المملكة العربية السعودية

الأقلية الشيعية في السعودية تركب قطار الثورة قبل بقية المملكة

لا يزال ربيع الثورة يعبق بنسائمه على العالم العربي ليطال المملكة العربية السعودية، حيث كانت الأقلية الشيعية سباقة إلى الاحتجاج.

إعلان

 

لا يزال ربيع الثورة يعبق بنسائمه على العالم العربي ليطال المملكة العربية السعودية، حيث كانت الأقلية الشيعية سباقة إلى الاحتجاج.

 

لئن أخذت الاحتجاجات في تونس ومصر وليبيا بعدا سياسيا محضا، فإن الأمر قد يختلف باختلاف الظروف في بقية البلدان العربية التي تنتفض اليوم. ففي اليمن مثلا، امتزجت المطالب السياسية بالمسألة القبلية بينما تنتفض الأغلبية الشيعية في البحرين ضد احتكار سني للسلطة.

 

أما في المملكة العربية السعودية المجاورة، فلم تمر هذه الاحتجاجات في البحرين مرور الكرام بسبب تهميش السلطات الدينية الوهابية للأقلية الشيعية. هذا وينتظر أن يخرج السعوديون في مظاهرات في المدن الكبرى يوم الجمعة 11 مارس/آذار بينما بدأ شيعة المنطقة الشرقية في الاحتجاج منذ أسبوعين.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في فرانس 24.

"هذه هي فرصة من لا صوت له للتعبير عن غضبه"

محمد السعيدي صحافي سابق يقطن في مدينة القطيف في المنطقة الشرقية.

 

بدأت المظاهرات في مدينتي القطيف والدمام والقرى التابعة لها العوامية وصفوى منذ أسبوعين للمطالبة بالإفراج عن "المنسيين"، وهم تسعة أشخاص تم إيقافهم دون أدلة ثابتة بعد تفجير أبراج الخبر. هم يقبعون في السجن منذ خمسة عشر عاما دون محاكمة ويكادون يحرمون من حق الزيارة وذلك رغم تبني تنظيم القاعدة مسؤولية هذا الهجوم.

 

في يوم الأربعاء 2 مارس/آذار، تظاهرت أمهات هؤلاء السجناء أمام قصر حاكم المنطقة كما يظهر ذلك من خلال التسجيل. لكن قوات الأمن تدخلت بعد ربع ساعة فقط لإدخالهن للقصر حتى لا تتجمع الحشود وقد وعدهن حاكم المنطقة بأن يجتمع معهن يوم السبت.

 

أمهات "المنسيين" يتظاهرن يوم الأربعاء 2 مارس/آذار في الدمام أمام قصر حاكم المنطقة الشرقية. نشر هذا التسجيل على موقع YouTube.

 

علاوة على شأن "المنسيين" فإن سكان الدمام والقطيف متضامنون مع مظاهرات يوم الجمعة 3 مارس/آذار في مدينة الأحساء التي تقع كذلك في المنطقة الشرقية وذلك احتجاجا على إيقاف رجل الدين الشيخ توفيق العامر. وقد طالب هذا الإمام على منبره بحقوق سكان المنطقة المهمشين وساند ثورة الشعب البحريني التي يقودها الشيعة.

 

إن المنطقة الشرقية كانت دائما مهد الحركات الاحتجاجية التي عرفتها المملكة وخاصة في محافظة القطيف ويعود ذلك للتهميش الذي تعاني منه الطائفة الشيعية. فهنا لا توجد أية جامعة ويصعب على الشيعة الحصول على الوظائف العمومية مما يرفع في نسبة البطالة، كما أنه لا وجود لأي وزير شيعي في الحكومة. بل تقوم السلطات بغلق حتى المساجد في المنطقة !

 

إن المدن الكبرى تعتمد على دعمنا المعنوي للمظاهرات وهي تتهيأ للخروج والتظاهر يوم 11 مارس/آذار. من الواضح أن الحكومة تعيش أوقاتا حرجة ويظهر ذلك من خلال أهمية الإجراءات الأمنية التي أخذتها ونشر قوات مكافحة الشغب في مناطق عديدة من البلاد. نظرا لما يشهده العالم العربي اليوم من ثورات فإن هذه هي فرصة من لا صوت له للتعبير عن غضبه."

 

تسجيل لمظاهرات يوم الخميس 3 مارس/آذار في القطيف نشر على موقع يوتيوب.