سوريا

شهادة متظاهرة من أمام السفارتين الفرنسية والأمريكية في دمشق

 تجمع متظاهرون مساندون لنظام الأسد الاثنين 11 يوليو/تموز أمام السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق للتعبير عن غضبهم إزاء قيادتي البلدين، ما يساهم في توتر العلاقات الدبلوماسية بين سوريا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية.

إعلان

متظاهرون سوريون يتسلقون حائط السفارة الأمريكية لرفع الأعلام الروسية والسورية مكان العلم الأمريكي. نشرت هذه الصورة على موقع فيس بوك.

 

تجمع متظاهرون مساندون لنظام الأسد الاثنين 11 يوليو/تموز أمام السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق للتعبير عن غضبهم إزاء قيادتي البلدين، ما يساهم في توتر العلاقات الدبلوماسية بين سوريا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من جهة ثانية.

 

ويعود هذا التصعيد في اللهجة بين الأطراف المذكورة إلى زيارة السفيرين الأمريكي والفرنسي إلى مدينة حماة، في الوسط الغربي للبلاد، خلال جمعة "لا للحوار" (8 يوليو/تموز). وكرد فعل على هذه المبادرة، قامت وزارة الخارجية السورية باستدعاء السفيرين لتعبر لهما عن استيائها كما نُظمت مظاهرات أمام السفارتين بدمشق وأمام مبنى القنصلية الفرنسية بحلب لمساندة النظام السوري. وخلال هذه الاحتجاجات، قامت مجموعة من المتظاهرين بإحراق العلم الفرنسي ورمي مبنى السفارة بالحجارة.

 

من جهتها، وردا على هذه الممارسات، قامت وزارة الخارجية الفرنسية باستدعاء لمياء شكور، السفيرة السورية في باريس، ما ساهم في إشعال نار غضب مساندي الرئيس السوري بشار الأسد.

 

ما فتئت فرنسا منذ أسابيع وهي تعبر عن قلقها بشأن ما يحدث في سوريا من عنف وقمع للاحتجاجات من قبل النظام. وفي 6 مايو/أيار الماضي، قرر الاتحاد الأوروبي تبني عقوبات ضد عدد من كبار المسؤولين السوريين المتورطين في أعمال العنف ضد المحتجين. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تحدثت عن عقوبات قد تتبناها ضد بشار الأسد شخصيا إذا لم يتنح عن الحكم أو يبادر بإصلاح سياسي حقيقي.

 

 

متظاهرون سوريون أمام السفارة الأمريكية. نشرت هذه الصورة على موقع فيس بوك.

"سوريا ليست ليبيا ولا اليمن"

نورة عاطلة عن العمل تسكن دمشق وهي ناشطة ضمن شبكة دمشق للأخبار (D.N.N) المساندة لبشار الأسد.

 

اجتمعنا أمام السفارة الأمريكية بدمشق عند حدود الساعة الحادية عشر. كنا قرابة ألفي متظاهر. في أول الأمر، رفعنا فقط شعارات ضد الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن قام أربعة شبان بتسلق حائط السفارة لرفع العلمين الروسي والسوري بدل الأمريكي [عارضت روسيا قرار تبني عقوبات ضد النظام السوري]. عندئذ، تدخلت قوات الأمن السوري وأطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريقنا.

 

توجهنا بعد ذلك إلى السفارة الفرنسية التي تقع على بعد بضعة مئات الأمتار من نظيرتها الأمريكية، وقد نجح متظاهران في التسلق لنزع العلم الفرنسي ورفع العلم السوري مكانه [اتصلت فرانس 24 بمصدر في السفارة الفرنسية الذي أكد لنا أنه تم نزع العلم الفرنسي قبل وصول المتظاهرين]. كرد فعل على هذه العملية، قام عناصر من قوات الأمن الفرنسي الموجودين على سطح مبنى السفارة بإطلاق النار علينا بالرصاص الحي [بينما أكد السفير الفرنسي أن إطلاق النار كان في الهواء بهدف تفريق المتظاهرين] ما تسبب في جرح متظاهرين واستشاطة غضب البقية. وبينما كانت قوات الأمن السوري تطلب منا إنهاء المظاهرة، اعتقل رجال أمن السفارة متظاهرين آخرين لمدة قصيرة [أبلغنا نفس المصدر في السفارة أن المتظاهرين تسللا داخل مبنى السفارة] ثم تفرقنا بعد ذلك بقليل [أكدت أخبار وكالات الأنباء والسفارة الفرنسية أن المظاهرات استمرت حتى الفترة المسائية حيث تتالت أفواج المتظاهرين أمام مبنى السفارة].

 

"كان الهدف من تحركنا أن نقول لفرنسا وللولايات المتحدة الأمريكية أن لا يحق لهما التدخل في الشأن السوري. زيارتهما لحماة ليست إلا محاولة لتفريق الشعب السوري لكن سوريا ليست ليبيا ولا اليمن ولا حاجة لنا بالنموذج الغربي للديمقراطية. سوريا بشار الأسد تعيش في أمن ورئيسنا رجل مثقف ذو مستوى تعليمي عال وهذا كفيل بأن يجمع الشعب حوله. كل ما نريده هو أن تتركونا نعيش بسلام".

 

متظاهرون سوريون يتسلقون حائط السفارة الأمريكية لرفع الأعلام الروسية والسورية مكان العلم الأمريكي. نشرت هذه الصورة على موقع فيس بوك.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في قناة فرانس 24.