هل كان تدخل فرنسا والأمم المتحدة في ساحل العاج حتميا؟
لعب التدخل العسكري للأمم المتحدة وفرنسا في ساحل العاج دورا حاسما في إجبار قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو على طلب إنهاء القتال، البعض أظهر فرحا شديدا لهذا التدخل فيما اعتبره آخرون انقلابا قادته فرنسا ضد حكومة البلاد.
نشرت في:
طائرة مروحية فرنسية فوق سطح إحدى البنايات في أبيدجان، صورة أرسلها أحد مراقبينا.
لعب التدخل العسكري للأمم المتحدة وفرنسا في ساحل العاج دورا حاسما في إجبار قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو على طلب إنهاء القتال، البعض أظهر فرحا شديدا لهذا التدخل فيما اعتبره آخرون انقلابا قادته فرنسا ضد حكومة البلاد.
الطائرات المروحية لكل من الأمم المتحدة وفرنسا أطلقت نيرانها على معسكري أغبان وأكويدو العسكريين كما استهدفت القصر والمقر الرئاسي لغباغبو. وقد برر الاثنان هذا الهجوم بأنه يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1975 والذي ينص على "تحييد الأسلحة الثقيلة المستخدمة ضد المدنيين". أما صباح الثلاثاء فقد أكملت الطائرات الفرنسية مهمتها بمراقبة الوضع بدون الاشتباك أو الهجوم.
رئيس أركان القوات المسلحة الموالية لغباغبو أعلن يوم الثلاثاء أنه "نظرا لاستهداف القوات الفرنسية لبعض من مواقعنا وبعض من النقاط الاستراتيجية في أبيدجان فإننا قررنا وقف القتال من جهتنا وطلبنا من قائد قوات الأمم المتحدة وقف إطلاق النار". بعدها بقليل أكد وزير الخارجية الفرنسية أنباء تحدثت عن مفاوضات يجريها مقربون لغباغبو لمناقشة شروط رحيله.
نشر هذا التسجيل على يوتيوب Abidjannettv.
تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سيغولين مالتير.
مظاهرات للموالين لغباغبو في باريس
تجمع لبعض الموالين لغباغبو على جادة الشانزليزيه في باريس للاحتجاج على تدخل الأمم المتحدة في الصراع في ساحل العاج. نشر هذا التسجيل على موقع يوتيوب
.
"لو وصل واتارا إلى السلطة فقل سلاما على من يعارضه الرأي فهو سيتعرض للقمع بلا شك"
فيليب (اسم مستعار) – يعيش في أبيدجان.
التدخل الأممي والفرنسي لا مبرر له وغير منطقي؛ فالقوات الفرنسية كانت قد استولت بالفعل على المطار ولكنها تهاجم الآن مواقع القوات الموالية لغباغبو. الأمم المتحدة صرحت بأنها استهدفت الأسلحة الثقيلة وهو شيء مستغرب فهذه الأسلحة موجودة أيضا في المعسكر الآخر – معسكر واتارا. فرنسا قررت بفعلتها هذه زعزعة استقرار مؤسسات الحكم العاجية، لا أستطيع التعبير عن قدر ألمي وغضبي مما تفعله.
لا أظن أن الفرنسيين سيتعرضون للانتقام في ساحل العاج، فالعاجيون يميزون جيدا ومنذ العام 2004 بين موقف الفرنسيين الذين يعيشون هنا وبين موقف حكومتهم، ويعرفون جيدا أن الرئيس ساركوزي لا يستشيرهم بالضرورة قبل اتخاذ القرارات المتعلقة بهذه البلاد.
ولكنني كعاجي أشعر بالخطر، فإذا قدر للانقلاب الفرنسي النجاح فإن ساحل العاج ستحكم بالحديد والنار. فواتارا ليس ملاكا وسيضطهد كل من يخالفه الرأي. لست متأكدا مما إذا كان الإعلام الفرنسي قد تحدث عن هذا الموضوع أم لا فواتارا سيكون صديقا لفرنسا، ولا أحد يتكلم عما حدث في دويه كويه على سبيل المثال، لقد كان على فرنسا أن تلزم حدودها".
"تدخل سيطمئن المدنيين بلا شك، ولكن يجب أن لا يذهب إلى أكثر من ذلك"
بريجيت (اسم مستعار) – فرنسية تعيش في أبيدجان.
كان هذا التدخل أمرا بالغ الأهمية لطمأنة المدنيين، وكان من الأفضل أن يتم أبكر من ذلك. فالناس شعروا بالطمأنينة عندما سمعوا بتدمير معسكر أكويدو فقد كان نقطة إمداد أساسية بالأسلحة لقوات غباغبو، كما كان من المفيد لقوات واتارا توفير دعم جوي كانت في أمس الحاجة له للتقدم داخل المدينة.
بالتأكيد سيتم استهداف المواطنين الفرنسيين جراء ذلك، ولكن عليهم أن يتوقفوا عن الشكوى من ذلك فهم من اختار العيش والعمل في هذه البلاد ويعرفون جيدا كيف تسير الحياة هنا. وعليهم أيضا أن يعرفوا أن هناك حملة تشويه وتضليل تدار ضدهم هنا. فالأمم المتحدة هي من قررت التدخل لا فرنسا [يمكن للأمم المتحدة الاستعانة بالقوات الفرنسية لتعزيز القوات الأممية في حالة الضرورة طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي].
أعتقد أن التدخل لحماية المدنيين أمر إنساني في المقام الأول وضروري، ولكن هذا التدخل يجب أن يكون له حد، فمهاجمة القصر والمقر الرئاسي شيء مختلف وهو شأن عاجي يجب أن يكون بين العاجيين فقط. والموقف آخذ في السوء فحتى لو نجح واتارا في الاستيلاء على السلطة يصعب علي تصور نجاحه في حكم بلد على هذا القدر الكبير من التشرذم والتفتت."
الغارات على معسكر أكويدو. نشر هذا التسجيل على يوتيوب MLDoss1.