الجزائر

عندما يتنفض شباب باب الوادي

اندلعت مساء أمس في حي باب الوادي في الجزائر العاصمة اشتباكات بين متظاهرين شبان وقوى الأمن بعد أن أعلنت الحكومة عن ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية. مراقبنا يروي لنا ما حدث ويفسر لنا الأسباب التي دفعت بسكان حي باب الوادي للثورة مجددا.

إعلان

 

اندلعت مساء أمس في حي باب الوادي في الجزائر العاصمة اشتباكات بين متظاهرين شبان وقوى الأمن بعد أن أعلنت الحكومة عن ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية. مراقبنا يروي لنا ما حدث ويفسر لنا الأسباب التي دفعت بسكان حي باب الوادي للثورة مجددا.

 

اندلعت الاحتجاجات في تيبازا ووهران وبعض المدن على الساحل الغربي للبلاد قبل أن تصل العاصمة مساء يوم أمس، وذلك بعد أن أعلنت الحكومة منذ أيام قرار رفع أسعار المواد الأولية، إذ ارتفع سعر كيلوغرام من السكر من 80 إلى 120 دينار (أي من 0.8 إلى 1.2 يورو) بينما سجل سعر قارورات 5 لترات من الزيت ارتفاعا بـ 150 دينار (أي 1.5 يورو). ويأتي هذا الارتفاع بعد أن شهدت الجزائر تضخما ماليا بنسبة 4 % خلال سنة 2010.

 

لكن غلاء المعيشة، وإن أوقد لهيب الاحتجاجات، لا يمثل السبب الرئيسي لموجة الاحتجاجات على حد قول مراقبنا.

 

تسجيل لانتفاضة باب الوادي نشر على موقعYouTube

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في فرانس 24.

"سكان باب الوادي يشعرون بالتهميش"

ي.ب. من سكان باب الوادي وقد شهد أعمال العنف التي جدت البارحة في حيه.

 

انطلقت هذه الأعمال مساء يوم الأربعاء في حدود الساعة السابعة عندما أحرقت مجموعة من الشبان شاحنة شرطة على مقربة من حديقة باب الوادي، من جهة "الكتاني" [الواجهة البحرية لباب الوادي]. ثم توجه هؤلاء باتجاه مركز الشرطة لمهاجمته. عندها خرج رجال الأمن من المركز وقاموا بإطلاق الرصاص في الهواء لردع المتظاهرين. إلا أن مجموعات أخرى من الشبان ما لبثت أن التحقت بالفوج الأول إلى أن انتقلت الحادثة إلى أعمال عنف شارك فيها مئات من الشباب. لتحضر قوات مكافحة الشغب وتطوق باب الوادي.

 

تسجيل لانتفاضة باب الوادي نشر على موقع YouTube

 

 

اجتمع المتظاهرون في ساحة الساعات الثلاث، قرب سوق الحي، حيث تواصلت الاشتباكات مع الشرطة التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين. في تلك الأثناء، قام المشاركون في أعمال العنف بإضرام النار في السيارات والاعتداء على غرف الهواتف العمومية، بل ورمى بعضهم الشرطة بالحجارة. تواصلت الاشتباكات إلى حدود الساعة الثانية صباحا، لكن المياه لم تعد بعد إلى مجاريها تماما فبعض الإشاعات تتحدث عن عودة أعمال الشغب اليوم في بعض أحياء المدينة.

 

إن انطلاق أعمال الشغب في باب الوادي تحديدا ليس محض الصدفة، فحينا كان دائما نقطة اندلاع جميع الشرارات، مثل ما كان الحال سنة 1988. فباب الوادي أعرق أحياء العاصمة وهو بذلك أكثرها شعبية، فمعظم العائلات التي تقطن هنا تنتمي للطبقة المتوسطة أو الفقيرة. زد إلى ذلك أن معدل الكثافة السكانية هنا هو من أهم المعدلات على المستوى الوطني. إن ظروف العيش في حينا سيئة للغاية والبنايات التي نقطنها تهدد بالانهيار في أي لحظة. سكان باب الوادي يشعرون بالتهميش، أما المسؤولين فلا حياة لمن تنادي. إن غلاء المعيشة لم يساهم إلا في تعزيز شعور بالاضطهاد في حي لم يعد سكانه يجدون قارورات حليب منذ شهرين.

 

 قد يندهش البعض من رؤية شباب ينزلون على الشارع ويشاركون في الاضطهادات والحال أن ارتفاع الأسعار خبر يهم خاصة أرباب البيوت. أرى شخصيا في الأمر ذريعة لهؤلاء الشباب للتعبير عن غضبهم وقنوطهم من الظروف التي يعيشون فيها بشكل عام [يعد أكثر من نصف المجتمع الجزائري من الشباب تحت سن 25]. اندلاع الاحتجاجات في المدن الأخرى دفع بهؤلاء الشبان للنزول بدورهم إلى الشارع. لكن الطريقة المتوخاة في ذلك ليست صائبة، ويجدر بهم العزوف عن العنف إن أرادوا التمتع بمساندة شعبية. فالسيارات التي يحرقونها هي ملك للشعب وليست للحكومة."

 

تسجيل لانتفاضة باب الوادي نشر على موقع YouTube