الشيعة في السعودية يواصلون احتجاجاتهم رغم القمع الأمني
نشرت في: آخر تحديث:
يبذل الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية منذ بداية شهر مارس الماضي جهودا مضنية ومحاولات لخلق حركة احتجاجية واضحة المعالم هناك، لكن القمع الأمني من السلطات السعودية أجهض بشكل كبير هذه المحاولات. المفاجأة هي أن مراقبنا في المملكة يؤكد أنه رغم هذا القمع فإن بضع مئات من الشباب الشيعة ما زالوا يتظاهرون ويطالبون بالحرية كل أسبوع.
متظاهرون شيعة في قرية العوامية بالقطيف، صورة التقطت الأسبوع الماضي ونشرت على هذا الموقع.
يبذل الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية منذ بداية شهر مارس الماضي جهودا مضنية ومحاولات لخلق حركة احتجاجية واضحة المعالم هناك، لكن القمع الأمني من السلطات السعودية أجهض بشكل كبير هذه المحاولات. المفاجأة هي أن مراقبنا في المملكة يؤكد أنه رغم هذا القمع فإن بضع مئات من الشباب الشيعة ما زالوا يتظاهرون ويطالبون بالحرية كل أسبوع.
بدا وكأن السعودية خارج سياق الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، فلم نر خروج مظاهرات على غرار ما حدث في تونس ومصر وكأن هناك إجماعا على عدم الخروج. غير إن الشيعة في شرق البلاد، والذين يمثلون عشرة بالمئة من عدد السكان في دولة لا تعترف بغير المذهب السني شكلا وحيدا للإسلام، أبوا إلا أن يشذوا عن ذلك الإجماع بعدم التظاهر وقرروا الخروج للاحتجاج على التمييز الاجتماعي الذي يتعرضون له وعلى التضييق الذي يشملهم دون غيرهم في ممارسة شعائر مذهبهم.
حركات احتجاجية أخرى صغيرة تشكلت في عدة أنحاء من البلاد وخاصة في العاصمة الرياض ولكن جذوتها الثورية سرعان ما خبت.
"خلت نفسي في قطاع غزة"
محمد السعيدي – صحفي سابق يعيش في الدمام شرقي المملكة على بعد عدة كيلومترات من القطيف حيث تندلع المظاهرات الشيعية.
منذ أكثر من شهر يخرج بعض السكان الشيعة للتظاهر كل أسبوع وخاصة يوم الجمعة، يختلف عددهم من أسبوع لآخر ولكنه يتراوح ما بين مئة شخص إلى ألف تقريبا.
يتظاهرون للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين خاصة المئة والخمسين متظاهرا [مئة حسب وكالات الأنباء] الذين اعتقلوا منذ بداية حركة الاحتجاجات.
القمع الذي ووجهت به الاحتجاجات كان قاسيا، فبخلاف الاعتقالات أقامت السلطات نقاط تفتيش في كل مكان للتحقق من هوية المارة وهو الأمر الذي أعطاني الانطباع بأنني أعيش في قطاع غزة. هذه النقاط أزيلت جميعها ولم يتبق منها إلا واحدة عند مدخل مدينة القطيف.
غالبية السكان في المنطقة تلتزم جانب الهدوء والحذر فهي مدركة بلا شك حجم الخطر الذي يتهددها إذا ما فكرت بالخروج والتظاهر ومع ذلك فإن بعض الشباب ينزلون بانتظام إلى الشوارع وأحيانا لأكثر من مرة في الأسبوع.
هذا الفيديو صور في آخر مظاهرة لهم يوم الجمعة 8 أبريل، وفيه نرى محاولات قوات مكافحة الشغب إلقاء القبض على أحد المتظاهرين ولكن دفاع زملائه عنه يجبرها على التراجع والعودة إلى السيارات مؤثرين الابتعاد بدلا من زيادة التوتر والاحتقان تاركين الرجل لحال سبيله.
هذا الحادث يوضح إلى حد ما التزام الشرطة بضبط النفس المتحفظ، ولكنني أخشى ألا يستمر الوضع هكذا فالمظاهرة القادمة ستجري يوم الجمعة القادمة وعندها سنرى ماذا سيكون رد فعل الشرطة.