قوات الأمن المغربية تقمع المتظاهرين في الدار البيضاء بوحشية مفرطة
لم تكن الشرطة المغربية رحيمة على الإطلاق مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى شوارع الدار البيضاء يوم الأحد 29 مايو/أيار الجاري للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية. كثير من المصورين الهواة نشروا مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر تعرض عشرات الأشخاص للضرب الشديد على أيدي رجال الشرطة، وحتى النساء لم يسلمن من هذه الوحشية.
نشرت في: آخر تحديث:
لم تكن الشرطة المغربية رحيمة على الإطلاق مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى شوارع الدار البيضاء يوم الأحد 29 مايو/أيار الجاري للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية. كثير من المصورين الهواة نشروا مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر تعرض عشرات الأشخاص للضرب الشديد على أيدي رجال الشرطة، وحتى النساء لم يسلمن من هذه الوحشية.
تصاعدت حدة المظاهرات في المغرب منذ فبراير الماضي عندما دعت حركة تطلق على نفسها "حركة 20 فبراير" الشعب للتظاهر من أجل إجراء إصلاح سياسي ودستوري في البلاد يحدد ويؤطر سلطات الملك محمد السادس. وفي 9 مارس/آذار اتخذت السلطات ما بدا وقتها أنها خطوة في طريق الاستجابة لمطالب المحتجين وأعلنت أنها ستعمل على وضع مبادئ للفصل بين السلطات وتعزيز سلطات رئيس الوزراء.
بيد أن "حركة 20 فبراير" واصلت الدعوات للتظاهر في كثير من مدن البلاد، خاصة الرباط وطنجة، معتبرة أن ما تم الإعلان عنه ليس كافيا للتحول لنظام ديمقراطي. ويوم الأحد الماضي تجمعت أعداد كبيرة من المتظاهرين في شوارع الدار البيضاء ولكن الشرطة حاولت منع التجمع بأي ثمن ما أدى إلى سقوط 29 جريحا بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الفرنسية. غير أن وزير الاتصالات المغربي صرح بأن "حركة 20 فبراير" هي حركة يتلاعب بها الإسلاميون واليساريون.
تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سيسيل لويال صحافية في قناة فرانس 24.
"منذ 15 يوما بدا واضحا أن هناك تغيرا في سلوك الحكومة وأنها تميل أكثر فأكثر إلى القمع"
العربي – أحد المشاركين في مظاهرات 29 مايو/ أيار في الدار البيضاء.
أطلقت الدعوات للتظاهر يوم 29 مايو/أيار على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل "حركة 20 فبراير" من أسبوع تقريبا، وقررت قبول هذه الدعوة والنزول للمشاركة لأننا لم نر أي تغير يذكر منذ إعلان الملك عن إجراء إصلاحات دستورية، كما لم تتخذ أية إجراءات للحد من الفساد المتفشي.
يوم الأحد ذهبت إلى مكان التجمع في جادة الشجار بحي سباتة حوالي الساعة السادسة مساء مع بعض الأصدقاء، وكنا ننتظر وجودا مكثفا للشرطة نظرا لعدم حصولنا على تصريح بإقامة المسيرة لأنه منذ 20 فبراير الماضي توقف منظمو المظاهرات عن طلب تصاريح بها لأنهم يعرفون مسبقا أنها سترفض. توقعنا أيضا أن يتم قمع هذه المظاهرة لأن كل المؤشرات المرصودة منذ 15 يوما تدل على ظهور تحول في سلوك الحكومة وميلها أكثر فأكثر للجنوح إلى القمع. ففي اليوم السابق للمظاهرة وفي الرباط فرقت الشرطة باستخدام الهراوات مجموعة من شباب 20 فبراير كانوا بصدد التجمع للتظاهر.
وعندما وصلنا للمكان فوجئنا بعدد الحاضرين من رجال الشرطة. فقد كانوا في كل مكان وفرضوا ما يشبه الحظر على الحي بأكمله، كان هناك شبابا من كافة أطياف المجتمع وأيضا نساء وأطفالا. لقد حاولنا مرات عديدة الانتظام في صفوف ولكن قوات الشرطة حالت بيننا وبين ذلك وكانت تحاول دائما تفريقنا. وما إن استطاعت مجموعة الانتظام حتى حملت عليها قوات الأمن لتفريقها بالهراوات. كانت هناك مطاردات في الشوارع الجانبية بين رجال الشرطة وبيننا، وتم الاعتداء على عدد من المتظاهرين بوحشية خاصة في الشوارع الصغيرة حيث لم يكن هناك أحد للتصوير.
قوات الشرطة تتعدى بعنف شديد على امرأة في الدقيقة الأولى و40 ثانية. نشر هذا التسجيل على يوتيوبcasa20fevrier
الشرطة لا تتردد في ملاحقة المتظاهرين حتى داخل البيوت. نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوبcasa20fevrier
وعلى جادة الشجار كانت هناك مظاهرة أخرى ولكن مؤيدة للحكومة، وهذه المرة كانت الشرطة هناك أيضا لا لقمع المظاهرة ولكن لحمايتها. الجميع لهم الحق في التظاهر حتى مؤيدو الحكومة ولكنه ليس من العدل ولا المنطق أن يسمح لمظاهرتهم بالمرور، وفي حماية الشرطة رغم عدم حصولهم على تصريح، ولا يسمح لنا بذلك.
وبعد كر وفر وركض لمسافات طويلة هربا من الشرطة استطعنا العودة لبيوتنا. إنه لمن المحزن حقا رؤية المظاهرات السلمية وهي تقمع بشدة من قبل الشرطة؛ ولكننا مع ذلك لن نتوقف عن التظاهر وسنلبي الدعوة من جديد لأية مظاهرات قادمة".
نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوبcasa20fevrier