بنقاط التفتيش العسكرية من جميع جوانبها والجنود يذرعون شوارعها ذهابا وإيابا ومع ذلك لم يستسلم سكانها لتلك الأوضاع. ويوم الاثنين الماضي نزلت منهم أعداد كبيرة لتشييع جثة صبي يبلغ من العمر 12 عاما سقط عندما فتحت قوات الأمن النار عليهم في إحدى التظاهرات.

 

جنازة الطفل الذي قتل في 12 سبتمبر/ أيلول. نشر هذا التسجيل على موقعYouTube.

"السلطات تكثف جرعة القمع لبلدة دوما خوفا من انتشار عدواها إلى العاصمة دمشق"

محمود رئيس تنسيقية الثورة السورية في دوما.

 

الأسباب الحقيقية وراء ذلك الخروج المتكرر لسكان دوما هي الشعور بالنبذ وقلة الأهمية في عيون السلطات، فالرئيس السوري أعلن مرارا وتكرارا عن حزمة كبيرة من الإصلاحات لم يتحقق واحد منها إلى اليوم وخاصة إصلاح السكن. وهم يعتقدون أنهم لا يمثلون أولوية للنظام لأن معظمهم فلاحون والقليل منهم موظفون في الحكومة. جنود الجيش وقوات الأمن والشبيحة أصبح لهم وجود دائم في البلدة ويستخدمون وسائل قمع غير موصوفة كلما كثر عدد التظاهرات وعدد المشاركين فيها.

 

ولأننا لم نر طيلة حياتنا لا دبابات ولا مدرعات في بلدتنا، فأنا أعتقد أن النظام يزيد ويكثف من جرعة القمع والعنف خوفا من امتداد التظاهرات إلى العاصمة. لقد انطلقنا في مسيرة لا تبعد كثيرا عن دمشق وكان رد فعل السلطات مفرطا في القوة والعنف. وأي محاولة للاحتجاج في العاصمة يتم قتلها فورا في المهد.

 

الجيش في دوما. نشر هذا التسجيل على موقع YouTube.

 

 

"إنها حرب نفسية حقيقية"

 

ومن أجل إحكام السيطرة كليا على البلدة، أقامت السلطات 13 نقطة تفتيش حولها وتقوم بمراقبة الشوارع والطرقات بتركيز شديد، ولا يمر إنسان دون إبراز بطاقة هويته، كما أن معهم قوائم بأسماء نشطاء مطلوبين. ويقومون بالتحقق مما إذا كان أحد السكان صور التظاهرات أم لا. بعض السكان صرحوا بأن رجال الشرطة قد سطوا على ممتلكاتهم الشخصية. الهدف من كل ذلك هو الضغط على المواطنين حتى يتوقفوا عن التظاهر ... أحد أساليب الحرب النفسية.

 

ولكننا هنا في دوما نرد بكل الطرق المتاحة لدينا، فالمعارضة جيدة التنظيم كما تقوم بعمل مناورات ذكية لتضليل قوات الأمن عبر تغيير مواعيد التظاهرات في آخر دقيقة واختيار أوقات لا تخطر على بال كالصباح الباكر أو الليل المتأخر ونبغي من وراء ذلك جعل قوات الأمن في حالة تأهب دائم وعدم حصولهم على أي قدر من الراحة."

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في قناة فرانس 24.