سائقة سعودية تدفع باهظا ثمن جرأتها
تفاديا لما قد يصبح موجة عارمة من النساء اللواتي قد يطالبن بحقهن في قيادة السيارات، بادرت السلطات السعودية باعتقال الناشطة منال الشريف. فقبل بضعة أيام من هذه الحادثة، تجرأت منال على قيادة سيارة بل ونشرت تسجيلا يثبت ذلك على الشبكة. مراقبتنا رافقتها في هذه الرحلة ذات البعد الرمزي.
نشرت في: آخر تحديث:
تفاديا لما قد يصبح موجة عارمة من النساء اللواتي قد يطالبن بحقهن في قيادة السيارات، بادرت السلطات السعودية باعتقال الناشطة منال الشريف. فقبل بضعة أيام من هذه الحادثة، تجرأت منال على قيادة سيارة بل ونشرت تسجيلا يثبت ذلك على الشبكة. مراقبتنا رافقتها في هذه الرحلة ذات البعد الرمزي.
هذا التسجيل الذي تظهر فيه منال متحدثة مع صديقاتها وهي تقود سيارة في شوارع الخبر شاهده أكثر من 600 ألف من مستعملي الانترنت. فلمبادرتها بعد رمزي كبير في المملكة العربية السعودية التي تمنع النساء من قيادة السيارات.
اعتقلت منال الشريف يوم 22 مايو/أيار غداة نشرها لهذا التسجيل بتهمة الإخلال بالأمن العام وقد أعلنت السلطات السعودية أنها لن تفرج عنها قبل انتهاء مدة التحقيق (خمسة أيام) رغم طلب محاميها بالإفراج عنها بكفالة.
اختفى التسجيل الذي نشرته منال على موقع يوتيوب بعيد توقيفها كما أغلقت صفحة الفيسبوك التي تناشد من خلالها النساء لتحدي منع قيادة السيارات يوم 17 يونيو/حزيران. لكن سرعان ما أنشأ مساندوها صفحة جديدة على الفيسبوك كما أعادوا نشر التسجيل على موقع يوتيوب.
تسجيل منال الشريف وهي تقود سيارة في شوارع الخبر. أعيد نشر هذا التسجيل noramist.
تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في قناة فرانس 24.
"الوضع اليوم ملائم أكثر لتعبئة الاحتجاجات"
وجيهة الحويدر كاتبة وناشطة في مجال حقوق المرأة وهي من قامت بتصوير منال الشريف. تحدثنا إليها قبل اعتقال منال لكنها ترى اليوم أن التحدث للصحافة يشكل خطرا على سلامتها. كما أضافت أن السلطات السعودية ستكون قاسية مع منال حتى يكون مثالها عبرة لمن تريد النسج على منوالها.
إن السعوديات يطالبن بحق قيادة السيارات منذ أكثر من 25 سنة. في التسعينات، لم تتردد مجموعة من النساء قارب عددهن الأربعين في قيادة سيارات للتنديد بهذا المنع. أنا بنفسي قمت بتصوير تسجيل مماثل سنة 2007 بمناسبة عيد المرأة. أرى أن لمبادراتنا أثر على العقليات لكن، من جهة أخرى، ترفض السلطات أن تتراجع عن قراراتها ولو بشبر واحد. فقادتنا السياسيين، مثلهم مثل غيرهم من المسؤولين في العالم العربي، يتجاهلون مطالب شعبهم.
عندما بلغني خبر مبادرة منال، أردت مساعدتها. إنها تستعمل وسائل الاتصال الحديثة مثل فيسبوك أو تويتر وتنجح بفضل ذلك في التواصل مع عدد مهم من الناس [قبل إغلاقها، كانت صفحة منال على فيسبوك تعد أكثر من 8000 مستخدم]. أما أنا، فقد تواصلت مع الأشخاص عبر البريد الالكتروني أو الهاتف، ما كان يأخذ وقتا أطول. حتى وسائل الإعلام المحلية تحدثت عن مبادرة 17 يونيو/حزيران.
"لقد ساهم الملك في تطوير حقوق النساء في المملكة. آن الأوان لكي يسمح لنا بقيادة السيارات"
أعتقد أن الوضع اليوم ملائم أكثر لتعبئة الاحتجاجات إذ ارتفع عدد النساء العاملات في المملكة وهذا ما يزيد من حاجتهن لقيادة السيارات. الغريب في الأمر أن لا وجود لأي قانون يمنع التساء من قيادة السيارات، بل هي فقط عادة. رغم ذلك، يتم توقيف النساء اللواتي يقدن السيارات ومرافقتهن لمركز الشرطة.
لقد ساهم الملك في تطوير حقوق النساء في المملكة إذ سمح بخلق جامعات مختلطة وسمح للنساء بالتحدث في وسائل الإعلام. آن الأوان اليوم لكي يسمح لنا بقيادة السيارات.
لا أعرف كيف ستجري الأمور يوم 17 يونيو/حزيران فالمجرى الذي تتخذه الأحداث على صفحات الفيسبوك يثير قلقي. لقد قامت مجموعة من الرجال ببعث صفحة على الفيسبوك للتضامن معنا كما أعلنوا أنهم سيحضرون للدفاع عنا عند قيادتنا للسيارات. إلا أن مجموعة مناهضة هددت بضربهم بالعقال إن فعلوا ذلك.
تسجيل ساخر نشره على موقع يوتيوبlm2050
رغم الدعاية التي أسفر عنها اعتقال منال إلا أنني أشك في نجاح مبادرة 17 يونيو/حزيران. أحاول تشجيع رفيقاتي على الضغط على السلطات لكن الأمر ليس بالهين. أتمنى أن أرى يوما السعوديات يقدن السيارات."