اليمن

احتفال اليمن السعيد بـ"رحيل" علي عبد الله صالح لا يخلو من الحذر

اكتسحت شوارع اليمن أفواج من المتظاهرين خرجوا تعبيرا عن فرحهم برحيل علي عبد الله صالح إلى المملكة العربية السعودية. لكن أعمال العنف المتواصلة ونقاط الاستفهام التي تحوم حول مستقبل البلاد تحث المعارضة على توخي الحذر.

إعلان

 

اكتسحت شوارع اليمن أفواج من المتظاهرين خرجوا تعبيرا عن فرحهم برحيل علي عبد الله صالح إلى المملكة العربية السعودية. لكن أعمال العنف المتواصلة ونقاط الاستفهام التي تحوم حول مستقبل البلاد تحث المعارضة علي توخي الحذر.

 

تعرض مسجد القصر الملكي بصنعاء إلى القصف عصر يوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وجرح عدد من المسؤولين السياسيين، من بينهم الرئيس علي عبد الله صالح.

 

وقد أعلنت السلطات بادئ الأمر أن صالح مصاب بجروح خفيفة قبل أن يتسرب خبر سفره إلى المملكة العربية السعودية بسبب إصابته بحروق من الدرجة الثانية في الوجه والصدر وبإحدى شظايا القذيفة في المنطقة الواقعة تحت القلب.

 

وقد نتج عن هذا الرحيل غير المنتظر فرح عمّ البلاد. لكن السلطات المحلية ما فتئت تؤكد أن الرئيس عبد الله صالح لا يزال يمارس صلاحيات الرئاسة.

 

منذ أكثر من أسبوع، اندلعت أعمال عنف في مدينة زنجبار، جنوبي البلاد، بين الجيش وعناصر مسلحة من تنظيم القاعدة. ما يجعل اليمنيون يخشون اندلاع حرب أهلية في بلد يحمل السلاح فيه 56 شخصا من أصل 100 ساكن.

"اجتاحت مدرعات يقودها مساندو علي عبد الله صالح ساحة الحرية"

أحمد عباس الياباشا ناشط سياسي في تعز، وهو عضو في اللجنة الإعلامية التي تنشر تسجيلات الاحتجاجات.

 

في تعز، كما في بقية المدن اليمنية، خرج السكان يوم الأحد صباحا للاحتفال برحيل علي عبد الله صالح. نزلت الأفواج منذ السابعة صباحا إلى ساحة الحرية التي طرد منها المعتصمون بعنف شديد الأسبوع الماضي. تتالت مشاهد الفرح التي شاركنا فيها "الضباط الأحرار" [مجموعة من الجنود انفصلت عن صفوف الجيش الموالي لعلي عبد الله صالح].

 

لكن سرعان ما أعادتنا الأحداث إلى الواقع إذ قامت مجموعات مسلحة بسرقة ونهب مراكز حكومية. يقول البعض بأن رجال مطهر المخلافي هم الذين قاموا بهذه الأعمال، وهو وجه من وجوه الحزب الحاكم، لكن لا وجود لأي دليل يؤكد ذلك.

 

تدهورت الأوضاع بعد ذلك بتدخل مدرعات يقودها مساندو عبد الله صالح قامت باجتياح ساحة الحرية وقصف المباني الموجودة في الساحة وحتى في الأحياء المجاورة حيث حاولنا الاحتماء من إطلاق النار. في تلك الأثناء، دارت اشتباكات بين القوات الموالية لعبد الله صالح وبين الضباط الأحرار. وفي حديثي مع أحد هؤلاء، أفاد أن القصف العوشائي يوحي بأن جيش صالح لم يتلق أوامر في هذا الصدد.

 

مظاهرات في تعز. نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوبWagdishabani.

 

تواصلت الاشتباكات إلى حدود الساعة الخامسة مساء. عدنا للاحتفال في ساحة النصر [ساحة الاعتصام الثانية التي اختارتها المعارضة يوم الجمعة الماضي] وقد أشعل بعضهم الألعاب النارية. رغم أن علي عبد الله صالح لا يزال الرئيس الرسمي لليمن إلا أن الأغلبية هنا مقتنعون –أو يسعون لإقناع أنفسهم- أنه لن يعود. أظن أن أهم شيء الآن هو أن يجتمع اليمنيون حول شخص واحد كي نجتاز هذه الفترة الانتقالية بسلام وتنعقد الانتخابات في غضون 60 يوما كما ينص على ذلك الدستور. استقرار الوضع عامل هام كي نضمن عدم عودة صالح"

"إننا نرى في هذا الرحيل تحقيقا لإحدى مطالبنا الأساسية، ونحن ننتظر تحقيق بقية المطالب"

رأفت الأكحلي أحد مؤسسي التحالف المدني للثورة الشبابية، وهي مجموعة من الناشطين الذين ينظمون التظاهرات ويبثون الأنباء حول الاحتجاجات اليمنية على فيس بوك وتويتر.

 

"احتفل أهالي صنعاء أيضا برحيل علي عبد الله صالح رغم حفاظه رسميا على منصبه. إننا نرى في ذلك تحقيقا لإحدى مطالبنا الأساسية، ونحن ننتظر تحقيق بقية المطالب وهي تأسيس مجلس انتقالي لا مكان فيه لرجال السياسة الذين لم يرفضوا فكرة إمضاء اتفاق مع عبد الله صالح.

 

يجب على هذا المجلس أن يبقى لمدة لا تتجاوز السنة، يقوم خلالها بإعادة كتابة دستور البلاد. كما نرفض أن يترشح أي عضو من هذه الهيئة إلى الانتخابات القادمة حتى نضمن حيادهم."

 

مظاهرات في صنعاء، نشر هذا التسجيل على يوتيوبLa7JPress.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في فرانس 24.