رياح الاحتجاجات تهب على سوريا
أنكر النظام السوري لأيام عديدة وجود أية احتجاجات أو قتلى في درعا، جنوبي البلاد، رغم العنف الذي تشهده المنطقة منذ يوم الجمعة 18 مارس/ آذار. لكن السلطة تبنت موقفا مغايرا يوم الخميس إذ اعترفت بسقوط ضحايا ووعدت بإصلاحات سياسية. رغم ذلك، أبت رياح الغضب في سوريا إلا تفاقما لتعصف بكامل أرجاء البلاد.
نشرت في: آخر تحديث:
أنكر النظام السوري لأيام عديدة وجود أية احتجاجات أو قتلى في درعا، جنوبي البلاد، رغم العنف الذي تشهده المنطقة منذ يوم الجمعة 18 مارس/ آذار. لكن السلطة تبنت موقفا مغايرا يوم الخميس إذ اعترفت بسقوط ضحايا ووعدت بإصلاحات سياسية. رغم ذلك، أبت رياح الغضب في سوريا إلا تفاقما لتعصف بكامل أرجاء البلاد.
أودت اشتباكات يوم الأربعاء الدامية بحياة أكثر من مئة شخص، استنادا لما أعلن عنه نشطاء حقوقيون سوريون وتحولت الجنازات إلى مناسبات لحشد الآلاف من المتظاهرين. وخلال اللقاء الصحفي الذي قامت به المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، وعدت بثينة شعبان بعدد من الإصلاحات السياسية وبالإفراج عن كل من تم اعتقالهم في أحداث درعا.
وإن بدا الاستسلام من طرف النظام السوري أمام غضب الشارع، على غرار ما حصل في بقية البلدان العربية، فقد ضاعف الرأي العام من قوة الاحتجاجات ولبى عشرات الآلاف يوم الجمعة 25 مارس/آذار نداء "جمعة العزة"، إذ خرجوا للتظاهر في مختلف المدن. وقد نتج عن هذه الاحتجاجات العارمة اعتقالات عديدة وقتلى جاوز عددهم العشرين في صنمين، قرب درعا.
تظاهرات في حي البرامكة، في دمشق. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار على موقع يوتيوب.
تم نشر هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في قناة فرانس 24.
"السلطة السورية ضيعت على نفسها البارحة فرصة وقف دوامة العنف"
عمر يقطن دمشق وشارك في التظاهرات، وقد كان أعرب لنا يوم الأربعاء 23 مارس/آذارعن شكوكه بشأن اتساع رقعة الاحتجاجات. لكنه اليوم يقر بتفاجئه ويفسر لنا أسباب تطور الأوضاع.
أعتقد أن اللقاء الصحفي الذي أجرته بثينة شعبان البارحة كان شرارة انطلاق الاحتجاجات في باقي المدن السورية. من الواضح أن جميع الأسئلة كانت جاهزة ومدروسة مسبقا. صحيح أن الحكومة اعترفت بسقوط قتلى وقدمت تعازيها لعائلات الشهداء. لكن ذلك لا يعني أن مجرد وعود كاذبة ستفي بالغرض لامتصاص غضب الشارع. لقد سئمنا سماع هذا النوع من الخطابات منذ عشر سنوات.
في دمشق
تظاهرات في المسجد الأموي. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار على موقع يوتيوب.
بعد صلاة الجمعة، خرج تياران إلى شوارع دمشق : منهم من نادى بمظاهرة "جمعة الغضب" وأغلبهم من المصلين [تظاهر العديد في ساحات المساجد في مختلف المدن] وآخرون من شباب المدينة، خرجوا يمتحنون صدق وعود الحكومة. وما راعهم إلا أن قامت قوات الأمن بقمع الاحتجاجات رغم أن التظاهرات كانت سلمية ولم ترفع شعارات مناهضة للنظام بل كانت كلها تندد بما حدث في درعا. كان أعضاء قوات الأمن يلبسون الزي المدني ويتنقلون بحافلات. رأيتهم بأم عيني يلقون القبض على شباب التظاهرات ثم يقومون بإنزال أفراد من الحافلات يحملون صور بشار الأسد وأعلام سوريا ويهتفون للنظام.
حلب
تظاهرات أمام الجامع الكبير. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار على موقع يوتيوب.
أعتقد أن السلطة السورية ضيعت على نفسها البارحة فرصة وقف دوامة العنف والمضي في طريق الإصلاح الحقيقي. عوض ذلك، ما فتئ المسؤولون يصرون على المواقف ذاتها ويتبنون نفس الخطاب الرسمي، دون اكتراث للواقع الذي نعيشه. لكنني آمل رغم ذلك أن السلطة ستعود إلى رشدها وأنها ستقوم باحتواء الموقف قبل أن تغرق البلاد في حمام دم."
حمص
تظاهرات قرب الساعة القديمة. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار على موقع يوتيوب.
جبلة
تظاهرات أمام جامع أبي بكر. نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار على موقع يوتيوب.
بانياس
نشر هذا التسجيل في 25 مارس/آذار على موقع يوتيوب.