شرطة مكافحة المخدرات تداهم أحياء الصفيح في ريو دي جانيرو
نشرت في: آخر تحديث:
شنت شرطة مكافحة المخدرات الثلاثاء الماضي هجوما واسعا في أحياء القصدير بحي "فيلا كروزيرو" بريو دي جانيرو، وخلفت خمسة أيام من المواجهات مع تجار المخدرات 25 قتيلا على الأقل. مراقبونا تابعوا المواجهات.
صورة نشرها كايمو آمي على موقع فليكر.
شنت شرطة مكافحة المخدرات الثلاثاء الماضي هجوما واسعا على تجار المخدرات في أحياء الصفيح بـفيلا كروزيرو، في ريو دي جانيرو، وخلفت المواجهات 25 قتيلا على الأقل. مراقبونا تابعوا المواجهات.
يعتبر حي فيلا كروزيرو معقلا لتجارة المخدرات ورمزا للمجرمين الراغبين في إظهار قدراتهم على السيطرة على إقليم واسع دون أن يمنعهم أحد من ذلك. لكن في 25 نوفمبر أوقفت الشرطة أكثر من 192 شخصا وواصلت ذلك في الأيام التالية، كما حاصرت الأحياء وفتشت المنازل لتهجير تجار المخدرات بصفة نهائية. تمكن 200 من بين تجار المخدرات من الهروب سيرا على الأقدام أو على متن دراجات نارية واحتموا بحي كومبليكسو دي أليماو المجاور.
وجاءت هذه العملية الدامية في الوقت الذي قررت فيه البرازيل "تنظيف" ريو قبل إجراء فعاليات كأس العالم لكرة القدم للعام 2014 والألعاب الأولمبية للعام 2016، فصار لـ BOPE وهي وحدة شرطة مسلحة ومتخصصة في حرب العصابات، الحرية الكاملة للقضاء على شبكات تجارة المخدرات، في حين تتفرغ UPP وحدات الشرطة من أجل السلام، التي أسسها محافظ ريو دي جانيرو سارجيو كابرال في 2007، للجانب الوقائي لتوثيق العلاقات مع سكان أحياء الصفيح وقوات الشرطة.
فيديو نشرها بيدرو سيرا على موقع فيميو في 25 نوفمبر 2010
صور من هجوم الشرطة على حي "فيلا كروزيرو"
صورة نشرها كايو آمي على موقع فليكر.
اكتشفت الشرطة العديد من مخافر المخدرات خلال العملية. نرى هنا أكياسا من الكوكايين.
تم اكتشاف أكثر من 80 دراجة نارية مهملة بعد فرار المجرمين.
صور نشرها بيدرو سيرا على موقع فليكر.
"تفيد شهادات بأن تجار المخدرات قتلوا مارة واتهموا الشرطة بارتكاب الجريمة"
كايو آمي مصمم مواقع الانترنت ويهوى التصوير الشمسي، تخصص في تصوير عمليات الشرطة.
لقت تابعت وحدات الشرطة في فيلا كروزيرو طيلة اليوم بداية من الساعة التاسعة صباحا، وكانت العملية هائلة مقارنة بالهجمات السابقة التي واكبتها فقد تم نشر بين 800 والف شرطي وانقطعت بعض الوحدات الإضافية خصيصا عن عطلتها لتقديم المساعدة.
رأيت في هذه العمليات جرحى وقتلى من المدنيين، وكان ذلك صعبا جدا لكن كان ذلك في إطار حرب، فالحرب ضد كبار تجار المخدرات حرب حقيقية. إن رجال الشرطة غالبا ما ينتبهون إلى المدنيين لكن أحيانا لا يمكن تفادي وقوع ضحايا، ويبدو أن مجرمون اتهموا الشرطة بعدما أطلقوا النار على أبرياء.
يأتي تكثيف عمليات الشرطة في إطار سياسة أمنية تهدف إلى "إدخال الأمن" على أحياء الصفيح في ريو قبل تنظيم كأس العالم لكرة القدم للعام 2014 والألعاب الأولمبية للعام 2016. ويساند الرئيس المنتهية ولايته لولا دا سيلفا وخليفته ديما روسف هذه العمليات لكن الرجل الذي يقف حقا وراءها هو سرجيو كابرال محافظ ريو."
"العمليات ستتواصل حتى آخر معركة بين الشرطة وتجار المخدرات"
بيدرو سيرا صحفي ومدون في ريو دي جانيرو. نشر على مدونته صورا وأشرطة فيديو عن هجوم الشرطة على حي الصفيح.
هذه العملية من أبرز العمليات التي شنتها شرطة ريو دي جانيرو. لم يسبق لي قبلها أن رأيت هذا العدد من رجال الشرطة. عندما غادرت حي فيلا كروزيرو وجدت نفسي أمام صف من ثلاثين سيارة شرطة تسير إلى الأمام، وشاهدت أيضا سيارات مدرعة وفرتها البحرية.
لم أكن أتصور أن إحلال السلم في أحياء الصفيح في ريو سيتم بهذه السرعة. أظن أن الحكومة تسير على الطريق الصحيح حيث لم تعد تترك لتجار المخدرات سوى خيار المواجهة أو الاستسلام. يظهر شريط الفيديو المدهش المئات من تجار المخدرات المسلحين وهم يهربون وكأنهم صراصير! أعتقد ان هذه العملية أضعفت عصابات تجار المخدرات الذين فقدوا حصن فيلا كروزيرو.
ومع ذلك لم تنتهي الحرب ضد المخدرات، فسرعان ما يعيد التجار التجمع في حي آخر. أظن أن الشرطة ستواصل عملياتها حتى آخر معركة ضد العصابات، وستكون المعركة الأخيرة هائلة.
"لن يأتوا في المستقبل إلى حي ما للسيطرة عليه بل للاختباء فيه وإذا هاجمتهم الشرطة لن يطلقوا النار عليها بل سيهربون"
في نهاية الأمر وحتى إن لم يتم القضاء نهائيا على تجارة المخدرات، لأن الجرائم تروج في كل البلدان وليس في البرازيل فقط، فإن التجار لن يتمادوا في التجول شاهرين أسلحتهم في وضح النهار بل سيكتفون بتجارتهم مختبئين في السراديب، ولن يأتوا في المستقبل إلى حي ما للسيطرة عليه بل للاختباء فيه وإذا هاجمتهم الشرطة لن يطلقوا النار عليها بل سيهربون.
سانتا مارتا هو حي صفيح قضت فيه الشرطة نهائيا على تجارة المخدرات. صار سكان سانتا مارتا أقل انغلاقا على أنفسهم ولم يعودوا يشعرون بالتهميش. وإذا كان اختفاء تجارة المخدرات يحدث فراغا في حياة الحي فإن بوسع السلطات ملؤه بواسطة خدمات عمومية كالكهرباء والماء ووسائل النقل، وسيستفيد آنها كل المجتمع من عمليات كهذه."