سوريا

مجموعة من تسجيلات هواة تعرض محاولة فاشلة لإسعاف متظاهرين مصابين

 من خلال أربعة تسجيلات نشرت على موقع يوتيوب، تمكنا من إعادة صياغة حادثة شهدتها مدينة حمص، وسط سوريا، حيث يستهدف الجيش السوري السيارات المدنية التي تنقل المصابين.

إعلان

 

من خلال أربعة تسجيلات نشرت على موقع يوتيوب، تمكنا من إعادة صياغة حادثة شهدتها مدينة حمص، وسط سوريا، حيث يستهدف الجيش السوري السيارات المدنية التي تنقل المصابين.

  

توفي 11 شخصا في مدينة حمص يوم 10 أغسطس/آب حسب ما أفادت به جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان السورية، وذلك إثر هجوم عسكري شنته القوات المسلحة على المدينة. وفي غياب أية تغطية صحفية لما يجري هناك، أضحت تسجيلات الهواة السبيل الوحيد لمعرفة ما يجري على أرض الواقع.

 

تم تصوير التسجيلين الأولين في حي بابا عمرو الذي شهد تدخلا قويا للجيش. التسجيل الأول من تصوير شخص انبطح أرضا لتفادي إطلاق النار ثم أخذ يتجه نحو سيارة متوقفة رمادية اللون تحمل على زجاجها الأمامي آثار الرصاص. ونرى كيف يقوم السائق ورفاقه بنقل جريحين خارج السيارة.

 

 

في التسجيل الثاني، يتواصل خيط الأحداث، حيث نرى نفس السيارة متوقفة في نفس المكان وقد تم نقل الجريحين على قارعة الطريق. ونلاحظ أن أحدهما، وهو يرتدي قميصا أسودا، لا يزال على قيد الحياة. بعد لحظات، تعود المجموعة لحمل المصابين على متن السيارة وقد توقف إطلاق النار.

 

حذار فهذا التسجيل يحتوي على مشاهد عنيفة.

 

  

ختام الأحداث يبلغنا من خلال التسجيلين الأخيرين، إذ نرى من زاويتين مختلفتين كيف أن جسدي المصابين مطروحين أرضا وقد لفظا أنفاسهما الأخيرة. استنادا إلى الثياب التي يلبسونها، يمكننا أن نستنتج أنهما نفس الشخصين الذين كنا نراهما في التسجيل السابق. ولا ينسى المتكلم ذكر اسميهما: وسام الدوش ومحمود الغنطاوي.

 

حذار فهذا التسجيل يحتوي على مشاهد عنيفة جدا

 

  

 

الوصل بين هذه المقاطع مكننا من فهم ما حدث ذلك اليوم: فقد استهدفت هذه السيارة برصاص الأمن بينما كانت تنقل مصابين، ما أجبر السائق على التوقف وإخلاء العربة من الركاب. وبمجرد أن توقف إطلاق النار، حاول السائق إسعافهما مجددا وحملهما للمستشفى لكنهما توفيا أثناء نقلهما.

 

هذه الطريقة في صياغة الأحداث تتوافق مع شهادات مراقبينا في سوريا الذين أكدوا لنا أن الجيش يمتهن إطلاق النار على السيارات التي تنقل المصابين. الأمر الذي يدعمه بيان صادر عن منظمة غير حكومية للأطباء يطالبون من خلاله بشار الأسد بالسماح لجرحى المظاهرات بالتمتع بالعلاج. كما أكدت هذه المنظمة أن قوات الأمن تراقب مداخل المستشفيات وأن المتظاهرين الجرحى يترددون في اعتياد أماكن العلاج مخافة التعذيب أو الاعتقال. نفس المصدر أكد أن 134 طبيبا اعتقلوا أو اختفوا منذ بداية الاحتجاجات في سوريا.