المملكة العربية السعودية

السعوديون يثورون على "الرادارات المتحركة"

يهيم السعوديون حبا ويغرمون بالسيارات الكبيرة ذات السرعات العالية على الطرق السريعة، فليس من المثير للدهشة والحال هكذا أن تفسد بهجتهم الأجهزة المتحركة لرصد سرعة السيارات (الرادارات) التي دخلت الخدمة مؤخرا، خاصة أن ارتكاب أدنى مخالفة للسرعة سيكلفهم أموالا طائلة.

إعلان

 

يهيم السعوديون حبا ويغرمون بالسيارات الكبيرة ذات السرعات العالية على الطرق السريعة، فليس من المثير للدهشة والحال هكذا أن تفسد بهجتهم الأجهزة المتحركة لرصد سرعة السيارات (الرادارات) التي دخلت الخدمة مؤخرا، خاصة أن ارتكاب أدنى مخالفة للسرعة سيكلفهم أموالا طائلة.

 

تعد الطرق السعودية واحدة من أخطر الطرق في العالم بعد أن وصلت حصيلة ضحاياها إلى أكثر من ستة آلاف قتيل عام 2007، من أجل ذلك قررت السلطات السعودية سرعة التصرف بإنشاء نظام تحكم إلكتروني جديد وضعته على الطرق السريعة ويدعى "ساهر" وتأمل أن يساعد هذا النظام في رفع معدلات الأمان على الطرق السريعة عن طريق استخدام تكنولوجيا رصد متحركة تمكن السلطات من توقيف كل متخطٍ للسرعة المقررة وإجباره على دفع غرامة مالية كبيرة.

 

لكن النظام الجديد لم يسلم من نقد وغضب السائقين الذين يعتبرون أنه من السهل إساءة استخدامه.

"عدد من السيارات التي تحمل شعار الشركة الخاصة التي تدير نظام ساهر هوجمت بإلقاء الحجارة والأحذية عليها"

محمد السعيدي من مدينة القطيف، الواقعة في الجهة الشرقية للمملكة العربية السعودية.

 

أقتني سيارة خاصة ولكني دائما ما أشعر بالخوف من قيادتها على الطرق السريعة لأن حوادث الطرق في المملكة العربية السعودية شائعة جدا. سائقو السيارات غالبا ما يقودون بسرعات جنونية فهم دائما في عجلة من أمرهم كما أنهم لا يعيرون انتباها يذكر للسيارات الأخرى على الطريق.

 

ومنذ بدأ تطبيق نظام "ساهر" من عام مضى تقريبا تقوم وزارة الداخلية بمراقبة جميع الطرق الرئيسية في المملكة مستخدمة لذلك شبكة واسعة من الكاميرات والرادارات الثابتة والمتحركة. وهذا النظام لا يقوم فقط بتسجيل ورصد السيارات التي تتخطى السرعات المقررة، 80 كلم|ساعة داخل المدينة و120 إلى 140 كلم|ساعة على الطرق السريعة، بل وتلك التي تقوم أيضا بتجاوز الإشارة الحمراء.

 

وعندما يرصد النظام مخالفة لقانون المرور من قبل أحد السائقين فإن النظام يرسل المخالفة في شكل رسالة قصيرة على هاتف السائق، إذا كان قد سجل كافة بياناته في دفاتر وزارة الداخلية، تحدد له نوع المخالفة المرتكبة ومكانها وكذلك الغرامة التي يجب دفعها. كما توضع هذه المخالفة أيضا على الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية. وتحدد له تاريخا لا يتجاوز الثلاثين يوما للدفع، وإذا لم يدفع حتى هذا التاريخ فإن مبلغ الغرامة قد يضاعف مرتين أو ثلاث مرات، فغرامة مقدارها 300 ريال سعودي [56 يورو] تصل في خلال عدة أسابيع بسهولة إلى 900 ريال [168 يورو].

 

كثير من السائقين اليوم غاضبون من هذا النظام الجديد "ساهر" ويعتبرونه وسيلة لكسب الأموال على حسابهم. وزارة الداخلية كلفت أربع شركات خاصة يإدارة هذا النظام في خطوة انتقدها الكثيرون [رابط 3] فهم يعتقدون أن هذه الشركات بلا شك مستفيدة من هذا الاتفاق لجني أرباح طائلة من ورائه فالمال كان دائما هدف الشركات الخاصة لأنها بحسب ظنهم لا تعمل للصالح العام.

 

تسجيل صور بمدينة الطائف حيث رمت مجموعة من الطلبة أجهزة الرصد بالحجارة والأحذية. نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوبabnzabnبتاريخ 26 يونيو/حزيران.

 

 

"مئات الأشخاص لا يستطيعون دفع هذه الغرامات"

  

هذه الرادارات المتحركة مركبة في سيارات تحمل شعارا خاصا وتصطف على طول الطرقات السريعة. وكل رادار منها قادر على تسجيل مئات المخالفات يوميا ومع ذلك فالنظام بشكل عام لا يردع السائقين الذين قد يتلقون عددا كبيرا من الغرامات تصل قيمتها أحيانا إلى آلاف الريالات بينما مرتباتهم الشهرية قد لا تتجاوز 2500 ريال للسائق السعودي و 1800 ريال للسائق الأجنبي.

 

في النظام القديم، قبل تطبيق "ساهر"، كان من الممكن تخفيض الغرامة بحيث تصبح قابلة للدفع أما الآن فإن ذلك أصبح مستحيلا تقريبا. والنتيجة هي أن مئات الأشخاص لم يعودوا قادرين على دفع المبلغ الإجمالي للغرامات التي ارتكبوها وبالتالي لا تتوقف هذه الغرامات عن الازياد والتضاعف يوما وراء آخر.

 

بعض السائقين اختار كبح جماح سرعة سيارته قبل الوصول للنقطة التي يتمركز فيها الرادار الثابت أو المتحرك، وهما عادةً ما يكونان في نفس المكان وغالبا ما يكون هذا المكان إحدى الطرق التي تشهد كثافة مرورية، لكن البعض الآخر ثائر تماما على هذا النظام. كما أن عددا من السيارات التي تحمل شعار الشركات الخاصة التي تدير نظام ساهر هوجمت بإلقاء الحجارة والأحذية عليها، بينما عدد آخر وضعت عليه علامات. ورغم حملات التوعية المكثفة التي تقوم بها السلطات للتعريف بالنظام الجديد فإن عقلية الناس لم تتغير وسلوكيات السائقين في قيادة السيارات على الطرق لا تزال خطرة".

 

نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوب بتاريخ 15 مايو/أيارthamer504.

نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوب بتاريخ 22 مايو/أيارm3aaaand.

 

ثلاث عربات لشركة الساهر. نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوب في سبتمبر/أيلول 2010mll7000.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سيسيل لويال، صحافية في فرانس 24.