شاحنات مبردة لحفظ ضحايا درعا
أرسل لنا مراقبنا هذا التسجيل الذي صوره في درعا، جنوبي البلاد، أيام الحصار في أواخر شهر نيسان/ اأريل والذي نرى فيه عشرات الجثث الملفوفة داخل شاحنة مبردة. ويشرح لنا، من خلال شهادته، الأسباب التي حرمت هذه الضحايا من مراسم دفن محترمة.
نشرت في: آخر تحديث:
أرسل لنا مراقبنا هذا التسجيل الذي صوره في درعا، جنوبي البلاد، أيام الحصار في أواخر شهر نيسان/ أبريل والذي نرى فيه عشرات الجثث الملفوفة داخل شاحنة مبردة. ويشرح لنا، من خلال شهادته، الأسباب التي حرمت هذه الضحايا من مراسم دفن محترمة.
حذار فهذه المشاهد قد تكون صادمة
نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوب YouTube.
حاصر الجيش مدينة درعا التي تقع على بعد 100 كيلومتر من العاصمة دمشق من 25 أبريل/ نيسان إلى 5 مايو/ أيار. وكان الهدف من هذه العملية، حسب قول السلطات السورية، ملاحقة "مجموعات إرهابية"، ما أسفر عن مقتل 25 جنديا وجرح 177 آخرين. كما أكد المتحدث باسم الجيش أن القوات المسلحة لم تهاجم المتظاهرين.
استنادا لتقرير الهيئة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأخير، يتراوح عدد القتلى في سوريا بين 700 و850 شخصا.
"طُلب من العائلات الراغبة في استلام جثث أبنائها توقيع تصريح يقر أن الضحية قتلت من طرف عناصر إرهابية مسلحة"
عبد الله أبازيد (اسم مستعار) ناشط سياسي من درعا وهو من قام بتصوير هذا التسجيل.
عندما قام الجيش وقوات الأمن بمحاصرة درعا في 25 أبريل/ نيسان المنصرم، سيطروا على مقبرة الشهداء واتخذوها مقرا لهم، ما منع السكان من دفن موتاهم هناك. كان بوسع البعض دفن أقربائهم في حدائق المنازل لكن الأغلبية اضطروا لوضعهم في هذه المبردات لحفظهم. كانت هذه الشاحنات المبردة مودعة في حي العباسية في درعا البلد، غير بعيد عن الفرن الآلي.
استعمل السكان ثلاث شاحنات لحفظ 114 جثة، بعضها كانت لجنود قتلوا لرفضهم الانصياع لأوامر قادة الجيش وإطلاق النار على المتظاهرين. [أحد العاملين القدامى في السلك الدبلوماسي الفرنسي أكد ذلك في مقال نشره على مدونته].
لكن الأهالي لم يتمكنوا من دفن الموتى حتى بعد خروج الجيش من المدينة إذ قامت القوات المسلحة بمصادرة الشاحنات المبردة ونقلت الجثث إلى دمشق. في الأيام التالية، أعلن محافظ درعا أن على العائلات الراغبة في استلام جثث أبنائها أن توقيع تصريح يقر أن الضحية قتلت من طرف عناصر إرهابية مسلحة، كما تروج وسائل الإعلام الرسمية، وهكذا علمنا أن الجثث نقلت إلى مستشفى تشرين العسكري بدمشق. لم يقبل بهذا الابتزاز سوى عدد قليل من العائلات لم يتجاوز الخمسة عشر، أما الأغلبية فرفضت. لا نعلم إلى اليوم ما آل إليه مصير هذه الجثث. أما عن الجنود، فلا أشك بأن السلطات استعملت جثثهم كدليل على أن أهالي درعا هم من قتلوا أفراد الجيش حسب ادعائها."
تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في قناة فرانس 24.