سوريا

قنص شاب قام بتصوير قوات الأمن في حمص من شرفة منزله

 أثناء دخول قوات الأمن السورية إحدى ضواحي مدينة حمص، قام شاب بتصوير الأحداث من شرفة مرتفعة بمنزله، وعندما لمحه أحد أفراد القوة الأمنية والذي كان يرتدي زيها الرسمي قام بتوجيه سلاحه إليه وأطلق النار ...  

إعلان

أحد أفراد قوات الأمن السورية وهو يستهدف الشاب الذي يقوم بالتصوير.

 

أثناء دخول قوات الأمن السورية إحدى ضواحي مدينة حمص، قام شاب بتصوير الأحداث من شرفة مرتفعة بمنزله، وعندما لمحه أحد أفراد القوة الأمنية والذي كان يرتدي زيها الرسمي قام بتوجيه سلاحه إليه وأطلق النار.

 

رجاءً الانتباه فهذا الفيديو قد يحتوي على مشاهد مؤلمة

 

فيديو منشور على Liveleak

  

في بداية تصوير هذا الفيديو قام المصور بإعطاء بعض التوضيحات قائلا: "صباح اليوم الأول من يوليو 2011، قوات الأمن تقوم بإطلاق النار عشوائيا بينما لا يوجد مظاهرات"، وفي الخلفية نستمع لبعض الصيحات. واصل المصور تصويره للأجواء المحيطة بالحدث ثم ركز الكاميرا على رجل يرتدي الزي العسكري الأخضر، ونرى كيف لمحه الرجل وهو يصوره فقام بتوجيه سلاحه إليه، بعدها نستمع لدوي طلق ناري تقع على إثره آلة التصوير على الأرض ولكنها استمرت في العمل. نستمع إلى شخص يأتي من الداخل مسرعا وهو يصرخ "يا إلهي لقد أصيب في رأسه لقد أصابته رصاصة" ونسمع بعدها حشرجة يبدو أنها قادمة من الشاب الذي كان يصور، ثم يسأل شخص آخر: "هل صورت هذا؟".

  

السلطات السورية لا تسمح للصحفيين والمصورين بالدخول أو التواجد في الأماكن التي تشهد اضطرابات وعليه فإن التحقق من صحة هذا الفيديو يصبح مهمة عسيرة، إلا أن العديد من مراقبينا في مدينة حمص أكدوا لنا أن هذا الفيديو قد صور في حي كرم الشامي في الأول من تموز/ يوليو الجاري أثناء هجوم قوات الأمن على الحي وسكانه. بعض مراقبينا قاموا بتحديد منطقة الواقعة وأكدوا أنها حدثت في شارع الشاهبندر ولكن جميعهم أكدوا أن الشاب لقي مصرعه من جراء إصابته القاتلة. من جهتنا فإننا نواصل التحقق من مصداقية هذا الفيديو لأن هناك بعض الشكوك التي تحوم حوله. إذا كان لديكم مزيدا من الاستفسارات فلا تترددوا في مراسلتنا على observers@france24.com.

 

 مكان حدوث واقعة قنص مصور الفيديو، وذلك وفقا لأحد مراقبينا الذي يقيم في الحي

 

"هذه المنطقة تعد إحدى المناطق الحساسة حيث يقع إلى جوارها مباشرة تمثال لحافظ الأسد"

علي (اسم مستعار) – أحد مراقبينا في حمص

  

كرم الشامي هو أحد أحياء مدينة حمص وهو حي ذو أغلبية سنية كما أنه يجاور حي النزهة ذي الأغلبية العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد وأسرته، وحي كرم الشامي تعرض مؤخرا للهجوم مرتين على الأقل كل أسبوع من "مليشيات" النظام التي يدعوها السوريون "الشبيحة" ومن قوات الأمن أيضا. عندما تهاجم هذه القوات المدينة فإن المواطنين يقابلونها بإلقاء الحجارة ثم الركض بعيدا للاختباء. فتقوم هذه القوات بإطلاق النار عليهم فقتلت امرأتين في نفس اليوم داخل هذا الحي أيضا. [هذه المعلومات أكد علي حصوله عليها من سكان الحي].

  

ويعد هذا الحي منطقة حساسة حيث إنه لا يبتعد كثيرا عن مكان تمثال كبير لحافظ الأسد الرئيس السابق والذي يعتبر تمثاله "شيئا مقدسا" للعلويين، ويقع التمثال على المنطقة الحدودية بين حي النزهة العلوي وحي كرم الشامي السني. السلطات مقتنعة جدا بأن سكان الحي يريدون تدمير التمثال لذا فهي تبذل كل جهدها لمنعهم من الاقتراب منه:

   

أحد زملائي في العمل يقيم بالقرب من المنزل الذي قتل فيه الشاب المصور وقد حكى لي أن الشاب الضحية يبلغ من العمر تسعة عشر عاما [هوية الشاب ما زالت مجهولة إلى هذه اللحظة]. بالطبع كان ما قام به الشاب من تصوير في هذه اللحظة عملا جنونيا، ولكنني مع ذلك اعتبره بطلا فالجيل الجديد من الشباب أكثر إيمانا والتزاما بالقضية مما كان عليه جيلنا"

 

 لقطة مقربة للمكان الذي صور منه الفيديو بحسب أحد مراقبينا الذي يقيم في الحي

 

حرر هذا المقال بالتعاون مع سيغولين مالتير صحفية في فرانس 24.