سوريا

اللاذقية، رمز الثورة السورية

 بعد أسبوعين من الغضب في الشارع السوري، توجه الرئيس بشار الأسد بخطاب زاد الطين بلة. وقد لاقت المظاهرات في اللاذقية قمعا عنيفا. مراقبنا يشرح لنا الأسباب التي جعلت هذه المنطقة تتصدر حركة الاحتجاجات في سوريا رغم كونها مسقط رأس عائلة الأسد.

إعلان

 

بعد أسبوعين من الغضب في الشارع السوري، توجه الرئيس بشار الأسد بخطاب زاد الطين بلة. وقد لاقت المظاهرات في اللاذقية قمعا عنيفا. مراقبنا يشرح لنا الأسباب التي جعلت هذه المنطقة تتصدر حركة الاحتجاجات في سوريا رغم كونها مسقط رأس عائلة الأسد.

 

بقيت الاحتجاجات متواصلة في مدينة درعا منذ أسبوعين إلا أنها بدت متراجعة في مدن أخرى مثل دمشق وحلب منذ يوم الجمعة 25 مارس / آذار باستثناء اللاذقية التي شهدت تدخلا لقوات الجيش نهاية الأسبوع الماضي وقمعا داميا للاحتجاجات يوم البارحة أسفر عن مقتل نحو 15 شخصا حسب شهادات أهالي المدينة.

 

تقع مدينة اللاذقية على السواحل الشمالية الغربية لسوريا، وهي أهم مدينة في منطقة اللاذقية، مسقط رأس عائلة الأسد، حيث تتعايش الطوائف السنية والعلوية والمسيحية.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة صحفية في قناة فرانس 24.

حذار فبعض هذه المشاهد صادمة

مشاهد من اللاذقية. نشر هذا التسجيل على موقعYouTube.

"هناك شعور حاد في اللاذقية بالفوارق الطائفية"

كرم طالب سني يبلغ من العمر 23 سنة تظاهر يوم الأربعاء في اللاذقية.

 

بعد خطاب الرئيس بشار الأسد يوم الأربعاء، اجتمعنا في حي صليبة وسط المدينة، وهو أحد الأماكن الذي تنطلق منه المظاهرات منذ بداية الاحتجاجات هنا في اللاذقية. في البداية، لم نكن سوى حوالي ثلاثين نفرا في البداية لكن المتظاهرين التحقوا بنا شيئا فشيئا. ثم توجهنا نحو دوار اليمن.

 

في البداية، ظن البعض أن الجيش التحق بصفوف المتظاهرين لأن الجنود كانوا يشيرون إلى المحتجين بمكان التجمع، الأمر الذي جعل هؤلاء يهتفون "الشعب، الجيش، إيد واحدة".

 

 

حذار فبعض هذه المشاهد صادمة

في الثانية 27، يهتف المتظاهرون "الشعب، الجيش، إيد واحدة". نشر هذا التسجيل على موقع YouTube.

 

للأسف، لم يكن الأمر سوى كمينا إذ ما إن وصلنا الساحة حتى بدأ الجنود والقناصة بإطلاق النار علينا. أظن أنهم أرادوا جمع أكبر عدد ممكن من المتظاهرين ليكون ذلك درسا للجميع.

  

من الأسباب التي جعلت اللاذقية تنتفض بعد خطاب الأسد عنف القمع الذي تعرضنا إليه بعد أحداث يوم الجمعة 25 مارس/آذار. زد على ذلك أسبابا أخرى مرتبطة بظروف العيش هنا. تتسم اللاذقية بتعددية طوائفها، حيث يعيش العلويون في أحياء تقع في ضواحي المدينة مثل الزراعة أو المشروع العاشر بينما يتواجد السنة والمسيحيون وسط المدينة، مكان اندلاع الاحتجاجات. هذا النوع من التفرقة ينمي الشعور بالطائفية.

  

زيادة على ذلك، يصعب على غير العلويين هنا الحصول على وظائف في الوزارات أو المؤسسات العمومية. من السهل ملاحظة ذلك بسبب اللكنة الجبلية التي يتحدث بها العلويون. نتيجة ذلك، يعاني السنيون من البطالة ويضطرون للعمل في القطاع الخاص. كما أن هذه الظروف تشجع على الرشوة التي يدفعها هؤلاء للحصول على مختلف الخدمات. شخصيا، قمت بذلك أكثر من مرة لإعادة تشغيل خط هاتفي أو الإعقاء من الخدمة العسكرية ريثما أكمل دراستي.

 

كذلك بالنسبة لقادة الجيش : أغلبهم من العلوية، يحظون بمنازل وسيارات ويجمعون الأموال من الرشوة.

  

كل هذه العوامل تحث سكان اللاذقية على الانتفاضة ضد نظام الأسد."