البحرين

القوات المسلحة السعودية تغادر البحرين تحت جنح الظلام

 دخلت قوات مجلس التعاون الخليجي البحرين بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم قوات الأمن المحلية في ردع الاحتجاجات. لكنها اليوم تشد رحالها سرا بعد أن حققت مهمتها.

إعلان

 

دخلت قوات مجلس التعاون الخليجي البحرين بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم قوات الأمن المحلية في ردع الاحتجاجات. لكنها اليوم تشد رحالها سرا بعد أن حققت مهمتها.

 

نجد على رأس البحرين، وهي من أصغر ملكيات الخليج العربي، عائلة آل خليفة السنية رغم انتماء 75 بالمئة من سكان البلاد الذين يبلغون مليون ونصف نسمة إلى الطائفة الشيعية. طائفة تندد بالتجاوزات والقمع الذي يمارسه النظام في حقها.

 

في الرابع عشر من شهر فبراير/شباط، استجاب الآلاف من البحرينيين إلى نداء نشر على موقع "فيس بوك" يدعوهم إلى التظاهر في دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة من أجل المطالبة بحقوقهم السياسية والاجتماعية.

 

في ظل هذه الأحداث، حضرت قوات "درع الجزيرة" للقيام على حد قول المسؤولين السعوديين "بضمان الأمن" في البحرين ووضع حد "للتدخلات الخارجية". لكن نتج عن هذا الحضور استياء سواء كان من البحرينيين أنفسهم أو من أطراف خارجية مثل إيران، خاصة بعد أن قامت القوات السعودية باجتياح دوار اللؤلؤة التي تعتبر مركز الاحتجاجات في البحرين وهدم معلمها الرئيسي. وهكذا استطاعت عائلة آل خليفة، بمعونة الدول المجاورة، احتواء المظاهرات.

 

يحاول اليوم الملك حمد آل خليفة طي صفحة الاحتجاجات من خلال الدعوة إلى حوار وطني. مراقبنا الذي رأى الدبابات السعودية تغادر البحرين يحدثنا عن ثلاثة أشهر من الحضور السعودي في بلاده.

 

 

تسجيل لمغادرة قوات "درع الجزيرة" للبحرين نشر على موقع يوتيوب

"منذ أن دخلت القوات السعودية البحرين، أصبحنا نشعر أن بلادنا تحت وصاية"

يونس (اسم مستعار) ناشط ضمن المركز البحريني لحقوق الإنسان.

 

شاهدو عيان كثر حدثوني عن رحيل قوات "درع الجزيرة" للسعودية ما دفعني للانتقال إلى عين المكان مساء يوم الثلاثاء للتثبت من الأمر بنفسي. هناك رأيت شاحنات ضخمة تنقل دبابات وشاحنات عسكرية على الطريق الرابط بين البحرين والمملكة العربية السعودية.

 

من الطريف ملاحظة الفرق الشاسع بين ظروف دخول قوات درع الجزيرة وظروف خروجها. فعندما وصلت هذه القوات إلى البحرين، كانت ترفع الأعلام السعودية والشعارات أمام عدسات القناة البحرينية الرسمية. وهاهي اليوم تغادر البحرين تحت جنح الظلام، بطريقة تكاد تكون سرية، بينما تتحدث السلطات السعودية عن إعادة تموضع لقواتها لأن الخطر لا يزال متواجدا. صحيح أن هذه القوات حققت هدفها، وهو قمع الاحتجاجات البحرينية قمعا داميا [بلغ عدد الضحايا بعد الهجوم على دوار اللؤلؤة 20 شخصا] لكنها مقابل ذلك رحلت خلسة وكأنها خجلة من صنيعها هنا.

 

خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، عانى البحرينيون من تواجد قوات درع الجزيرة التي لم تتردد في إهانتهم كلما تمكن لها ذلك. فمثلا، أقام السعوديون نقاط تفتيش في القرى الشيعية التي انتفضت ضد النظام وكان الجنود يقومون بعمليات التفتيش وهم ملثمون، كأنهم يخشون ردود فعل الأهالي. كانوا يوقفون الناس ويطلبون منهم أسماءهم وبطاقة هويتهم والمكان الذي يقصدونه. كانوا كذلك يسألونهم عن انتمائهم المذهبي (سني أم شيعي) وعن مشاركة الشخص أم لا في المظاهرات. قاموا كذلك بتفتيش السيارات والبحث في الهواتف الجوالة علهم يعثرون عن صور أو تسجيلات مريبة. أما في المستشفيات، فقد تعرض العديد من الأطباء المتهمين بمناهضتهم للملكية للاعتقال.

 

منذ أن دخلت القوات السعودية البحرين، أصبحنا نشعر أن بلادنا تحت وصاية. الكل يعرف أن المملكة العربية السعودية كانت دائما تتدخل في شؤون البحرين. لكن تحول الأمر من البعد السياسي إلى البعد المسلح جعلنا نفقد إحساسنا بالسيادة".

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في فرانس 24.