سوريا

"الشبيحة" حليف قوات الأمن السورية في قمع المتظاهرين

 خلال الأسابيع الأخيرة، امتهن النظام السوري قمع المظاهرات قمعا داميا رغم بعدها السلمي. ولم يكن ذلك صنيع قوات الأمن والجيش فقط بل شاركت في ذلك مجموعات مسلحة كتلك التي نراها على هذا التسجيل. فعلى غرار "البلطجية" في مصر، يستعمل نظام الأسد "الشبيحة" لترهيب المحتجين.

إعلان

 

خلال الأسابيع الأخيرة، امتهن النظام السوري قمع المظاهرات قمعا داميا رغم بعدها السلمي. ولم يكن ذلك صنيع قوات الأمن والجيش فقط بل شاركت في ذلك مجموعات مسلحة كتلك التي نراها على هذا التسجيل. فعلى غرار "البلطجية" في مصر، يستعمل نظام الأسد "الشبيحة" لترهيب المحتجين.

 

تدور أحداث هذا التسجيل في ليلة 18 إلى 19 أبريل/نيسان عندما فوجئ المعتصمون في ساحة الساعة في حمص بهجوم قوات الأمن ومجموعات مسلحة ترتدي زيا مدنيا. وبعد إخلاء الساحة من المحتجين، هتف المسلحون بحياة بشار الأسد، جنبا إلى جنب مع قوات الأمن.

 

نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوب.

 

ليست هذه المرة الأولى التي تستعين فيها السلطة بقوات مسلحة لقمع المتظاهرين إذ تسبب هجوم لمجموعات علوية مسلحة يوم 10 أبريل/نيسان على مدينة بانياس في مقتل ثلاثة أشخاص وتصعيد الأعمال الاحتجاجية هناك. وقد أنكرت السلطات السورية بادئ الأمر علاقتها بهذه الهجمات لكن التسجيلات الأخيرة تظهر أفراد هذه الميليشيات جنبا إلى جنب مع قوات الأمن.

Cet article a été rédigé en collaboration avec Sarra Grira, journaliste à France 24.

"استعملت السلطة هذه المجموعات للطعن في شرعية المظاهرات"

محمد عبد الله من بانياس.

 

في بداية الاحتجاجات، لم نكن نرى "الشبيحة" مع رجال الأمن مثلما هو الحال الآن، إذ كانوا يندسون في صفوف المحتجين لبث الفوضى والقيام بأعمال العنف، حتى يتسنى للسلطة الطعن في شرعية المظاهرات. الآن وقد ثبت بطلان هذه الاتهامات، أصبحنا نرى "الشبيحة" مع رجال الأمن علنا.

 

خلافا للشرطة أو للجيش، فإن أعضاء "الشبيحة" ينتمون إلى الطائفة العلوية. لذلك لا تتردد السلطة في اللعب على هذا الوتر الحساس وتذكيرهم بأن سقوط النظام يعني كذلك سقوطهم."

"أبناء عم الأسد يحمون هؤلاء، ما يفسر ولاءهم للنظام"

Revolt Forurlife مغترب سوري يعيش بكندا.

 

تدعى هذه المجموعات المسلحة "الشبيحة" وتعود هذه التسمية لنوع السيارات التي يقودها أفرادها (سيارات مرسيديس "غوست" أي شبح) ولكونهم يختفون بسرعة بمجرد قيامهم بعمليات السطو أو السرقة. ظهرت هذه المجموعات في الثمانينات من القرن الماضي وكانت تقوم بعمليات تهريب بين سوريا ولبنان.

 

لم تحارب السلطات وجود "الشبيحة" بسبب انتماء أفراد من عائلة الأسد وتحديدا أبناء عم بشار لهذا التنظيم. إلا أن باسل الأسد، الأخ الأكبر لبشار [الذي توفي في حادث سيارة في يناير 1994]، حاول الحد من نفوذهم في بداية التسعينات خشية امتداد أيديهم إلى السلطة. لكن العائلة اليوم اتحدت بجميع أفرادها مع هذه الميليشيات لقمع الاحتجاجات.

 

تتمتع "الشبيحة" بأماكن خاصة للتدريب في المناطق الجبلية لكن هذا لا يعني أن كل المسلحين المدنيين هم من "الشبيحة" إذ توجد كذلك ميليشيات حزب البعث. حماية أبناء عم الأسد للشبيحة هو ما يفسر ولاءهم للنظام."