الإسلاميون يتحرشون بوزير الثقافة السعودي في معرض الكتاب بالرياض

الصورة مأخوذة من الفيديو الذي عرض طرد الإسلاميين من معرض الكتاب يوم 2 مارس.

أثناء زيارته لمعرض الكتاب في الرياض، تعرض وزير الثقافة السعودي لنقد شديد تخطى حدود اللياقة من قبل بعض الإسلاميين المتشددين الذين جاؤوا للتنديد بما وصفوه عرضا لكتب مهرطقة في المعرض. رجال أمن المعرض قاموا بطرد هؤلاء الإسلاميين وإخراجهم من المكان على الفور.

عبد العزيز خوجة، وزير الثقافة والمعلومات، قام نيابة عن ملك البلاد بافتتاح معرض الكتاب بالرياض يوم 2 مارس والذي يحتفي هذا العام بدولة السنغال كضيف شرف، ضم المعرض 650 دار نشر قدمت ما يقرب من 25 ألف عنوان معظمها باللغة العربية. وعادة ما تكون الرقابة الدينية في هذا المعرض أقل تشددا عنها مع دور النشر الأخرى داخل البلاد.

"هذه هي المرة الأولى التي يتدخلون فيها بهذا الشكل وذلك يدل على حجم التوتر الذي تعاني منه البلاد"

ياسر 22 عاما – يدرس تكنولوجيا المعلومات وهو من قام بتصوير الفيديو.

2 مارس في حدود الساعة الثالثة ظهرا، رأيت عشرات من رواد المعرض يتناقشون مع العارضين والبائعين. في البداية كانت الحوارات هادئة ولكن شيئا فشيئا بدأت تأخذ طابعا حادا فهؤلاء الرجال انتقدوا دور النشر لإقدامها على نشر كتب وصفوها بالا أخلاقية وروايات تتضمن وصفا لمشاهد جنسية أو تهاجم وتحط من قدر الإسلام. وتصادف مرور وزير الثقافة في هذا الوقت وهو ما حدا بأصحاب المكتبات إلى الشكوى للوزير.

 

التسجيل عرض على موقع YouTube تحت اسم مجهول

الحوار وصل إلى درجة كبيرة من الحدة، وذلك عندما قال لهم الوزير إنهم فقط من يرى هذه الكتب لا أخلاقية . عندها بدأ الإسلاميون في الصراخ "تتحدث عن الحرية لتسمح بنشر كتب الهرطقة هذه بينما تحظر نشر وطباعة كتب المنظر الإسلامي "سيد قطب". في هذه اللحظة قرر رجال الشرطة التدخل بعدما أحسوا أن أمن الوزير الشخصي قد أصبح مهددا وقاموا بإحاطته لحمايته، وعمدوا إلى طرد هؤلاء الإسلاميين بالقوة.

نشر مراقبنا هذا التسجيل على موقع YouTube.

هذه ليست المرة الأولى التي يشهد المعرض هذا النوع من الاحتجاجات، فهو مسرح لمعارضة الكتب الليبرالية كل عام؛ ولكنها المرة الأولى التي يصل فيها الأمر إلى التشاجر وهو ما يوضح إلى أي درجة وصل الاحتقان داخل المجتمع السعودي. فالأسرة الحاكمة تتعرض للانتقاد الشديد ولكن في ظل المظاهرات التي تجتاح شرق البلاد فإنها لا ترغب في فتح جبهة أخرى مع الإسلاميين في العاصمة.

وزير الثقافة السعودي سارع بعدها إلى الرد على صفحته على موقع فيس بوك.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة وبول لاروتورو، صحافيان في فرانس 24.